تعقيبا على مقال الناشط الحمساوي رائد العطل الذي هاجم فيه قيادته:

تابعنا على:   14:24 2015-08-31

سهيلة عمر

اعجبني مقال الناشط الحمساوي رائد العطل الذي هاجم فيه قيادته وكشف عن أسرار الفشل والأزمات الداخلية في حماس ويستحق تقريره منا وقفه لأنه اتي من شخص ينحدر من البيت الحمساوي ويعرف كافة اسراره. اود هنا ان اعلق واضيف على العديد من النقاط التي برزت في مقاله. وهذا تعليقي على ابرز ما جاء في مقاله:

1. يقول رائد عطل: وظفت الحكومة في غزة اكثر من 40 الف موظف…ثم تركتهم بلا اتفاق مكتوب في صلح ساذج غريب …لقمة سائغة بدون اي مقومات للصمود ووضعت عليهم نقيبا طائعا يغرد متى شاءت الحكومة ويختفي متى ارادت … وناطقا باسمهم و رغما عنهم بدون أي انتخاب شفاف….الحكومة الطيبة لم تفكر في البدائل لسناريو اسوأ ….ولم يكن لديها خطة استراتيجية بعيدة المدى… فانهار نظامها المالي بعد توقف الانفاق واغلاقها مباشرة و بشكل مفاجئ

مع ان حل مشكلة موظفي قبل الانقسام وموظفي بعد الانقسام هو اعقد ما في موضوع المصالحة خاصه انه حماس قامت بالانقلاب العسكري عام 2007 ليكون لديها الحرية في توظيف عناصرها في وظائف عليا في كافة المؤسسات العسكرية والمدنية، لكن اتي الاتفاق بدون اليات واضحه في كيفية معالجة مشكلة الموظفين وتم فقط التنويه عن تكليف لجنة لمعالجة مشكلة الموظفين، بدون الاتفاق بشكل واضح ومعلن كيف ستكون اليه دفع رواتب موظفي قبل الانقسام ورواتب موظفي بعد الانقسام لحين انتهاء اللجنة من عملها، كما لم يتم تحديد اعضاء اللجنة خلال الاتفاق، وكأنما تم التعمد ان يترك الامر بدون وضوح في الية التنفيذ لعدم الجدية في الاتفاق وسعيا للحصول على مكاسب من كلا الطرفين بدون تقديم تنازلات حقيقيه. السلطة الوطنية ترغب في اعادة الموظفين القدامى لا عمالهم واستلام الوزارات والمعابر بينما حماس تريد ان تحمل حكومة الوفاق رواتب موظفيها وتسيطر على الوزارات من خلال موظفيها التي قامت بتعيينهم مع عرقلة عودة أي موظفي سابق للعمل. من خلال تصريحات بعض المسئولين من فتح اوضحوا ان الاتفاق كان ينص ان تلتزم فتح بدفع رواتب موظفيها بالسلطة الوطنية بينما تلتزم حماس بدفع رواتب موظفيها لحين انتهاء عمل اللجنة الادارية والقانونية وهو ما تنصلت منه حماس مطالبه حكومة الوفاق اعتماد كافة موظفيها قبل تسليم أي شيء على الارض او المضي قدما في تنفيذ الاتفاق. أي ان حماس دخلت الاتفاق من باب التحايل لتحقيق مكاسب اضافيه مع بقاء سيطرتها على القطاع مدنيا وعسكريا من خلال حكومة الظل برئاسة زياد الظاظا.

