اليوم كالبارحة

تابعنا على:   23:31 2015-10-09

محمد فنون

 

على بوابات إضراب عام 1936م من القرن الماضي دعا أكرم زعيتر إلى ضرورة الخروج من تحت عباءة القيادات والزعامات التقليدية . وتمكن جيل الكفاح من إطلاق شرارة الإضراب والثورة في نيسان من نفس العام من خارج عباءاتهم وبمعزل عنهم .. ولكن. .

ولكن التقليديون عادوا وتمكنوا من فرض وجودهم وعجز جيل الشباب عن لفظهم والحراك بدونهم . فقد تداعى التقليديون في اليوم السادس الى اجتماع في القدس وطربشوا انفسهم على الحراك المنطلق والإضراب والثورة.

كانت قيادة ولكنها غير مناسبة ولا متناغمة مع حركة الجماهير وقد تشكلت من الزعماء التقليديين من زعماء الأحزاب المتناحرة .

ليس المتناحرة فقط بل أن جزء منها يتمول من الإنجليز ومن الحركة الصهيونية وفي صراع مع الباقي وآخرون متواطئون مع الانتداب وتناقضهم معه دون سقف الحركة الشعبية بكثير كما أن الصراعات القبلية والمواقف القبلية الزعامية أقوى من الروح الوطنية الجامعة .

لماذا لا نعيد كتابة تاريخنا وقراءة تاريخنا .

كانت القيادة خجلى من المندوب السامي لأن الجماهير لا تلتزم بالهدوء والاستقرار و تعهدت لواكهوب بمواصلة العمل من أجل تهدئة الشعب .

أي لم تقم بقيادة الحراك وتطويره والتناغم معه والانخراط فيه بل سعت بكل قوة للحفاظ على منزلتها عند الانتداب وحافظت على الصلة به وأخيرا دعت لوقف الإضراب وانهته دون نتيجة .

وعادت الأحداث وانفجرت لاحقا مما اغضب المندوب السامي من هذه القيادة التي لا تستطيع ان تسيطر على حركة الشعب كما هي مصلحة الانتداب .

وكانت الجماهير الغفلى تهتف لهذه القيادة التقليدية التي تتطربش بالدين والموقف الوطني وهي دون مستوى المهمة الوطنية .

اليوم كالبارحة : الفصائل متناقضة وبعضها ميت وبعضها جزء من الحكم الذاتي والتنسيق الأمني .

فإذا تداعت لتشكيل قيادة تتطربش على الحراك الدائر فإنها لا تفعل ذلك من أجل قيادته وتطويره في مواجهة الاحتلال ومن أجل الوقوف في وجه الاحتلال والعداء مع الاحتلال بل من أجل سقف الحراك وإهلاكه.

يجب ان نقول بالفم المليان أن هذا المستوى القيادي القائم ليس امينا على الحراك الشعبي وليس أهلا لقيادته وهو ليس على تواصل قاعدي معه .

إنهم ببساطة يتبرأون من العنف الثوري المسلح ضد الاحتلال ومن كل الأشكال المزعجة للاحتلال .

يتبرأون ليس من باب التقيا كما قد يشيع المريدون بل هم في جوهرهم أصبحوا متناقضين مع النضال التحرري الذي يزعج العدو . والعدو يفضلهم ويفضل دورهم على دور قيادة ثورية حقا ومعي هذا حينما تخرج الحركة عن الخط يخرج الاحتلال عن موقفه ويضرب بعضهم ويهدد البعض الآخر .

إن لجان التنسيق الفصائلي هي تشكيل تقليدي وهي تملأ الفراغ شكلا دون ان تقوم بالمهمة حقا والشباب يعرفون ذلك .

ويجب أن لا تغرنا الوجوه الناطقة على شاشات الفضائية فهي جميعها لا دور لها في هذا الحراك .

الحراك فقط هو الذي يتوجب ان يخرج من تحت عباءة القيادات التقليدية ويتدبر أمره بدونها وفي وجهها .

اخر الأخبار