كيف نبعد الظلال القاتمة في حياتنا...

تابعنا على:   13:57 2016-05-02

ناريمان عواد

كمتابع لاحوال المجتمع الفلسطيني  نلاحظ تنامي ظاهرة الانكفاء على الذات والخوف من التواصل الاجتماعي ، مفسري ذلك بقلة راحة البال وسيطرة الهم والحزن  ، وبروز المصالح الشخصية على الشعور الحقيقي بالمحبة  الذي  يربط الناس بعضهم ببعض وزيادة المناكفات الوظيفية والشخصية  والخلافات العائلية  والعشائرية التي بدات تنتشر كالنار في الهشيم ، فكيف لنا ان ننهض وسط حالة الانكفاء هذه وكيف لنا ان نعزز من الطاقات الايجابية  في محيط حياتنا ، مع معرفتنا بصعوبة المهمة ، في وقت يواجه كل فرد فينا انواع متعددة من الاستفزاز والقهر ، رغم ذلك علينا ان نبحث عن عوامل تسندنا في معركتنا للبقاء ولتعزيز عوامل القوة الداخلية  كيف يمكننا ان نستمر في حياتنا في منظومة علاقات اصبحت مشوهة فالابتسامة في الصباح اصبحت بثمن ، يتردد الكثيرون قبل القاء التحية على زملاءهم او نظراءهم في ميدان العمل او في محيط العائلة الاوسع   او في الشارع ، فقدان الثقة ، فقدان الاحساس بالمودة  .

قد تكون ابتسامة عريضة يلقي بها زميل لك او جار او عابر طريق تجلب لك الاحساس المريح في هذا اليوم ، وقد يكون نوع محبب لك من الازهار والورود والنباتات يعطيك احساسا متالقا بالفرح وقد نلاحظ ان المشي بين احضان الطبيعة  يساعد في ادخال  الراحة النفسية على احساسك وتخفيف ضغوطات الحياة ، اختيار الاغذية بعناية  والتركيز على انواع  معينة ايضا تعزز الطاقة الايجابية للكثيرين  .

الالوان الزاهية في فصل الربيع تعطي احساسا بالفرح ، اللون الازرق ، الزهري  والبنفسجي والاخضر كلها الوان تبعث على الارتياح فيما الالوان القاتمة تبعث على الكآبة  ، اشخاص يمرون حولك يعاملونك باحترام  يمنحونك احساسا عاليا بالثقة وتعزز انت بالمقابل ثقتك بالاخرين هي حلقة من الناصر الايجابية التي تتدحرج كالكرة في محيطك ، ان مشهد فراشة جميلة في حديقة منزلك  بالوانها الزاهية تبعث على الفرح ، ان قدرتك على ادخال  البهجة الى الازهار في محيط منزلك وانت ترويها تمنحك السعادة ايضا ، ان عنايتك بالكائنات الحية كالعصافير  والقطط  والحمام ايضا تمنحك احساسا عال بالمسؤولية تجاه  بيئتك المحيطة.

الطاقة السلبية لوسائل الاعلام واستمرار الاستماع الى المجازر والقتل وعدم القدرة على تغيير الواقع يزيد من الشحنات السلبة في حياتك   ،  انه  من الضرورة استنهاض الذات لمواجهة الطاقات السلبية من حولنا ، نستلهم القوة والطاقات الايجابية من القادة العظام الذين حرروا اوطانهم بغض النظر عن حجم التضحيات ونزيف الدم نستلهم تجربتهم الفذة واصرارهم على تحقيق النصر والتي تتجسد في الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تخبو والتي تصبح مصدر الهام للاجيال ، ان القادة العظام الذين تمردوا على الاستعمار والاحتلال والظلم  اصحاب تجربة عظيمة تشكل ورافعة اخلاقية ووطنية ومثالا يحتذى للجماهير ، فالتكوين الاخلاقي والبطولي للقادة العظام الذين رفضوا الظلم والهوان والاستبداد صفات عظيمة تتجسد في ميلاد كل طفل يبعث من جديد .

كم هو جميل ان تراكم هذه الناصر الايجابية في محيطك ولعل اجمل العناصر الايجابية ان لا تقبل الظلم وان تتمرد على كل من ينال من عزيمتك ويحبط قدرتك على مواجهة التحديات ، ابني في المقابل جسورا من المحبة في محيطك  ، ابدا  نهارك بالابتسام والضحك في وجه افراد اسرتك وابناؤك ، القاء التحية على المارين امامك حتى ولن لم تربطك بهم اية معرفة ، القاء التحية على جيرانك حتى لوكانوا عابسين ، الابتسام  في وجه زملاءك ، حتى لوكانوا كئيبين ، ابتسم وامتلك القدرة علىى تحدي الطاقات السلبية من حولك ، لعل الكثيرين منا غير راضين عن عملهم ، لكن علينا ان نتذكر بان  الالاف عاطلون غن العمل ينتظرون فرصة عمل بسيطة لسد لقمة عيشهم ، ابتسم لان الله انعم عليك بالصحة والعافية ، ابتسم وانظر الى نصف الكاس الممتلى وتسلح بالمحبة فهي اجمل سلاح لتعزيز السلم الاهلي والتقارب والتكاتف في وقت تشهر السيوف وتتسارع الجهود لسباق التسلح لتعزيز ثقافة القتل والهيمنة والاستبداد ولبث روح الفرقة والانقسام  .

 

اخر الأخبار