!.. توظيف للقضية الفلسطينية ودور اقليمي للكيان

تابعنا على:   04:40 2016-07-27

محمد جبر الريفي

اسفرت احداث ما سميت بثورات الربيع العربي التي تم اجهاضها وسرقتها بإعادة انتاج أنظمة سياسية جديدة لاعلاقة لها بالديمقراطية ولا بوضع شعوبها في طريق التنمية للخلاص من علاقات التبعية مع الدول الكبرى خاصة دول الغرب الرأسمالية كذلك ما يحدث من صراع مدمر على السلطة ينذر بتفكك الدولة الوطنية الحديثة التي نشأت في المنطقة العربية عقب حركات الاستقلال وهو الأمر الذي يجري الآن في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن و... اسفرت هذه الاحداث عن نشر الفوضى السياسية والأمنية بما هياته من أرضية طائفية صالحة لصعود خطر التنظيمات التكفيرية الذي أصبح مواجهته يحوز باهتمام المجتمع الدولي وهو الأمر الذي انعكس سلبا على وضع القضية الفلسطينية فاصابها من التهميش الكثير حيث لم يعد النظر إليها من قبل أطراف عربية وإقليمية ودولية بانها القضية الرئيسية الأولى في المنطقة بل أصبح إلارهاب الدولي له مركز الصدارة في مجال الساسة الدولية مما جعلها في العلاقات الدولية مجرد أزمة من ازمات المنطقة العديدة يمكن توظيفها لتحقيق مصالح سياسية كالازمة السورية وأزمة الهجرة الى اوروبا وأزمة الإرهاب الدولي و ازمة خطر داعش على الاستقرار والأمن الدوليين وقد أدى هذا التهميش للقضية الفلسطينية إلى ماهو اخطر وابعد من ذلك على الاطلاق وهو بروز الدور الإسرائيلي في المنطقة كدور سياسي وامني فاعل رغم محاولة التستر عليه من قبل الدوائر الإعلامية والأمنية الصهيونية والغربية فالكيان الصهيوني العنصري الذي لم يلتزم بمبادىء عملية السلام الذي بدأت بإبرام اتفاقية اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ويضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ويمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني أصبح بعد احداث الربيع العربي دولة إقليمية يحسب لها حساب في الوصول إلى صيغ تحالفات جديدة وذلك على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية وعدد سكانها قياسا لدول اقليمية في المنطقة كمصر وايران وتركيا وهو الأمر الذي جعل بعض الدول العربية والاقليمية وحتى روسيا الاتحادية تسارع في كسب ودها وتعزيز العلاقة معها يحصل هذا التسارع والهرولة إلى كسب رضا الكيان الصهيوني بشكل واضح الآن من دول الخليج العربي السنية التي ترى في مقدرتها العسكرية عونا لها في أي مواجهة عسكرية مستقبلية شاملة مع إيران وقد جاءت زيارة وفد سعودي برئاسة اللواء المتقاعد أنور عشقي خلال هذا الأسبوع للكيان واجتماعه بأعضاء كنيست إسرائيليين تحت غطاء مد الجسور مع النظام السياسي الفلسطيني في حراكه السياسي الحالي وكذلك السعي لتسويق المبادرة العربية لدى مؤسسات المجتمع الصهيوني خاصة معسكر ما يسمى بالسلام ...جاءت هذه الزيارة في الحقيقة والتي سبقتها لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين لتكشف عن صدق ما صرح به نتنياهو في أحد اللقاءات مؤخرا في تل ابيب حيث قال إن العلاقة مع بعض الدول العربية المحورية تشهد تطورا كبيرا وهذا الأمر يفسر أن تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني لم يعد مرهونا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبما يفضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه في حدود أراضي 67 ...

اما كل من تركيا ومصر فكلتاهما ايضا تعملان على توظيف القضية الوطنية الفلسطينية لتحقيق مصالحهما السياسية ولذلك تتنافسان على كسب مودة الكيان الصهيوني والقبول برضا نتنياهو فتعود تركيا لحالتها القديمة من إعادة العلاقة القوية وتطبيعيها مع الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وامنيا لتعزيز دورها الجيوسياسي في المنطقة فتدير ظهرها لقطاع غزة وتنقض وعدها بالعمل على كسر الحصار وتستبدل ذلك بمساعدات خيرية إنسانية كالتي تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة في حوادث الزلازل والكوارث الطبيعية وقد جاءت محاولة الانقلاب العسكري الفاشل على نظام أردوغان لتكشف عن مدى أهمية العلاقة التركية الإسرائيلية قديما وحديثاً فقد وجه أردوغان شكره لاسرائيل دون غيرها من دول المنطقة وقال أن تركيا بحاجة إليها ضمن علاقاتها الإقليمية ؛؛؛ في حين مصر بعد وصول السيسي إلى كرسي الحكم حيث كان الأمل يخامر الكثيرين من أبناء العروبة في إعادة مصر لدورها القومي تكرارا للتجربة الناصرية..مصر هذه العظيمة التي دائما تتحدث عن نفسها بالنظر إلى تاريخها الحضاري العريق تقوم بتعزيز العلاقة السياسية أكثر مع الكيان مما دفع ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف لأن يشيد بالأمس بهذه العلاقة ويصف مصر بأنها الحليف ..مصر تقبل الآن بدور الوسيط بين الجلاد والضحية بين الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي وبين الكيان الصهيوني العنصري الغاصب ..هكذا قام مؤخرا في بدايات هذا الشهر وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة إلى تل أبيب في مهمة سياسية مصلحية بالدرجة الأولى في محاولة لتوظيف القضية الوطنية الفلسطينية ايضا لتحسين دور مصر في المنطقة في مقابل بعض الدول التي تنازعها في هذا الدور كقطر وتركيا وايران وكذلك الاستعانة بعلاقات الكيان الصهيوني مع بعض الدول الأفريقية التي تم تعزيزها بزيارة نتنياهو الافريقية خاصة إثيوبيا التي تمر علاقتها بمصر بمرحلة من التوتر بسبب تشييد سد النهضة. . . أليست هذه الوقائع السياسية التي جرت سواء ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية المصري إلى تل أبيب والتي جاءت بعد الاتفاق التركي الإسرائيلي وبعد جولة نتنياهو الأفريقية و ايضا بعد الإعلان عن عقد قمة مصرية إسرائيلية قبل نهاية العام الحالي أو الزيارة التي قام بها مؤخرا الوفد السعودي إلى الكيان الصهيوني ...أليست هذه الوقائع السياسية هي دليل كبير على أهمية دور الكيان الصهيوني الاقليمي في المنطقة ... ؟؟؟؟؛؛؛؛

اخر الأخبار