ابرز ما تناولته الصحف العبرية 26/09/2016

تابعنا على:   11:26 2016-09-26

ايزنكوت يخضع للمتدينين ويسمح لهم برفض الخدمة مع النساء

تكتب "هآرتس" انه بعد سنوات من المداولات الداخلية في الجيش، نشر رئيس الأركان غادي ايزنكوت، الأمر الجديد الذي ينظم الخدمة المشتركة للرجال والنساء. وحسب التوجيهات الجديدة، يمكن للجنود المتدينين الامتناع عن الحراسة او السفر في السيارات مع مجندات، وعلى قادتهم الانصياع لذلك. كما يمكن لهم التحرر من التدريبات التي تشمل تلقي تدريب من قبل نساء. ولا يتعلق الأمر بالجنود المتعصبين دينيا الذين وفر لهم الجيش اطر متجانسة، والتي ستبقى كما هي.

وتم حتى الآن ترتيب قسم من القضايا المتعلقة بالخدمة المشتركة للجنود والجنديات، كمنع الدخول الى مساكن الجنس الآخر، والتوجيهات الخاصة بالجنود المتدينين الذين يخدمون في وحدات مختلطة. ويحدد الأمر السابق انه يمكن للجنود المتدينين طلب الامتناع عن المشاركة في نشاطات مشتركة مع ابناء الجنس الآخر، والتي تولد حالة "توحد" (تواجد الرجل والمرأة معا لوحدهما) بما في ذلك في حالات الحراسة والتوجيه والسفر في السيارات.

لكن الأمر السابق يحدد ان هذا الأمر يجب ان لا يشكل ذريعة للتحرر من اداء مهمة، وانما خطا موجها لتنفيذ الأمر. وقال قادة خدموا في الجيش سابقا، لصحيفة "هآرتس" ان الأمر السابق منح كل قائد حرية تفسيره حسب رأيه. اما وفق الأمر الحالي فيمكن للجنود المتدينين طلب تحريرهم من اداء مهمة مشتركة مع مجندات، ليس فقط في حالات الـ"توحد" وانما ايضا في حال ساد التخوف من الملامسة الجسدية، او اذا تم تنفيذ المهمة بملابس غير محتشمة. وسيكون على القادة الانصياع لطلب الجنود.

ترامب يعد نتنياهو بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل

تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التقى امس، مع المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية دونالد ترامب، في "ابراج ترامب" في نيويورك. ومن المفروض ان يكون نتنياهو قد اجتمع بعد منتصف الليلة الماضية، بمرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وتأتي لقاءات نتنياهو بالمرشحين قبل يوم واحد من اول مواجهة اعلامية بينهما، والتي ستجري الليلة القادمة. وجاء من مقر ترامب ان المرشح الرئاسي وعد نتنياهو باعتراف الولايات المتحدة بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل في حال انتخابه، واعرب عن دعمه لمطلب نتنياهو من الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية.

وجاء من ديوان نتنياهو انه شارك خلال اللقاء الذي استغرق نحو ساعة وعشرين دقيقة، سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون دريمر، ونسيب ترامب جارد كوشنر. وحسب البيان فقد عرض نتنياهو امام ترامب مواقف اسرائيل في القضايا الاقليمية المرتبطة بأمنها والجهود التي تبذلها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وشكر ترامب على الصداقة والدعم لإسرائيل.

وقال مقر ترامب ان المرشح الجمهوري ناقش مع نتنياهو العلاقات الخاصة والتحالف غير القابل للكسر بين اسرائيل والولايات المتحدة.

وبشأن المساعدات الأمنية الامريكية لإسرائيل، التي المح ترامب في السابق الى نيته تقليصها، جاء في البيان ان "ترامب وافق خلال اللقاء على ان المساعدات الأمنية لإسرائيل ولتطوير منظومات الدفاع الصاروخي، هي استثمار ممتاز من ناحية الولايات المتحدة". واضاف ترامب أنه اذا تم انتخابه للرئاسة، فان التعاون العسكري والاستراتيجي والاستخباري بين الولايات المتحدة واسرائيل سيكون "رائعا"، ووصف اسرائيل بأنها شريك استراتيجي للولايات المتحدة في محاربة الارهاب الاسلامي المتطرف.

وجاء في بيان مقر ترامب، ايضا، ان "المرشح الجمهوري وافق مع نتنياهو على ان الشعب في اسرائيل معني بالسلام العادل والمستقر مع جيرانه، لكن هذا السلام سيتحقق فقط عندما يتخلى الفلسطينيون عن الكراهية والعنف ويتقبلون اسرائيل كدولة يهودية. واوضح ترامب بأن القدس كانت العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ 3000 سنة، وان الولايات المتحدة بقيادته ستصادق اخيرا على قرار الكونغرس المعلق باعتبار القدس عاصمة اسرائيل التي لا يمكن تقسيمها.

