عمان - القاهرة: علاقات عميقة ومتميزة.. وجهود مشتركة لخدمة القضايا العربية

تابعنا على:   13:06 2016-08-25

افتتاحية الرأي الاردنية

سجلت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني التي انتهت للتو الى القاهرة والمباحثات التي اجراها جلالته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي نجاحاً واضحاً وأضاءت على الدور المحوري والأساسي الذي تلعبه عمان والقاهرة في قضايا المنطقة وملفاتها وما يمكن للجهود الأردنية المصرية المشتركة ان تقوم به في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها وبخاصة على صعيد مكافحة الارهاب والتصدي لعصاباته وإحباط محاولات خوارج العصر المسّ بالدين الاسلامي ومنح الذخيرة لاعدائه كي يواصلوا حملة التحريض والكراهية على ديننا الحنيف..

وإذ جاءت الزيارة الملكية المهمة للقاهرة في هذا التوقيت، خطوة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين وحرص القيادتين الحكيمتين على الارتقاء بها في مختلف المجالات والأصعدة وبخاصة ان اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة ستعقد في الفترة ما بين 29-31آب الجاري في العاصمة المصرية، فإن ما اسفرت عنه القمة الأردنية المصرية يوم امس، قد استقطب اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والاعلامية الاقليمية وبخاصة في تأكيد جلالة الملك وفخامة الرئيس السيسي على تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والأمنية، لا سيما في ضوء المواقف الأردنية المصرية المتشابهة تجاه الازمات الاقليمية وتشديدهما على أهمية تعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيس لمعالجة الازمات في المنطقة..

من هنا، وفي اطار التأكيد على ثوابت الموقف الاردني في دعم الاشقاء في مصر أعاد جلالة الملك خلال المباحثات التأكيد على دعم الشقيقة مصر والتضامن معها ومساندتها في مختلف الظروف، في الوقت ذاته الذي تطابقت فيه وجهات النظر الأردنية المصرية على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الارهاب والتطرف والتنظيمات الارهابية، دون إهمال أهمية وحيوية وضرورة العمل الجاد والحازم للدفاع عن الاسلام، ضد من يقومون على تشويه صورته الحقيقية السمحة التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر..

وبخاصة الأمر الذي لفت اليه الزعيمان الكبيران في الدور المهم والمحوري الذي يلعبه الأزهر الشريف في هذا الشأن باعتباره منارة للفكر الاسلامي الوسطي، تسهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام ومكافحة الافكار المتطرفة والهدامة، فضلاً عن اهمية توفير جميع سبل الدعم والمساندة للمؤسسات الدينية في العالمين العربي والاسلامي حتى تتمكن من اداء رسالتها على الوجه الأكمل..

القمة الأردنية المصرية التي انعقدت في القاهرة يوم أمس، اضاءت في جملة ما اضاءت عليه، مدى وعمق العلاقات الثنائية الأخوية والتاريخية التي تربط بين عمان والقاهرة والتي عكستها إشارة الرئيس السيسي اللافتة وإعراب سيادته عن تقدير مصر للمواقف المشرفة للأردن في مساندة بلاده، لا سيما في حربها ضد الارهاب اضافة الى إشادة الرئيس المصري بالدور الأردني في الدفاع عن مختلف القضايا العربية والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، لافتاً في الوقت عينه، الى ان مصر تواصل دورها الحيوي في الدفاع عن القضايا العربية داخل مجلس الأمن، كذلك في اطار رئاستها للجنة مكافحة الارهاب التابعة للمجلس..

القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة على جدول أعمال القمة الأردنية المصرية وحظيت باهتمام خاص من قبل الزعيمين الكبيرين حيث تم التأكيد على ضرورة كسر الجمود في الموقف الراهن والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً الى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فضلاً عن تقديرهما للرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستجابته لدعوة لمّ الشمل الفلسطيني واصدار اللجنة المركزية لحركة فتح بياناً للتأكيد على دعوتها لاعادة ابنائها تحت مظلة الحركة بما يخدم القضية الفلسطينية والوضع الداخلي الفلسطيني..

المواقف الأردنية المصرية في شأن الأزمات التي تعصف بدول عربية مثل سوريا وليبيا والعراق كانت متوافقة في الرؤى والقراءات إن لجهة أهمية التوصل الى حل سياسي شامل ينهي الأزمة السورية ويضع حداً للمعاناة الانسانية للشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة الاراضي السورية ويحول دون امتداد أعمال العنف والارهاب الى دول الجوار السوري أم لجهة اهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها وبما يعزز أمن واستقرار العراق ويدعم التوافق الوطني بين مختلف أطياف الشعب العراقي، كذلك الحال في مساندة عمان والقاهرة الحل السياسي للازمة في ليبيا وصولاً الى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي.

قصارى الحديث ان جلالة الملك يواصل جهوده المباركة والحثيثة من أجل خدمة المصالح الأردنية العليا وتفعيل العمل العربي المشترك وبما يخدم مصالح الامتين العربية والاسلامية ويمنح شعوبهما الأمن والاستقرار ودحر مخاطر الارهاب وعصاباته.

اخر الأخبار