لا اتفاق أميركياً - روسياً حول سوريا

تابعنا على:   12:15 2016-08-25

هشام ملحم

الاجتماع الذي سيعقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف غداً في جنيف، قد يكون الفرصة الاخيرة للتوصل الى تفاهم بين البلدين لمنع الوضع المأسوي في حلب من التدهور الى كارثة انسانية غير مسبوقة في الحرب في سوريا، لكنه ليس متوقعاً ان يؤدي الى احياء المحادثات العسكرية بين الطرفين كما ترغب موسكو. ذلك ان الاستياء الاميركي وخصوصاً في وزارة الدفاع وفي أوساط العسكريين البارزين من الاستفزازت العسكرية الروسية في سوريا قد بلغ مستويات عالية لا يستطيع البيت الابيض تجاهلها.

واعتبر العسكريون الاميركيون الغارات التي شنتها قاذفات روسية ثقيلة من قاعدة جوية في ايران الاسبوع الماضي على قوى المعارضة السورية في محيط مدينة حلب وغيرها من المناطق في شمال سوريا، تصعيداً نوعياً وخطيراً جعل أي تنسيق عسكري بين البلدين أمراً محرجاً ولا يمكن تبريره سياسياً واخلاقياً.
وهناك انزعاج حتى في أوساط الخارجية الاميركية من اصرار الوزير جون كيري على متابعة الاتصالات مع روسيا للتوصل الى تفاهمات حول سوريا، على رغم عدم احترام موسكو كل تعهداتها ، وتحديداً وعود لافروف لكيري. ولا يتردد بعض المسؤولين في الخارجية في وصف كيري بأنه ساذج. ويقول المسؤولون في وزارة الدفاع إنه في غياب تعهد روسي حقيقي لوقف الغارات على حلب وفرض ضغط جدي على نظام الاسد لوقف استخدام البراميل المتفجرة لقتل المدنيين وترهيبهم، لا جدوى من أي محادثات عسكرية مع الروس "الذين يريدوننا ان نوفر لهم غطاء من الشرعية لما يقومون به في سوريا. وفي ضوء التقارير الاخيرة التي تحدثت عن استخدام روسيا قنابل حارقة ضد المدنيين، ازداد استياء العسكريين الاميركيين الذين يتساءلون: كيف يمكن ان ننسق ونتعاون مع دولة تقوم بمثل هذه الممارسات، وان نفلت من التهم التي ستوجه الينا باننا نبارك هذه الممارسات؟
العسكريون الاميركيون يقولون انه لا حل عسكرياً في سوريا، كما ان المعطيات الضرورية لحل سياسي شامل غير متوافرة الان أو في المستقبل القريب، ولذلك يرى هؤلاء انه من الضروري في هذه الحال التوصل الى تفاهم موقت على حلب يقضي بوقف الغارات الجوية لروسيا ونظام الاسد، في مقابل تعليق المعارضة عملياتها العسكرية، والبدء بايصال المساعدات الانسانية والطبية الى المناطق المحاصرة. والمسؤولون الذين يدعون الى هذا التوجه يقولون إن وقف نار حقيقياً في محيط حلب سوف يثبت لفصائل المعارضة السورية التي تشكك في نيات واشنطن ان ثمة امكاناً للتوصل الى تفاهمات موقتة مفيدة في غياب الحلول النهائية.
عن النهار اللبنانية

اخر الأخبار