واعلن مقر ترامب ان اللقاء تطرق الى الاتفاق النووي مع ايران، ومحاربة الدولة الاسلامية وقضايا امنية اقليمية اخرى. كما اشار المقر الى ان ترامب الذي صرح خلال حملته الانتخابية بأنه سيبني جدارا فاصلا بين الولايات المتحدة والمكسيك، تحدث مع نتنياهو حول "التجربة الاسرائيلية الناجحة" في حماية حدودها بواسطة الجدران. كما اشار ترامب الى قدرات اسرائيل الجيدة في مجال حماية السيبر، و"انتهى اللقاء بالتزام الزعيمين بالدعم المتبادل على اعلى المستويات، اذا ما حظي ترامب بشرف انتخابه رئيسا للولايات المتحدة".

ريفلين يدعم الجيش في قضية ازاريا، ونتنياهو يتراجع عن تشبيه عائلة ازاريا بعائلات القتلى

كتبت "هآرتس" انه في الوقت الذي تتواصل فيه محاكمة الجندي اليؤور ازاريا، دعم رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، امس، سلطات الجيش، وقال ان "هذه المحاكمة يمكن ان تضعنا على حافة هاوية مفتوحة وليس فقط امام منحدر حاد". وكان ريفلين يرد بذلك على سؤال وجهته اليه مواطنة عبر موقعه على شبكة "تويتر"، وقال: "احفادي، الجنود في الجيش، يسألوني: "جدي، من الذي يجب ان نستمع اليه. قادتنا او صوت الجمهور؟" واضاف: "لدينا جيش رائع وافضل القادة، وقائد اركان لا مثيل له، ويجب الاصغاء اليهم لأن هذه هي قوانين اللعبة".

الى ذلك، اعتذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس عن المقارنة التي اجراها بين عائلة ازاريا وعائلات الجنود القتلى والمفقودين، وكتب على صفحته في الفيسبوك: "لم اقصد بتاتا المقارنة بين معاناة العائلات الثكلى، وهي معاناة اعرفها جيدا، وبين اوضاع العائلات الاخرى التي تواجه ضائقة". واضاف: "لا توجد مقارنة ولا يمكن ان تكون مقارنة كهذه".

في سياق المحاكمة، استمعت المحكمة، امس، الى افادة الجندي أ، الذي اصيب في الحادث الذي انتهي بقيام ازاريا بإطلاق النار على المخرب الجريح عبد الشريف. وحسب اقوال الجندي الذي لم يكن شاهدا على اطلاق النار، فقد تخوف من وجود عبوة على جسد المخرب. وسأله المدعي العسكري، نداف فايسمان، لماذا لم يذكر هذا التخوف خلال التحقيق معه من قبل الشرطة العسكرية، في بيته، فقال: "لم اقل ذلك لكن هذا كان شعوري في الموقع. في ذلك اليوم لم اكن في كامل صحتي، طعنوني، اطلقت النار على شخصين. لم استطع تقديم تفاصيل بنسبة مئة بالمئة".

وتكتب "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد ان الجندي أ، الذي تعرض الى الطعن في العملية التي قام اليؤور ازاريا في اعقابها بإطلاق النار على المخرب بعد احباطه، كان يفترض ان يدلي بإفادته من قبل النيابة قبل شهرين، لكنه تم الغاء افادته في اللحظة الأخيرة. وقد حدث ذلك بعد وصوله الى المحكمة، واحتضان صديقه المتهم. ويوم امس، حين وقف أ على منصة الشهود، وهذه المرة من قبل الدفاع، اتضح جيدا سبب الغاء افادته سابقا.

لقد دعم العريف أ، الذي حصل قبل اسبوعين فقط على شهادة تقدير من قائد كتيبة يهودا والسامرة، رواية صديقه اليؤور. وردا على سؤال للمحامي ايال بسرجليك، قال انه تخوف من انفجار عبوة خلال الحادث. وحسب اقواله: "لقد بدأ المخرب بالهرب، وانا ساد لدي التفكير بأنه يمكن ان تكون عبوة على جسده. لقد اطلق القائد النار عليه، ورأيته يسقط، حاولت تأكيد تحييده حتى النهاية، لكنني لم انجح بسبب عائق في البندقية".

كما ادعى أ انه في لحظة الاخلاء ساد التخوف الكبير من المخرب. "سمعت صراخا بأنه يحمل عبوة، وقد ينفجر. دخلت في حالة ضغط، لأنني كنت على الحمالة على مسافة مترين منه. كما انه حرك رأسه قليلا، وربما يديه".

افادة أ افادت صديقه الجندي ازاريا، ليس فقط بما قاله امام المحكمة، وانما، ايضا، بالانطباع الذي خلفه. خلافا للجنود الآخرين، كان يبدو انه لم يأت لتصفية الحساب مع قادته، فهو لم يدخل في مواجهة معهم، ولم ينتقدهم، وبث الكثير من المصداقية. وخلافا لشهود آخرين، مثل نائب رئيس الاركان سابقا، عوزي ديان، عرف أ كيف يقف جيدا امام المدعي العسكري نداف فايسمان، الذي حاول تقويض روايته.

يشار الى ان العميد شموئيل زكاي سيدلي بافادته يوم الخميس القادم لصالح ازاريا، وبذلك تنتهي مرحلة سماع الافادات، وينتقل الطرفان الى التلخيص، وبذلك تقترب محاكمة ازاريا من نهايتها بعد كثير من المشاهد الدرامية.

