خفايا زيارة قيادة حماس لجنوب أفريقي وعلاقتها بـ"قناة الاتصال" مع المخابرات الأميركية

تابعنا على:   23:48 2015-10-20

أمد/ جوهانسبرغ - متابعة: في خضم التساؤلات الكثيرة لساسة فلسطينيون من المستوى الثاني، عن أسرار وخفايا الدعوة التي وجهتها دولة جنوب أفريقيا لحركة حماس، ووصول خالد مشعل زعيم الحركة إلى العاصمة جوهانسبرغ، بشكل مفاجئ، لم يكن المستوى السياسي الأعلى في السلطة الفلسطينية والدائرة المحيطة بالرئيس عباس قد خيم عليها كالآخرين عنصر المفاجئة، فهي كانت تعلم أن مسألة زيادة مستوى العلاقة بين الطرفين قريبة جدا، بناء على تقارير أمنية قدمت بهذا الشأن.

ورغم وقوع خبر زيارة وفد حماس بزعامة مشعل وعضوية نائبه موسى أبو مرزوق وعضوية كل من سامي خاطر ومحمد نزال إلى العاصمة الجنوب أفريقية يوم الاثنين، ومقابلة الرئيس جاكوب زوما، والتوقيع معه على اتفاقية مشتركة، على إسرائيل كالصاعقة، باستدعاء نائب السفير الجنوب أفريقي للاحتجاج، كانت الدوائر السياسية العليا في السلطة، تناقش المسألة من وجهة نظر أخرى، تقوم على أساس أن الأمر له علاقة بضغط أمريكي عليها أساسه أن البديل (حماس) جاهز لفتح قنوات اتصال معه مناكفة بالسلطة وقيادتها التي يتزعمها أبو مازن.

تلك الدوائر السياسية التي ارتكزت في تحليلها إلى تقارير أمنية قدمت في وقت سابق، مستندة لما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية سابقا بأن المخابرات الأمريكيّة حاولت في عام 2012، فتح قنوات اتصال خلفيّة مع حركة حماس، رغم منع الإدارة الأمريكية لأي اتصالات مع الحركة، وذلك عن طريق محاولة التفاف بطلب ترتيب الأمر من قبل المخابرات الجنوب أفريقية، لكون الحركة موضوعه على قائم “الإرهاب”.

وكشفت الصحيفة العبرية "تايمز أوف إسرائيل" في شهر فبراير من العام الجاري، عن وثائق مخابراتية تم تسريبها أفرجت عنها مؤخراً تكشف عن قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي ايه" بمحاولة التواصل مع أعضاء من حركة حماس.

ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية وشبكة "الجزيرة" في إحدى الوثائق، التي تظهر تقريرا مخابراتيا جاء فيه أن عناصر في الـ"سي آي ايه" في القدس حاولوا التواصل مع حماس في غزة بمساعدة جهاز أمن الدولة بجنوب أفريقيا "اس اس ايه".

كما تظهر الوثائق أيضا استياء أجهزة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية من علاقات جنوب أفريقيا مع حماس.

وجاء في وثيقة مسربة أخرى، أن مسئولين في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية يرغبون بالانخراط في هذه المسألة المتعلقة بتواصل مسئولين في جهاز أمن الدولة بجنوب أفريقيا مع حماس.

كما جاء في الوثيقة أيضا، الموقف الذي تم عرضه هو نفس الموقف الذي تواجهه البعثة بشكل منتظم عند عقد اجتماعات مع حماس أو السفر إلى غزة، وأضافت الوثائق أن مسئولين جنوب أفريقيين تلقوا احتجاجات عدة تشير إلى رفضهم تعامل جهاز أمن الدولة في جنوب افريقيا مع حماس.

كما نشرت "الجارديان" البريطانية وثيقة ثالثة للمخابرات الجنوب أفريقية والتي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن لقيام الأخير بالتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتعي السلطة، أن جنوب أفريقيا ستكون محطة انطلاق لحركة حماس، نحو إقامة علاقات أخرى على مستوى القارة الأفريقية، وبعض الأنظمة الدولية الأخرى، وسيكون بذلك قد حققت الحركة انتصارا سياسيا جديدا، خاصة مع عملها الحثيث على تحسين علاقتها بالنظام السعودي، بعد التدهور الكبير الذي حدث في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

وبذلك لن يكون هناك خلاف لحماس على صعيد الدول العربية ذات التأثير، سوى مع النظام المصري، وهو أمر لا يسعد القيادة الفلسطينية التي تعرف أن فتح ابواب العلاقات الدولية سيضعف موقفها مستقبلا.

لكن دوائر السلطة الفلسطينية تصر على أن رسالة النوايا لم تكن السبب الرئيس للزيارة، وأن هناك أمور أخرى مخفية عن الواجهة، حسب المصدر.

اخر الأخبار