انتفاضة ثالثة ...ولكن ..

تابعنا على:   17:02 2015-09-01

ربى مهداوي

كثيرا ما ربطنا بحياتنا قضية فلسطين مع كلمة الانتفاضة، دون أن ندرك أن الانتفاض الاساسي  بحياتنا قد استخدم من مفهوم التدمير وهو المعاكس لفكرة الثورة الحرة وحرب الارض والعرض والوطن.

لا يدرك شعبنا ،أو أنه ما زال يحب الانجراف إلى المخادعة الذهنية كما في حياته اليومية ليقدم ما يظهر عكس فكره حتى لو كان شبه مستيقظ، بأنه يقع في دوامة انتفاضة دائمة وقد  ظهرت مئات المرات خلال أكثر من عشر سنين.

ان ما يحدث في جنين وباقي المخيمات مثل مخيم بلاطة وعسكر والجلزون والامعري و المحافظات والقرى،، يؤكد أن انتفاضة الفرد نفسه ستبقى حي ما دام هنالك لغة البحث عن الوطن، ولكن ...

لكن ..قد نسينا أن الانتفاضة العربية تحولت إلى مهزلة ذهنية هدفها المصلحة وأدواتها الشباب وضحيتها الشعب المنعزل تحت لغة مثلا : انا مستقل انا فلسطيني وبس.

ولكن .. نسينا أن الانتفاضة أصبحت تتفرع إلى قتل الأخلاق والقيم الإنسانية من خلال سجن أسير محرر في سجون تدعى وطن بعد خروجه من قيود تصدأت   من رطوبة جدران ضيقة مساحتها متران بمتران،  او اعتراض طريق حزب آخر، او حرمان لقمة العيش لسبب ان له علاقة بالحزب المعارض سواء غزة أو الضفة.

ولكن ... نسينا أن الانتفاضة أصبحت بطاقة معايدة دبلوماسية يتم فيها مجاملة الغرب على حساب دم اطفال سوريا ونساء اليمن، أو انتفاضة عل أساس عقود ومعاهدات ورقية تنص على أخلاق مكتوبه بحبر يمحى في لحظة رسمه ع صفحه رسمية تصور امام كاميرات الإعلام ويتم إزالة محتواها بعد لحظات، أو وهم مزروع تحت عقد يدعى الامم المتحده ومحكمة الجنائيات ترسم فيها حدود البحار والانهر الحاملة بسفنها رعب وخوف وتوتر بما هو قادم من مصير ، أما النجاة أو الموت !!!.

ولكن ... نسينا أن الانتفاضة أصبحت مسرحية قتل و دماء وحروب لصواريخ تنطلق من هنا إلى هناك لتصبح التغريدة من جهاد وقتال الى طاولة مفاوضات، أو انتفاضة ترسم مستقبل مطار أو قطار دولي يسهل فيه الوصول إلى حرم القدس حتى ينتزع فيه مراسم الأديان ويصبح جزء من مكان سياحي يستطع فيه المرء التجول والتمتع للنظر الى دائرة القبة بعد تصوير ونشر لأماكن تاريخيه قد تساهم انتفاضتنا بعد عقود برسمها على كتب بأنه تاريخ إسرائيلي ليس له علاقة بالعرب ذات يوم.

ولكن ... انتفاضة الطعن والقتل والقصف والفعل وردة الفعل، أم انتفاضة العولمة والحضارة والتطور، أم انتفاضة الحرية الواسعه دون حدود ، أم انتفاضة العزل الاجتماعي والكينونة المجتمعية، أم انتفاضة الحب والعشق والتبرج و السهر والسفر للترفيه وجمع المال وبناء اعمار، أم انتفاضة الأنا وفقد الإنسانية، أم السياسة الرقيقه ام الخطابات والطقوس الدينية والحضارية، أم المناشدات والتنديدات والانكار والاستنكار و التحالفات العربية الوهمية قبل الاوروبية، أم الزنا والسرقة وأكل حق الغير واضطهاد الناس لبعضها والحقد والكراهية، أم انتفاضة الأطفال والنساء حربا ومجتمعيا، أم الانتفاضة اصبح لها اوجه تدعى حرب اليمن وتدمير هوية فلسطين و سوريا و العراق و ليبيا ومصر  أم أم ... من الواضح أن الانتفاضة أصبحت تحمل معان ومفاهيم كثيرة بألوان مختلفة ترتسم حسب مزاج الفرد بحكومة دولية فردية تملكية ... فكيف نقول أنها انتفاضة ثالثة ...أليس لكن ؟؟؟

اخر الأخبار