النيابة تطالب بسجن فتى فلسطيني لمدة 12 عاما

تكتب "هآرتس" ان نيابة لواء القدس طلبت من المحكمة، امس، فرض حكم بالسجن لمدة 12 عاما على الفتى الفلسطيني (أ)، (13 عاما)، من سكان القدس الشرقية، والذي شارك في عملية طعن وقعت في حي بسغات زئيف، وتم خلالها قتل ابن عمه بعد قيامه بطعن فتى وشاب واصابتهما بجراح بالغة في تشرين اول 2015. ويشار الى ان (أ) كان يحمل سكينا لكنه لم يطعن احد، واصيب خلال الحادث بجراح بالغة بعد قيام سيارة بدهسه وتعرضه الى الضرب المبرح من قبل المارة.

وكانت الشرطة قد اعتقلت (أ) بعد خروجه من المستشفى ونقلته الى منشأة خاصة لاعتقال الفتية، وتم تقديم لائحة اتهام ضده. وقال محامياه ليئة تسيمل وطارق برغوث ان موكلهما لم يصب احد واكد خلال التحقيق معه بأنه لم يقصد اصابة او قتل احد، بل طلب من ابن عمه عدم اصابة الفتى نؤور بن عزرا. وكانت المحكمة المركزية في القدس قد ادانت الفتى أ في ايار الماضي، بكل بنود لائحة الاتهام. وقال المدعي، يوفال كيدار، في حينه ان "حقيقة كونه قاصرا لا تغير الخطر الذي شكله عمله في بداية موجة الارهاب، حيث نفذ الكثير من الشبان والفتية في حينه قسما كبيرا من العمليات. وسنطلب فرض عقوبة شديدة عليه". ويوم امس طلب كيدار من المحكمة فرض عقوبة بالسجن لمدة 12 عاما على أ، وان يقضيها في السجن الاعتيادي وليس في سجن للشبيبة.

"البلماح" تعارض تخليد ذكرى زئيفي في خان باب الواد

تكتب "يسرائيل هيوم" ان قادة جمعية "جيل البلماح"، اجتمعوا امس، في مكتب رئيس الجمعية، الجنرال (احتياط) يشعياهو غبيش، لمناقشة الخطوات القادمة في نضالهم من اجل منع تحويل مباني الخان في باب الواد، الى موقع لتخليد ذكرى الجنرال (احتياط) رحبعام زئيفي. ويقوم الموقع في مركز بارك رابين، ويخلد الحرب التي خاضها لواء البلماح خلال حرب الاستقلال.

وشارك في الجلسة الجنرال (احتياط) تسفي زمير، رئيس الموساد الأسبق، والجنرال (احتياط) عاموس حوريف. وكان اعضاء الجمعية قد بعثوا مؤخرا برسالة الى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اعربوا فيها عن رفضهم اطلاق اسم زئيفي على الموقع، لأنه لم يحارب بتاتا في هذا القطاع خلال حرب الاستقلال.

وقال يتسحاق شريغ، عضو الجمعية، ونجل ناحوم شريغ، الذي شارك في معارك القدس، ان "هدف الاجتماع هو تنسيق عمل الجمعية ازاء قرار إطلاق اسم من لم يحارب في القدس على خان باب الواد". واكد عدم وجود علاقة بين موقف الجمعية والمنشورات السلبية عن زئيفي في الآونة الأخيرة. وقال: "من لم يحارب في القدس ولو لدقيقة واحدة خلال حرب الاستقلال، لا يستحق تحويله الى رمز في اكثر مكان رمزي وخاص للمعركة على القدس. اطلاق اسم من لم يحارب هناك على هذا الموقع، لأغراض سياسية، هو تدنيس للقدسية. هذا مس كبير بمشاعر المحاربين".

وقال شريغ ان الجمعية قررت التوجه عاجلا الى رئيس الحكومة ورئيس الدولة، وتفعيل عائلات المحاربين الذين سقطوا في المكان. كما تقرر فحص الجوانب القانونية للقرار. واضاف: "اذا الح الأمر فسنشعل الأرض".

اجور اليهود الغربيين اعلى من اجور الشرقيين والأسيويين

تكتب "يسرائيل هيوم" انه يستدل من معطيات جديدة لدائرة الاحصاء المركزية ان اليهود الاشكناز (الغربيين) من اصل امريكي واوروبي يتقاضون رواتب اعلى من يهود اسيا وافريقيا. وحسب معطيات شهر كانون الثاني 2015، فقد حصل الأشكناز على رواتب اعلى بنسبة 15.9% من يهود اسيا وافريقيا – 9449 شيكل مقابل 8165 شيكل.

كما يستدل من المعطيات ان الجيل الثاني من الاشكناز، الذين ولدوا لعائلات هاجرت الى اسرائيل حتى سنة 1989، يربحون اكثر من ابناء الجيل الثاني من الشرقيين بنسبة 23% - 12.853 شيكل مقابل 10.438 شيكل.

وتبين معطيات دائرة الاحصاء المركزية ان ابناء الجيل الثاني من الشرقيين حسنوا رواتبهم بنسبة 27.8%، ويربحون اليوم، في الحد الادنى اكثر من ذويهم بـ 2.273 شيكل – 10.438 للجيل الثاني، مقابل 8.165 شيكل للجيل الاول. لكن الفجوة بين رواتب الجيل الثاني من الشرقيين والجيل الثاني من الاشكناز، اتسعت، لأن الجيل الثاني من الأشكناز حسنوا رواتبهم بنسبة 18.8%، اكثر من ذويهم – 12.853 شيكل شهريا، مقابل 9449 شيكل.

