ناهض حتر على عتبه قصر العدل

تابعنا على:   12:54 2016-09-26

حسن سليم

امام قصر العدل الاردني، الذي يطمئن لأمنه ولعدالته الانسان، حتى وان كان مذنباً، تم ذبح ناهض حتر, نعم ذبحه من قبل من قطع المسافات وعبر الحدود، واستباح حرمة المكان وسيادة الدولة، وقرر ان ينصب نفسه قاضياً وجلاداً في ذات الوقت.

ناهض حتر الكاتب الاردني الذي حاول برسومات قيل انها "مسيئة للذات الإلهية" ان يواجه خرافات الحركات الارهابية كداعش واخواتها، التي جعلت من خيرات الجنة ونعيمها، ومفاتن نسائها ولذة خمرها، مدعاة لحض الموتورين على تنفيذ جرائمها بقتل وحرق الابرياء، فيتحقق لهم الفوز بالجنة، فيما الجنة وربها براء منهم. الجنة، التي ابدع القرآن في وصفها، ليست مجرد اماكن وملذات مؤجلة لما بعد الموت، بل هي ايضا يمكن التحصل عليها في الدنيا ايضا، اذا ما كنا رحماء فيما بيننا، ومصدقين ومؤمنين بأن الله ما خقلنا الا لنحيا، ونحب بعضنا ومن ثم نحبه، بل يكفي ان نحب انفسنا، فذلك ما يريد الله.

ان ما تضمنته رسومات ناهض حتر، بلا شك ستكون كالصاعقة اذا ما تم جلبها، وتجريدها من عمق معانيها، ومقاصدها، وقراءتها بشكل سطحي، مع مرافقة تحشيد مسبق عن الكاتب وتوجهاته، ومن ثم حشره "بالراغب بالاساءة للذات الإلهية"، او بمن يؤمن بديانه غير الاسلام.

قُتل ناهض حتر، كما يدعي قاتله ومن حرضه، بسبب الاساءة للذات الإلهية، ولكن الحقيقة الساطعه ان الاساءة التي يمارسها البعض كل يوم، تكمن بادعاء الوكالة عن الرب، وبمحاكمة البشر، وذبحهم باسمه، وفقا لوكالة مزورة، فيما نبي الله سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) زجر احد المجاهدين عندما قتل "مشركا" نطق الشهادة قبل قتله، وسأله الرسول: " أشققت عن قلبه ؟"، عندما اتهمه القاتل بالنفاق.

ان من ندعي الحرص على عدم المساس بجلالته، والاساءة لله عز وجل، لم يأمرنا يوما ان نقتل الاطفال ولا بحرقهم، ولا باغتصاب النساء تحت عباءة جهاد النكاح، ولم يأمرنا بتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها بأن نقصف الجامعات والمنازل من اجل سبعين حورية، او من اجل زجاجة نبيذ " حلال".

ان كان على ناهض حتر اتقاء الشبهات، وعدم الدخول في هكذا متاهة، كي لا يدفع حياته ثمنا لما اراد ان يوصل من رسالة، بالمقابل فان الاستمرار في تنصيب البعض لذواتهم وكلاء عن الرب على الارض، وذبح كرامة البشر باسمها، واستمرار التحشيد الاعمى من قبل ثلة التكفير المدعية للإيمان، والايمان منهم براء، انما ينذر بأرض لا تقيم عليها الآدمية، ولا يسكنها غير اكلة لحوم البشر.

اخر الأخبار