المنظمة بين حماس وعباس ومبادرة الاصلاح

تابعنا على:   17:01 2015-09-01

احسان الجمل

كثرت في الاونة الاخيرة الاحاديث عن استحقاقات من عقد جلسة مجلس وطني الى مؤتمر فتحاوي، الى مشروع فصل غزة عن الجغرافيا الفلسطينية، وكل يدلوا بدلوه، من تصريحات تنم عن الحرص، وتنفي كل ما هو سلبي، وتبوح بالايجابي، متناسين ان التجربة خلقت وعي جمعي عند الفلسطيني، رغم غياب الموقف الجماعي، وخاصة الشعبي، الذي يتحامل على الجراح، ولم يطلق حتى الان كشقيقه اللبناني شعار( طلعت ريحتكم).

في ظل كل تلك الاستحقاقات، لم نلمس ما هو ذات طبيعة وطنية عامة، بل هي مشاريع على قياس اصحابها، حسب التسريبات التي يطلقونها هم، وليس تقديرا او تحليلا منا. فلا المؤتمر الحركي الفتحاوي، استطاع ان يتجاوز اجراءاته التنظيمية عبر اللجنة التحضيرية، التي نالت من مدد التمديد ما يشبه البرلمان اللبناني الذي يمدد لنفسه، دون ان يقدم لشعبه شيئا، ولا اللجنة التحضيرية استطاعت ان تنجز عملها، وتلتزم بموعد ثابت تحترم فيها خطها البياني لعقد المؤتمر وفق رغبة الرئيس محمود عباس.

ولا المجلس الوطني، الذي هو بالاساس مجلس توافقي، نال التوافق بين مكوناته للانعقاد، ولم يدرك جهابذة العمل الفارق بمهام الجلسة العادية والاستثنائية، لولا خوف ابو الاديب على سمعته القانونية، فاكدها لكنه اخترع مخرجا لعمله السياسي، وكأن الانعقاد هي مسألة الية سهلة، دون تعقيدات، او حفلة زفاف، دون الاخذ بعين الاعتبار التعقيدات والظروف التي تحول دون مشاركة القسم الاكبر من الاعضاء من الحضور، وفي ذلك انتقاصا من حقهم الشرعي، وخاصة بعد فترة الانقطاع الطويلة لاخر جلسة عادية. ألا اذا كانت النوايا تشكيل فريق عمل متجانس، يتبنى الخاص على حساب العام.

في الجانب الحمساوي الديماغوجي، والبرغماتي في الوقت نفسه، والذي يبحث عن مصلحة الاخوان، في اطار الكعكة الفلسطينية وفق مفهومه، لانه اصلا لا يعترف بفلسطين وطن، بل جزءا من مفهوم الامة، يبحث عن امارة، تشكل قاعدة لدعم الاخوان، وليس لاستكمال تحرير فلسطين كما يدعون، رغم نفيهم السابق المتكرر لاي مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة، او ما سماها البعض بالدردشات، او مجرد افكار تطرح، فخالد مشعل اكد لقاءاته مع بلير وطبيعتها، ولكنه اراد الخداع ان البحث ينطلق من الوضع الانساني لغزة، وليس بحثا سياسيا، وكان بلير هو مفوض الانروا؟؟؟

وجاءت تصريحات الظاظا الذي دعا الفصائل لعقد اجتماع يبحث تشكيل ادارة لادارة القطاع، طبعا الحكم فيه لحماس، والفصائل تشكل شهود زور على الحكم.

هنا يتضخ الالتقاء الوظيفي بين السلطة وحماس، ولكنه التقاء سلبي، ينتج عنه تكريس الانقسام، وادارة الازمة، كل من حصته في الكعكة ورضاء في قدر صنعوه بايديهم، وحملوا الله تبعياته. وهو براء منهما، لانهما لم يصونا الامانة في الارض المقدسة، منبت الرسل والانبياء.

وحده التيار الاصلاحي في حركة فتح، ممثلا بالقيادي محمد دحلان، طرح وثيقة، بمثابة برنامج للخروج من الازمة الفلسطينية الراهنة، عالج فيها مكامن الخلل، وكيفية الخروج منها، وفق خارطة طريق فلسطينية، تتعالى على الجراح، وتأخذ بعين الاعتبار، ان مصلحة الوطن فوق اي اعتبار, بعيدا عن اي مكسب شخصي او فئوي، متجردا من ذاته في سبيل فلسطين.

هنا تاتي الفرصة لقوى اليسار الفلسطيني، التي ضاعت بين الثنائية، وكانت محل انتقاد منهم لتهميش دورهم، ان يلتقوا مع هذه المبادرة، وان يعودوا لدورهم الطبيعي في تغليب مصلحة الوطن، بعيدا عن الحسابات الفصائلية، التي برزت في الاونة الاخير، ودلت على تبعيتهم، وتباين مواقفهم، حسب الجغرافية السياسية.

الان جميعا معنيون، وسط هذه الاستحقاقات، من رفع الصوت عاليا كل من موقعه ومسؤولياته، لان ما يجري يدل ان ما تبقى من الوطن، سيذهب ادراج الرياح، رغم اننا لم نتكلم عن جريمة كبرى تجري في مخيمات الشتات. واعتقادي هي العقدة الاساس، والهدف الاول المطلوب الخلاص منه، تمهيدا لتسوية، تكون بمثابة سمسم الكعكة.

اخر الأخبار