اما الجيل الثاني من اليهود الذين ولدوا في اسرائيل لآباء ولدوا في البلاد ايضا، فقد انخفضت رواتبهم بنسبة 15.5% عن رواتب ذويهم – 8490 شيكل للجيل الثاني، مقابل 10.050 شيكل للجيل الاول.

كما ان وضع النساء مقارنة بالرجال في اسرائيل، ليس لامعا. اذ يستدل من المعطيات انه حتى عام 2012 كانت نسبة 78% من المصالح التجارية يملكها رجال، مقابل 22% تملكها نساء. و92% من المصالح التي تشغل اكثر من 20 عاملا يملكها رجال، بينما تملك النساء 8% من المصالح المماثلة. وحسب المعطيات فان اعلى نسبة من المصالح التي تملكها النساء تختص بفروع خدمات الصحة والرفاه – حوالي 48%، والتعليم – حوالي 45%. اما اعلى نسبة من المصالح التي يديرها الرجال فتختص في فروع البناء – حوالي 97%، وخدمات المواصلات، التخزين، البريد والوساطة - حوالي 95%.

وتشير المعطيات الى ان اليهود يملكون 84% من المصالح التجارية في اسرائيل، مقابل 14% للعرب، وحوالي 2% بملكية اخرين. وتختص النسبة العليا من المصالح اليهودية بفروع المعلومات والاتصالات والفنون والترفيه – 96% في كل فرع، اما لدى العرب فتختص النسبة العليا من المصالح في فروع البناء – حوالي 29%، والخدمات والمواصلات والتخزين والبريد والوساطة – حوالي 24%.

المستشار القانوني "يتعهد" بتقديم نتنياهو الى المحاكمة اذا توفرت ادلة جنائية

تكتب "يديعوت احرونوت" انه في لقاء خاص منحه لمجلة "المحامي" وهو الاول منذ تعيينه لمنصبه، يسعى المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت الى التوضيح، خلافا للاعتقاد السائد، بأن علاقاته مع رئيس الحكومة ليست قريبة جدا، وانها، في كل الحالات لن تؤثر على قراره حين تصل لحظة الحقيقة في موضوع الفحص الجاري ضد نتنياهو.

ويقول المستشار: "لم تكن بيننا أي علاقة صداقة، او علاقة عائلية او سياسية، ولم ازر بيته في قيسارية". وحسب ادعائه فان حقيقة عمله سكرتيرا للحكومة خلال السنوات الثلاث التي سبقت تعيينه مستشارا قانونيا للحكومة، لا تؤثر على سلوكه في ملف الفحص، ولا تجعله يقيد خطوات محققي الشرطة من اجل منع التحقيق الجنائي، كما تم التلميح ضده. وقال: "قمت بأداء وظيفتي كمنصب مهني وليس كمنصب ثقة سياسي". ويضيف انه كانت تربطه علاقات عمل جيدة برئيس الحكومة والوزراء، لكنه حذر من الانحراف عن منصبه او اقامة علاقات صداقة شخصية او ما اشبه، وحرص على اداء وظيفته بشكل مهني، كما فعل سابقوه في منصب سكرتير الحكومة.

ويعتبر مندلبليت انه لا يوجد ما يمنع تعيينه لمنصب المستشار القانوني من دون فترة فاصلة بين المنصبين السابق والحالي، وقال انه يستطيع التغلب على هذا الانتقال، لأن المقصود في نهاية الأمر مسألة مهنية وقدرة على تحقيق الفصل بين المنصبين، والتعامل باستقامة لدى قيامه باتخاذ القرارات. ويضيف: "كلنا نعرف ما هو المتاح وما هو الممنوع وانا اعتقد ان الجميع، ولست انا فقط، وانما رئيس الحكومة والوزراء، ايضا، نفهم ذلك، ولدينا رئيس حكومة يجري فحص موضوع يتعلق به، ونحن نعرف الفصل بين الموضوعين. انا احافظ على اتصال مع رئيس الحكومة ومع الوزراء في مسائل الاستشارة، وكلنا نعرف التفريق وعدم التحدث عما لا يجب الحديث عنه".

يشار الى ان الفحص في موضوع نتنياهو بدأ قبل ثلاثة أشهر، لكن مندلبليت يصر على انه لا توجد أي مماطلة وجر للاقدام، وانما، بكل بساطة، لم يتبلور اشتباه معقول حتم فتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو. ويقول: "رغم ان القرار النهائي سيكون قراري، وبمسؤوليتي، الا انني لا اتخذه لوحدي، ولا استل قرارات من اكمامي. انا اتشاور مع جهات كثيرة، بما في ذلك جهات التحقيق والنيابة، من خلال نقاشات مهنية مشتركة. الفحص لا يزال مستمرا، ولا تزال هناك اعمال يجب القيام بها من قبل الشرطة، بناء على التصريح الذي منحته لها، وهذا هو سبب عدم تحويل المواد النهائية في الملف الي، حتى الان، وهي لا تتواجد على طاولتي".

