"جون"...مسيحي انحاز للوطن

تابعنا على:   14:11 2016-09-24

د. خالد معالي

من يظله الوطن بحب وحنين؛ لا يخشى عليه من عواصف الزمن وتقلباته؛ فتحت مظلة الوطن وحب القدس ومقدساتها، لا ترى فرق بين المسلم والمسيحي، في مقاومة المحتل الغاصب؛ فجون وليم قاقيش (21 عامًا) شاب مسيحي من القدس المحتلة، حكم عليه بالسجن لمدة 9 سنوات؛ بعد تنفيذه عملية طعن 23/5/2105.

تناقل نشطاء المواقع الاجتماعية خبر الحكم على جون؛ بالفخر والاعتزاز؛ فالانتماء للوطن والقيم الإنسانية النبيلة؛ من رفض الظلم، ووحدة المشاعر الإنسانية والرقي الأخلاقي والحضاري؛ جعل شاب مسيحي يقاوم الاحتلال كما هم بقية الشبان.

الكل يعرف أن هناك رجال دين قدموا دعم كبير للمقاومة الفلسطينية مثل عطا الله حنا، ومانويل مسلم، وهيلاريون كبوشي، وهناك من قدم وضحى بنفسه وماله ووقته للوطن، وهناك أسرى فلسطينيين من الأخوة المسيحيين يقبعون في سجون الاحتلال لعيون الوطن.

رسخ الأسير البطل جون قاقيش؛ حب الوطن وتكاتف المسلم مع المسيحي الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، رغم كل محاولات الاحتلال تخريب العلاقة المتينة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين المحتلة.

جون؛ انحاز بكل ثقة وطمأنينة للمشروع الوطني الفلسطيني؛ وهو يعلم مسبقا الثمن الغالي لذلك؛ ولذلك سيقدم تسعة سنوات من زهرات شبابه خلف القضبان لأجل الوطن عن حب ورضا وقناعة، دون تردد.

تاريخيا؛ مشاركة المسيحيين في مقاومة الاحتلال ليست بالجديدة؛ فهي لم تتوقف يوما، وهذا أكبر وأصدق تعبير  وتأكيد على أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومن الأمة العربية، ولهم انتماء عربياً فلسطينياً أصيلاً  يفتخر به، ولا  يصح الالتفات لقلة قليلة منهم، اختارت غير ذلك، فالمسلمون يوجد من بينهم من لا ينظر للأقصى.  

في التحقيقات مع جون من قبل جهاز الشباك؛ سألهُ المحقق مخادعا مستغربا: لماذا نفذت عملية طعن؛ فرد عليه جون دون تردد: أتريد أن أرى المستوطنين يدنسون الأقصى، وأبقى هادئ، وتعتدون على المرابطات  في المسجد الأقصى،  وتريدون أن نبقى هادئين؟! فقال المحقق أنت مسيحي؟! فرد جون مسيحي الديانة مُسلَّم الهوى فلسطيني الهوية مقدسي الرد.

عمر ابن الخطاب في العهدة العمرية عبر عن روح الإسلام العظيم في التعامل مع المسيحيين، فالوطن يجمع المسلم والمسيحي، والاحتلال جاء ومزق واحتل الوطن، ومن الطبيعي أن يدافع كل وطني محب لشعبه ويقاوم الاحتلال سواء كان مسيحي أو مسلم.

القرى الفلسطينية المهدمة في منطقة الجليل عام النكبة 48 والتي ما زال بعضها ظاهرا حتى الآن؛ شهدت على عمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين؛ حيث ما زال يرى المسجد إلى جانب الكنيسة، البيت المسيحي إلى جانب البيت المسلم؛ وهذا سبب لإغاظة الاحتلال. 

 

 

اخر الأخبار