بمجرد توقيع الاتفاق تعجل الطرفان المكاسب وظهرت النوايا من الاتفاق، فاعلن الدكتور رامي الحمد الله ضرورة عودة الموظفين القدامى للعمل بغضون 24 ساعة بينما حماس اخرجت لنا بشكل مفاجئ نقيب الموظفين الذي عمل لأول وهله لمنع الموظفين القدامى من العودة للعمل او استلام رواتبهم من البنوك، ثم عمل مع رئيس حكومة الظل زياد الظاظا على عرقلة استلام الوزراء للوزارات وعودة أي موظف قديم للعمل. لو سألتم كافة موظفي حماس سيقولون انهم لا يعرفون من اين ظهر محمد صيام بشكل مفاجئ ومن انتخبه ؟؟؟ وغير موافقين على عرقلته لعودة الموظفين القدامى الذين يتقاضون رواتب وهم في البيوت او على عرقلته لتسليم الوزارات وحل مشكلة كافة الموظفين وانهاء الحصار واعادة الاعمار باستلام المعابر. بل معظم موظفي حماس على ثقه ان حكومة الوفاق سوف تنصفهم وتحل ازمة الموظفين بشفافية. وموقف رائد عطل يعكس رؤية كافة الموظفين من هذا النقيب.

2. يقول رائد عطل: بالمقابل وظفت الجامعة الاسلامية بإعلانات وهمية المئات من الاداريين.. جاؤوها بالبراشوتات من المكتب السياسي وقادة المناطق والمساجد حسب الكوتة… في خلل نسبي عددي رهيب تجاوز 3 اضعاف المسموح.. ورفعت الكادر المالي للضعف دون حسابات منطقية…وافتتحت قناة الكتاب والكتاب منها براء …واشترت الابراج والعقارات وتوسعت بخطوات غير مدروسة……لم يكن المشايخ الطيبون يفكرون وفق استراتيجية بعيدة المدى…ولم تفترض الادارة الاسوأ…. فانهارت الجامعة تماما وبيعت العقارات بعد توقف المنحة التركية بأشهر فقط…واصبح الدين العام بالملايين …..فما كان من ادارتها الا ان تخلت عن موظفيها وتركتهم ما بين 60 % وما بين 0% ( مفصول ) دون اي مقومات انسانية….في مجزرة أكاديمية فاقت حد الوصف….بدعم مساند من المكتب الحركي ونقابة العاملين.
مشايخنا فشلوا في ادارة جامعة كنموذج مصغر وتركوها تتخبط مترنحة تبحث عن نصر خادع وبالونات نجاح زائفة

وانا ارد عليه ان حماس التي قامت بانقلاب عسكري لتسيطر على كافة المؤسسات المدنية والعسكرية وتفرض ابناءها بمناصب عليا وتقتصر في تعييناتها بالجامعة الإسلامية والمؤسسات الحكومية على عناصرها من حماس لا يمكن ان يكونوا طيبين، قد يكون تنويه الكاتب عن طيبتهم وسذاجتهم ينبع عن كونهم قدروه ووفروا له فرصة توظيف بجامعتهم.

انا اكثر من يعرف ان جميع اعلانات حماس للتوظيف بالجامعة الإسلامية اعلانات وهميه وان الشاغر يكون محجوزا لشخص من ابناء حماس مقدما ويتم استدعاءه للمقابلات من دون الاخرين ليتم تعيينه. منذ 2003 وانا اتقدم للتوظيف للجامعة الإسلامية وكان يتم استبعادي من المقابلات بحجة ان الشاغر محجوزا لشخص تم استدعاءه للمقابلة واستثناء الاخرين وبحجة انني فتاه بينما لا تدرس الفتاه عند الشباب مما يشكل مشكله عند توزيع الحمل، بل يعلنون بصراحة انهم قاموا بتعيين المدرسة الوحيدة في قسم الهندسة الكهربية بصعوبة شديده ووساطات عليا. كتبت موضوع بهذا الخصوص "الاقصاء الوظيفي في الجامعة الإسلامية". للأسف حماس بانتهاجها العنصرية وعدم الشفافية في التوظيف خسرت من منطلقين، اولا انها اثارت حقدي وعدم تعاطفي معها فقد اضطرتني للهجرة للتدريس بجامعات بالخارج لسنوات طوال وثانيا انها حرمت طالبات غزة من تدريسي لهم وافادتهم بعلمي وخبرتي.