ويقول مندلبليت: "كلنا نريد انهاء الموضوع بأسرع ما يمكن، ونحن نتقدم جيدا. انا اعقد جلسات كثيرة، كل اسبوع تقريبا، مع كل الجهات، وهذا يتم من اجل التقدم بسرعة. لا يوجد لدى احد أي مصلحة في تأخير الفحص، ولا احد يحقق فائدة من التأخير". ويرفض مندلبليت التنبؤ بموعد انتهاء الفحص، ويقول ان على المحققين القيام بالعمل المطلوب واحضار النتائج إلي. لدي اليوم صورة اكثر وضوحا من تلك التي توفرت في البداية، لكن الفحص لم ينته بعد، ودائما يمكن حدوث متغيرات".

وقال مندلبليت انه ما دام لم يقرر الانتقال الى التحقيق ولم يعلن عن إجراء تحقيق جنائي فهذا يعني انه لم يتم الوصول الى اشتباه معقول، والوضع حتى الان لم يصل الى هذه المرحلة. ويوضح: "اذا توفرت لدي شبهات معقولة سيتم فتح تحقيق جنائي، ولا يهمني من المقصود، ما يقود هذا الفحص هي معايير مهنية، وفقط مهنية".

مقالات

غير متكامل، لكن منطقي

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان امر الخدمة المشتركة الذي تم نشره امس، يعكس محاولة من قبل رئيس الأركان والقيادة العليا، للعثور على نقطة توازن بين توجهين متناقضين ميزا الجيش خلال العقد الأخير. الأول، هو الزيادة الكبيرة في نسبة الجنود والقادة المتدينين في الوحدات الميدانية (والى جانبهم نسبة صغيرة نسبياـ ولكن كبيرة، من الجنود المتعصبين دينيا). اما الثاني فيتعلق بفتح المناصب والوحدات، حتى على خط المواجهة الاول، امام المجندات. هذا الالتقاء بين هذين التوجهين يترافق احيانا باحتكاك غير مستحيل.

خلال غالبية الفترة السابقة، فضلت قيادة الجيش السير بين النقاط والامتناع عن صياغة وتطبيق شروط ملزمة. وبشكل غير مفاجئ، ولشدة حذره، سار الجيش، احيانا، مباشرة الى داخل بركة موحلة ورطته في فضائح مجلجلة: قضية تغيير نص صلاة "نتذكر" (تغيير عبارة "يتذكر شعب اسرائيل" بعبارة "يتذكر الله")، فصل جنود متدينين بسبب مقاطعتهم لمراسم غنت فيها نساء، ومؤخرا، الشكاوى الكثيرة من قبل الحاخامين والعائلات المتدينة حول التنكيل المتعمد، ظاهرا، بالجنود الذين يطيلون لحاهم.

لقد طال عمل الطاقم في موضوع الأمر الحالي لمدة خمس سنوات متقطعة. والنص النهائي لن يستقبل بفرح من قبل أي جانب، لكنه يبدو كحل منطقي في الظروف الحالية. رئيس الأركان غادي ايزنكوت، الذي وقع الأمر الجديد، يؤكد في تصريحاته مبدأ رسمية عمل الجيش واهدافه العسكرية، وحيوية الحفاظ على تلاحم الوحدات وضرورة الامتناع عن المس بمشاعر كل الجنود.

التسويات التي يفصلها الأمر الجديد معقولة. انها تسمح بإعفاء الجنود المتدينين من المشاركة في برامج ترفيهية تتعارض مع الاحتشام (مثلا الإصغاء الى غناء النساء)، ولكن ليس في المراسم الرسمية. ويمنع الأمر النوم المشترك للرجال والنساء، لكنه يسمح به في حالات استثنائية خلال العمل العسكري، في غياب مفر آخر. الجيش لن يخرج جنديا من منطقة النوم المحمية فقط من اجل الحرص على الفصل بين الجنسين.

وتبرز في هذا الأمر محاولة الحفاظ على المبادئ الأساسية في كل ما يتعلق بطابع الجيش كاطار كبير. ومن اجل خرق هذه المبادئ يجب ان يتم تقديم طلب خاص من قبل الجندي المتدين وان يأخذه قادته في الاعتبار حسب مبادئ الأمر وتقييمهم للأمر. هذا يعني ان غالبية القيود لا تفرض مسبقا على المجندات. التسهيل الاستثنائي يعطى للجندي المتدين بناء على طلبه. تطبيق هذه التسهيلات يتفق مع الاستنتاجات التي توصل اليها الجيش خلال العقد الأخير في استيعاب الجنود المتدينين. اول هذه الاستنتاجات هي امكانية اقامة اطار للرجال فقط، طالما لم يكن حجمه كبيرا (في السابق تم اقامة كتيبة ناحال المتدينة، اما اليوم فالأطر اصغر من حيث حجم الفرق). والاستنتاج الثاني هو ان الجيش يتماشى مع الجندي، ولكن منذ اللحظة التي يوقع فيها على امر الخدمة الدائمة او الانضمام الى دورات الضباط، يجب عليه تقبل كل شروط المجال العسكري العام.

