لقاء الضرورة

تابعنا على:   01:50 2015-09-01

عمر حلمي الغول

التقى الرئيس محمود عباس مع الملك عبد الله الثاني يوم السبت الماضي. هذه المرة ملك المملكة الاردنية الهاشمية، كان الداعي للقاء. ووفق كل المعلومات الراشحة من مصادر مطلعة، كان اللقاء فعلا لا قولا ديبلوماسيا، دافئا وناجحا، ناقشا فيه جملة من القضايا الثنائية المشتركة، كما دلفا على موضوعات خاصة، تهم هذا الفريق او ذاك، ولكن لها صلة وتأثير على المستقبل، الذي يمس المصير المشترك او إنعكاسات تلك التطورات المستقبلية على الحال في البلدين.

 لقاء القيادتان الاردنية والفلسطينية، هو بمثابة لقاء الضرورة، التي تمليها المصالح الثنائية المشتركة. لاسيما وان الاخطار، التي تهدد كل من البلدين والقيادتين، ولما بين الشعبين من اواصر الاخوة والتاريخ المشترك، تنعكس هنا او هناك بشكل مباشر اوغير مباشر. واي كان حجم التباينات الناشئة عن المصالح الوطنية والتطورات العربية والاقليمية والدولية المؤثرة سلبا في هذه القضية او تلك، لا يمكن لها (التباينات) ان تؤثر في طبيعة العلاقات الاخوية العميقة. 

لعل مجيء اللقاء في هذه اللحظة السياسية، يعتبر احد المزايا الهامة لكلا الطرفين، لما سبق اللقاء من ظروف شهدتها العلاقات الثنائية، ولما بعد اللقاء من آثار إيجابية لصالح كل طرف، ولصالحهما بشكل مشترك.  مع انه (اللقاء) لا يعتبر إستثنائيا، رغم الفتور النسبي، الذي شاب العلاقات خلال الفترة الماضية.

 اللقاء بين الملك الاردني والرئيس الفلسطيني، له إنعكاسات مباشرة وراهنة وغير مباشرة على العلاقات الثنائية، وتتميز اهميتة  في الاتي: اولا كسر حالة المراوحة، وطوى صفحة البرودة، التي شابت العلاقات الثنائية، واعاد الحرارة والوهج للعلاقات المشتركة؛ ثانيا مجيء اللقاء عشية إنعقاد الدورة السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة، منح القيادتان الفرصة لتعزيز التنسيق بينها في المسائل ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية المشتركة؛ ثالثا وضع رؤى مشتركة لمواجهة التهرب الاسرائيلي من إستحقاقات عملية السلام، والانتهاكات الخطيرة في القدس عموما والمسجد الاقصى خصوصا، وإبعاد شبح الالتباس او الغموض بين الطرفين، والتأكيد على تبادل المعلومات بشأن التطورات الراهنة او اللاحقة مع حكومة إسرائيل؛ رابعا تأكيد الملك عبد الله بن الحسين على اهمية مواصلة الرئيس ابو مازن لدوره القيادي، لما لدوره من اهمية فلسطينية واردنية وعربية، وهو ما يعني الدعم الاردني الواضح والجلي لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الخطوات، التي إتخذها او قد يتخذها على الصعيد الداخلي؛ خامسا تعزيز التعاون والتنسيق على المستويات العربية والدولية. سادسا حمل اللقاء رسائل عديدة، شاء الملك عبدالله،  إبلاغها للرئيس عباس، والتأكيد عليها.

يبقى على القيادتين الفلسطينية واردنية، مواصلة عملية التنسيق بما يحمي المصالح المشتركة، والمصالح الخاصة بكل فريق، وايضا بما يوطد العلاقات العربية العربية، ويعزز خيار السلام، ويؤمن التصدي الحازم للاخطار الاسرائيلية والاخوانية المحدقة بالبلدين والشعبين. ويقطع الطريق على القوى الداخلية والخارجية المتربصة بالعلاقات الاخوية المشتركة.

[email protected]

[email protected]

 

اخر الأخبار