انهيار الجامعة الإسلامية كان شيئا متوقعا لي لا سباب عده:

اولا ان معظم الكادر الاكاديمي غير متمكن من التدريس لا نه يتم تعيينه بالواسطة والمحسوبية لانتمائه الحزبي لحماس، ومعظم المدرسين يترك لهم الحرية في التدريس بالطريقة التي يشاءون حتى لو طلب المدرس من الطالب دراسة الموضوع بنفسه او قام المدرس بالتدريس بدون كتابة كلمه على السبورة او لم يغطي كم معقول من المادة. كما يجبر الطالب على حفظ جزء قرآني خلال الفصل في جميع التخصصات لمدة خمس فصول دراسية بينما ليس كل الطلاب عندهم القدرة على الحفظ وهذا يستهلك جهد من الطالب اضافي خلال الفصل فلا يركز في باقي المواد، ثم انه يترك للمدرس التحكم في مصير الطالب بدون تدخل من الجامعة. ولا يوجد رقابة على عمل الدكتور الجامعي للتحقق من شفافية تدريسه ولا يتم تقييم امتحاناته من خلال ارسالها لممتحن خارجي كما يحدث في الجامعات الموثوق بها ولا يتم التحقق من تقييمه للطلاب خاصه في الامتحانات النهائية بينما جميع الجامعات يوجد بها moderation على الامتحان النهائي. كما نرى خداع في توصيف المواد بالجامعة فيكون توصيف المادة طويل جدا ويغطي العديد من المواضيع بينما لا يغطي المحاضر منه الا سطرين. كما لا يتم الاهتمام بتظلم الطلاب او مراعاة ظروفهم عند فقدهم الامتحان لظروف طارئة بينما في جميع الجامعات يناقش تظلم الطالب وينصف على مستوى ادارة الكلية ثم ادارة الجامعة. كما يترك للكلية مطلق الحرية في تعيين من تشاء ويهمل تظلم من تم تهميش طلبه للتوظيف كما حدث معي بينما في جميع الجامعات الموثوق بها لا تقرر الكلية من يجب تعينه بل توصي الكلية فقط من ترى انهم مناسبين من المتقدمين ويوجد لجنة تعيينات بالجامعة لتقرير من يتم تعيينه وباي منصب. كما نجد انه هناك اشخاص ترقوا في فتره وجيزة من درجة استاذ مساعد الى درجة استاذ وهذا لا يحدث في جامعات موثوق فيها مما يدلل ان الترقية بالجامعة تخضع للواسطة ومن ثم لا يعترف بها بالجامعات الاخرى. اضف انه الجامعة تستثنى السيدات من التعيين بالجامعة بحجة انها تسبب مشكله في توزيع الحمل الدراسي لأنها لا تدرس للشباب وهذه عنصريه نحو السيدات مما يدفع السيدات للهجرة للبحث عن فرصة تدريس بجامعات الخارج كما حدث معي.

3. يقول رائد عطل: وارسلت حماس من كادرها لا دارة غزة …..و فشلوا في ادارة غزة المجروحة المكلومة فزاد الالم الما ….وصعدت اسعار عقاراتها بشكل مجنون وغير مدروس وازداد الفقر والبطالة وحالات الانتحار وساءت احوال العباد…حتى باتت غزة جحيما لا يطاق…وشاعت الطبقية .. وبات الامن لحماية القطط السمان …..فأصبحت غزة يهجرها خيرة ابنائها…..ومشايخنا في سباتهم يعمهون….بل ويصرخون باننا قادمون لحكم الضفة…..
فشلت الادارة ليس لخبثها … بل لسذاجتها وسوء ادارتها لازمة كان يتوقعها اصغر شبل في غزة…
بعد أعوام واعوام….بت مقتنعا تماما انا واصدقائي من الاخوان ان أعداء الاخوان هم من الاخوان انفسهم وان المؤامرة الداخلية أشد ضراوة من المؤامرة خارجها والتي نقر بها ونعلم حجمها …. وأن مشايخنا الطيبون في الادارة الاسلامية لا يصلحون الا لا دارة لجنة زكاة الحي وروضة اسلامية ومسجد ….ببركة بيعة رقبة و دعاء وركعتين…. ووضوء من ماء بارد……….
قد تكون الحقيقة موجعه لكن غزة تستحق منا وقفة مع انفسنا… وسيتم حذف اي تعليق فيه سب أو شتم.