لقد تم نشر الأمر في اليوم الذي اعلن فيه وزير الأمن افيغدور ليبرمان، عن خطوة اخرى – تكريس تمويل دائم لدورة التهويد العسكري "نتيف". كما في قضية الخدمة المشتركة، جاء هذا القرار نتيجة الاكراه. ظاهرا، يمكن التساؤل عن العلاقة بين الجيش والتهويد، ولكن اذا اخذنا في الاعتبار المسار المعقد الذي يجتازه المهاجرون من اجل تهويدهم، من المشكوك فيه ان هناك طريقة اخرى لمساعدة المدنيين الشبان في محنتهم. ولذلك يعتبر قرار ليبرمان مطلوبا ومبررا.

هذان القراران يدلان على مدى تواجد الجيش على خط المواجهة في مناطق الاحتكاك بين مسألتي الدين والدولة. ايزنكوت، بشكل يثير التقدير، يصر على العودة الى التدخل في المسائل التي تهرب منها غالبية قادة الأركان السابقين. وبقي امامه عائق كبير واحد يجب عليه ازالته: تجديد العطاء المتعلق بتوفير خدمات التثقيف الخارجي للجيش. خلال الأشهر الأخيرة اطلقت تنظيمات يمينية حملة حثيثة لاقصاء الفائزين الحاليين في العطاء، بادعاء انها جهات يسارية خطيرة. الان تتبلور مبادرة في اليمين لتمويل اقتراح بثمن باخس، يلزم وزارة الأمن على المصادقة عليه. هذا خطر صدام سيحتم على رئيس الاركان صده بكامل الذكاء والحكمة.

يجب الاصغاء لكيري

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، شديد الاهتياج. انه يتوقع تطور دولة اسرائيل الى دولة ثنائية القومية، ما يعني اندلاع حرب. فقد قال محذرا امام وزراء خارجية الدول المانحة للسلطة الفلسطينية ان "علينا عمل شيء من اجل منع ذلك او الصمت".

من المغري صفع كيري والقول له: صباح الخير يا جون، اين كنت حتى اليوم؟ بل المطلوب الاستغراب، لماذا لم تستخدم الادارة الامريكية رافعة المساعدات والاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا مع اسرائيل، من اجل احناء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واشتراط المساعدات بدفع العملية السياسية. لكن انتقاد الادارة الأمريكية ووزير خارجيتها – الذي استثمر الايام والليالي من اجل دفع العملية السلمية – سيكون ليس غير عادل فقط وانما سيطهر النجاسة الاسرائيلية.

ليست الادارة الامريكية هي المذنبة في افول المفاوضات السياسية، وليس من وظيفتها انقاذ دولة اسرائيل من نفسها. لقد تمسك وزير الخارجية الأمريكي السابق، جيمس بيكر، برأي قاطع في هذه المسألة يقول ان "الولايات المتحدة لا يمكنها الرغبة بالسلام اكثر من الاطراف نفسها". وقد حدد ذلك بعد الباب الموصد الذي وصل اليه مؤتمر مدريد. وفي مناسبة اخرى قرأ على الملأ بشكل ساخر رقم هاتفه، لكي تستخدمه الاطراف في حال رغبت باستئناف المفاوضات.

ادارة براك اوباما بعيدة عن اللجوء الى موقف مشابه، لكنها هي ايضا استنتجت بأن جهودها لن تفيد امام سور الرفض الاسرائيلي ومصاعب محمود عباس. ظاهرا، يحمل كيري المسؤولية للجانبين، ولكن فحصا دقيقا "للائحة الاتهام" يبين انه يعتبر وزن الرفض الاسرائيلي وخاصة بناء المستوطنات، اكبر بكثير من وزن الرفض الفلسطيني.

كيري مراقب منحاز. فمصير دولة اسرائيل يهمه جدا. انه يقترح على الاسرائيليين توقعات واقعية وحقيقية. انه لا يحرض، كما سيدعي البعض بالتأكيد، حين يحث نظرائه في العالم على القيام بعمل ما، او الصمت. يجب على مواطني اسرائيل اعتبار دعوة كيري هذه بمثابة ناقوس انذار حاد ومؤلم، يوجهه اليهم.

نتنياهو الذي يواصل تسويق بضاعته الفارغة، التي تعد بمستقبل رائع، نجح حتى الان بإغلاق حدود اسرائيل امام تسلل الأفكار والاقتراحات والمطالبة باجراء مفاوضات. نتنياهو يعتمد الآن على الدول العربية بأن تنقذه من الحاجة الى اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين. رئيس الحكومة يحلم بدولة يهودية في المناطق ايضا، وفي الوقت ذاته يكذب على مواطني الدولة ويخاطر بهم حين لا يوضح لهم ماهية الخطر الذي يهددهم.

هذا هو الوقت المناسب تماما لقيام المواطنين الاسرائيليين باتخاذ القرار بشأن مصيرهم: الاصغاء لكيري، او مواصلة السير خلف شبابة نتنياهو نحو الهاوية.