نعم بمجرد فوز حماس بالحكومة وتشكيلها لأول مجلس وزراء، اتت لنا بكوادرها الأكاديمية بالجامعة لتتولي الوزارات وكأنهم افضل نخبه في المجتمع ولا يوجد غيرهم بالبلد وبدأوا بشكل مصروع بسلسلة تعيينات لا بناء حماس وكانت معظم تعييناتهم تبدأ من درجة مدير لحديثي التخرج من ابنائهم وهذا اثار نقمة موظفي السلطة الذين يعملون سنوات طوال ولم يصلوا لدرجة مدير. وحتى تأخذ حماس راحتها في التعيين على اعلى المستويات قامت بانقلاب عسكري للسيطرة على جميع المؤسسات المدنية والعسكرية مما اضطر السلطة الفلسطينية الطلب من حوالي 60 الف موظف مدني وعسكري - عدا موظفي الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة والشئون المدنية وسلطة الطاقة - للأضراب وعدم الذهاب للعمل، والتزم الموظفون بشرعية السلطة الفلسطينية، اولا لاحتجاجهم على الانقلاب العسكري وانتمائهم الوطني للسلطة الفلسطينية التي قامت بتوظيفهم وتتكفل برواتبهم وثانيا لاحتجاجهم على سلسلة التعيينات التي تمت بدون شفافية بأعلى المناصب لعناصر حماس وثالثا خشيه على رواتبهم وهم يرون ان حكومة حماس محاصرة. ما فعلته حماس لا يعكس أي طيبه او جودة في الإدارة فالمسئول الناجح لا يأخذ منصبه بالسلاح ويلتزم الشفافية والعدل في التوظيف والترقية ولا يتسبب في كارثه انسانيه لوجوده في الحكم بقوة السلاح، بينما سيطرة حماس بالقوة على القطاع تسببت في حصار القطاع وكوارث انسانيه تتمثل في اغلاق معبر رفح الدائم وحرمان المواطنين من السفر والتضييق على باقي المعابر وانقطاع مستمر بالكهرباء وانعدام فرص التوظيف وبطاله مستمرة، وكما يقول الكاتب أصبحت غزة جحيما يهجرها خيرة ابنائها، والغريبة ان الزهار معجب كثيرا بنجاح تجربتيه ويتوق لتكرارها للسيطرة على كافة مؤسسات السلطة المدنية والعسكرية بالضفة الغربية ليحكم بإبادة كافة الاراضي الفلسطينية في الضفة وغزة في سبيل ان يجلس على الكرسي يجبي الضرائب ويعين من يشاء ويفصل من يشاء، بل تتوق حماس للسيطرة ايضا على منظمة التحرير الفلسطينية، وقد تاه عن بالهم وبال كافة الفصائل ان غزه والضفة الغربية والمنظمة هي ملك لابناء فلسطين وليس لفصيل معين ليسيطر عليها فيعين ابناءه بمواقع حساسة ويحقق مكاسب على حساب مصالح الشعب الفلسطيني. لماذا يجب ان يحكم في بلادنا مجموعه من الجهلة الوصوليين لمجرد انتماءهم الحزبي لفتح او حماس فيقتصر دورهم على تدمير المؤسسات بدل بناءها وتدمير مثقفينا الذين لن يجدوا لهم سبيلا في ظل ضيق العيش الا الهجرة او الانتحار

اخر الأخبار