قبل درويش، يجب معرفة التاريخ

في مقالة حافلة بالتزوير والاكاذيب، يكتب د. يحيئيل شابي، في "يسرائيل هيوم" ان الجيوش العربية اجتاحت في 15 ايار 1948، ارض اسرائيل بهدف اجتثاث الكيان الصهيوني الفتي، ابن يومه. في هذا اليوم يحيي العالم العربي النكبة الفلسطينية، التي ترك خلالها حوالي 700 الف عربي بيوتهم. احد المهجرين كان الطفل محمود درويش، الذي اصبح الشاعر القومي الفلسطيني، والذي هربت عائلته الى لبنان، وبعد الحرب تسللت عائدة الى اسرائيل. ومثل الاف العائلات الأخرى وجدت بيتها في قرية البروة مهدوما، وهي القرية التي يقوم على جزء من اراضيها كيبوتس يسعور، وعلى الجزء الآخر كيبوتس احيهود. وامام يأسها اقامت العائلة خيمة لها في كفر ياسيف. وطور درويش مشاعر قوية ضد الغالبية اليهودية المسيطرة، ونجح بتدوين مشاعره القاسية على الورق.

لقد كتب درويش قصيدته "بطاقة هوية" في عام 1964. وتتوجه القصيدة الى ممثلي الحكم العسكري الاسرائيلي، الذين مثلوا بالنسبة له الغالبية المسيطرة، اليهودية – الاسرائيلية، ويفرغ فيها كلماته الغاضبة التي تمثل ابناء الاقلية العربية المحكومة. ومن بين ما جاء في القصيدة: " سلبتَ كرومَ أجدادي/ وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي/ ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي/  سوى هذي الصخورِ.. ... /ولكنّي.. إذا ما جعتُ/  آكلُ لحمَ مغتصبي/ حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي".

في يوم الاستقلال، ويوم النكبة، يتوجه عشرات آلاف العرب الى القرى المهجرة، التي اقيمت على قسم منها بلدات يهودية واحياء، ومناطق صناعية وحقول زراعية، ويطالبون بالعودة اليها، وهم يرفعون اعلام فلسطين ويرددون قصيدة درويش. رفع علم فلسطين يحول المطلب المدني بالعودة الى اراضي الآباء، الى مطلب قومي.

المتظاهرون يطالبون بسلب البيوت من السكان اليهود الحاليين، فقط لكونهم يهود يقيمون على اراضي اقام عليها العرب في وقت من الأوقات. وبالمناسبة، لقد سكن هذه البلدات الصليبيون من قبل، وقبلهم اليهود والكنعانيين.

وبشكل مشابه يعلن عرب اللد والرملة وحيفا وعكا ويافا – المدن المختلطة الخمس – انهم ابناء المكان الاصليين، بينما اليهود هم محتلون ومستعمرين. لو تم اجراء استطلاع للسكان في هذه المدن لتم كشف التخيل: غالبية سكان المدن المختلطة تركوها خلال حرب الاستقلال. وقد وصل الى بعضها مهجرون من بلدات مجاورة وتركزوا فيها، وسكنوا الى جانب الاقلية الفقيرة التي تمسكت ببيوتها. واذا سألتم عن اسماء العائلات ستعرفون اصلها: حلبي وحماوي، من سورية، مصري ومصاروة، من مصر، يماني من الهند ومغربي من المغرب. لقد هاجروا الى هنا خلال القرن التاسع عشر، قبل سنوات من وصول المهاجرين الصهاينة الاوائل. قسم كبير منهم وصل الى البلاد خلال فترة الانتداب البريطاني واستوطن في قرى ومدن البلاد.

لكنهم سيقولون لكم انهم ابناء المكان هم واباؤهم، وانهم مواليد البلاد الاصليين ولذلك فان اليهود هم مجموعة من المحتلين.

قرار الامم المتحدة في عام 1947، كان الأقل سوء بالنسبة للشعب اليهودي الذي تاق الى وطن قومي. الاصرار الراسخ على حق اسرائيل بالوجود كدولة يهودية هو وحده الذي سيمنع العودة المستقبلية الى حدود التقسيم. الحقوق الدينية والمدنية للأقلية العربية، بما في ذلك المهجرين تعتبر واجبا يجب ان تقدمه إسرائيل لمواطنيها، ولكن تلبية مطالب العودة الى البلدات والمطالب القومية ستؤدي الى اقتطاع اجزاء من الوطن وضمها الى الدولة الفلسطينية العتيدة، التي ستمتد وتسيطر بهذه الطريقة على غالبية اراضي اسرائيل التاريخية.

من واجبنا معرفة تاريخ الاستيطان العربي في اسرائيل، كي نعرف كيف نواجه بشكل حكيم منظومة الدعاية الغزيرة التي يقومون بتفعيلها من اجل ادعاء حقوق اصلية وحصرية لهم. علينا تطوير الأقلية العربية، وتحسين شروط حياتها، والعمل من اجل دمجها الفعلي في منظومات الحياة والمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، بل والعمل على انشاء حدائق للعلوم والتكنولوجيا واحياء عصرية في البلدات العربية، ولكن علينا التوضيح بشكل قاطع، ان العودة الى ايام ما قبل 15 ايار 1948، لن تتم ابدا.

هزيمة معروفة مسبقا

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه بالنسبة للنظام السوري تعتبر حلب مثل تل ابيب: المركز الاقتصادي – الثقافي لسورية. من يسيطر على حلب، يسيطر عمليا على القلب النابض للدولة، والذي يضخ الدم الى كل شرايينها. ومن دون حلب لا يستطيع الأسد السيطرة بشكل فاعل على سورية، سواء كانت كبيرة او صغيرة.

عشية الاعلان عن وقف اطلاق النار، كان الجيش السوري في خضم الهجوم على حلب. لكن الاسد، كما الروس، لم يفكر بوقف الهجوم، ولذلك لم يكن هناك أي امل بوقف إطلاق النار منذ البداية. الهجوم الأمريكي على موقع عسكري سوري في دير الزور، كان مجرد ذريعة لاستمرار الحرب.

سلاحا الجو الروسي والسوري يهاجمان منذ اربعة ايام بكامل الغضب، الاحياء المأهولة باكتظاظ في حلب، والتلفزيون الروسي باللغة العربية يعلن بفخر عن مهاجمة اهداف داعش. لقد تحول تنظيم الدولة الاسلامية الى ورقة التين. الروس والسوريين يستغلون ضعف قوات المتمردين في حلب، ويركزون الجهود العسكرية الوحشية، بكل الوسائل، بما في ذلك ابادة قوافل المساعدات الانسانية، من اجل تركيع حلب قبل استيقاظ العالم. امس الاول اجتمع مجلس الامن الدولي لمناقشة الوضع في سورية، والساعة تقرع.

بعد احتلال حلب سيتمكن الأسد، بدعم روسي، من الوصول الى مفاوضات مع الامريكيين والمتمردين من موقع مساومة اكبر واقوى. لأنه بات يسيطر الان على غالبية احياء دمشق، وفي حمص سيطر على حي الأغوار الذي كان يخضع لسيطرة المتمردين، ومدينة حماة هادئة. هذه المدن الأربع بالإضافة الى القطاع العلوي في غرب الدولة، هي ما يسمى "سورية الفاعلة". الرئيس السوري واثق جدا بنفسه، الى حد انه اعاد، ايضا بدعم روسي، تفعيل معهد العلوم "سيرس" لانتاج السلاح غير التقليدي والصواريخ طويلة المدى.

الصور المرعبة التي خلفتها اعمال الذبح الأخيرة في حلب، والتي غمرت العالم، هي ايضا، الوجه الحقيقي للميراث الذي يخلفه الرئيس اوباما في الشرق الاوسط. منذ بدأ ولايته قبل ثماني سنوات بالتوجه المتسامح نحو العالم العربي، في خطاب القاهرة الشهير، ينهي ولايته بصور المذبحة في ظل اتفاق فاشل آخر من مدرسته.

في الغرب كان هناك من آمن بان الاتفاقيات السرية في المسألة السورية، والتي تم توقيعها في الأسبوع الماضي بين وزيري الخارجية الروسي والامريكي، تنطوي على نوع من اتفاق "سايكس بيكو" لتقسيم سورية الى مناطق تأثير. لكن الشركاء في الكرملين هم ليسوا رجال القرن الماضي. اسلوب حكم الرئيس بوتين يذكرنا بالأيام المظلمة للاتحاد السوفييتي، الذي اديرت سياسته الخارجية من قبل جهاز المخابرات السوفييتي "كي. جي. بي".

بوتين، الذي جاء بنفسه من ذلك الجهاز، يحيط نفسه بمجموعة من الشخصيات التي لا تستخدم ادوات العمل الدبلوماسي المتعارف عليها في العلاقات الخارجية. طرق عمله مستمدة من مدرسة التضليل والخداع والاكاذيب والتصفيات – كل شيء يصبح مشروعا من اجل تحقيق الهدف. عندما وقع الروس على اتفاق وقف اطلاق النار في سورية مع الامريكيين، لم يقصدوا الالتزام به ولم يكبحوا الأسد. ومن الجانب الثاني لم ينجح الامريكيون بكبح المتمردين الذين يحظون بدعمهم.

منذ توقيع الاتفاق، تبدو حلب بشكل متزايد مثل ستالينغراد المدمرة. وبالمناسبة، من بين الامور الجديدة التي يجري اقحامها في الجهود الحربية السورية البرية، ادخال العامل الفلسطيني الى الحرب. الدعاية السورية تشير الى مشاركة قوة فلسطينية تحمل اسم "لواء القدس" في المعارك التي جرت لاحتلال مخيم اللاجئين حندرات، شمال شرق حلب. وفي المقابل سيطر الجيش السوري على منطقة اخرى جنوب حلب، تسمى منطقة الكليات العسكرية. ربع مليون مواطن اخر يحاصرون الان من قبل الجيش السوري في جيب ضخم الى الشرق من حلب.

في اسرائيل يؤمنون بأن الحرب في سورية ستتواصل لسنة اخرى على الاقل، لكن الانتصار الروسي – السوري في حلب، سيعزز خيار بقاء الأسد على سدة الحكم، وهذه المرة ليس بدعم روسي وايراني فقط، وانما بموافقة تركية وامريكية.

على الحدود التركية تقف قافلة ضخمة من السيارات المحملة بآلاف الاطنان من المواد الغذائية والمعدات الانسانية الموجهة الى الربع مليون محاصر في جيب حلب. هذه القافلة تتوقف على مسافة 60 كلم فقط من الناس الجياع، لكنها لن تصل اليهم، فالمواد الغذائية تعفنت ولم تعد صالحة.

اخر الأخبار