محكمة باريس تتهم الصحافيين الفرنسيين بـ'ابتزاز' ملك المغرب

تابعنا على:   23:16 2015-08-29

أمد/ باريس ـ وكالات : اتهم القضاء الفرنسي رسميا ليل الجمعة السبت صحافيين فرنسيين بـ"ابتزاز" العاهل المغربي الملك محمد السادس، على ما أفاد مصدر قضائي بقصر العدالة بالعاصمة الفرنسية باريس.

واوضح المصدر ان اريك لوران وكاترين غراسييه اللذين اوقفا الخميس في باريس اتهما بـ"الابتزاز" للاشتباه بسعيهما للحصول على اموال لقاء الامتناع عن نشر كتاب يتعلق بالعاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقال المصدر القضائي إن الصحافيين "اطلق سراحهما بكفالة"، في محاكمة ينتظر أن تتواصل أطوارها بين أروقة المحاكم.

وكان القضاء الفرنسي قد استدعى الصحافيين الفرنسيين اريك لوران وكاترين غراسييه مساء الجمعة، للمثول امامه بقصر العدالة والتحقيق معهما في تهمة محاولة "ابتزاز العاهل المغربي الملك محمد السادس بالجرم المشهود".

واعترف اريك موتي محامي كاترين غراسييه بحصول الـ"صفقة المالية".

وتم توقيف الصحافيين اريك لوران وكاترين غراسييه الخميس في باريس اثر لقاء مع ممثل للمغرب تم خلاله "تسليم وقبول مبلغ مالي"، بحسب مصدر قريب من الملف.

وفتحت نيابة باريس الاربعاء تحقيقا اوليا بشان محاولة ابتزاز.

وبالعودة إلى أطوار هذه القضية، فقد أوضح اريك دوبون ـ موريتي المحامي الفرنسي للديوان الملكي المغربي ان لوران اتصل بالديوان الملكي في الثالث والعشرين من تموز/يوليو قائلا، إنه "يعد مع السيدة غراسييه كتابا عن العاهل المغربي يتضمن تحقيقا فيه معلومات عن العائلة المالكة وأن لديه اشياء مهمة سينشرها".

واشار المحامي الفرنسي في تصريحات إلى احدى الإذاعات الفرنسية إلى أن الديوان الملكي ارسل مندوبا إلى باريس لعقد لقاء مع لوران. وكان هذا المندوب محام مغربي. وفي الوقت ذاته رفع الملك محمد السادس دعوى امام مدعي عام الجمهورية في باريس.

وكشف المحامي الفرنسي أن اريك لوران ابلغ مندوب الديوان الملكي أنه يريد ثلاثة ملايين يورو في مقابل عدم نشره الكتاب.

وقال ديبون-موريتي خلال اللقاء "حصلت المفاجأة الضخمة (..) حيث قال اريك ديبون 'اسمعوا انا اعد كتابا مع غراسييه (..) ولقاء ثلاثة ملايين يورو لن يحدث جدل، ونسحب كتابنا'".

وتقدم المغرب بشكوى في باريس ادت الى فتح تحقيق للنيابة.

واوضح أن لقاء آخر عقد بين مندوب الديوان الملكي والصحافي الفرنسي في باريس وذلك تحت اشراف الشرطة ومراقبتها. وقد التقطت صور للقاء ولما دار فيه.

واستنادا إلى دوبون ـ موريتي، فقد عقد لقاء ثالث الخميس بين المندوب المغربي وكلّ من لوران وغراسييه. وفي هذا اللقاء وقّعا عقدا في مقابل عدم نشر الكتاب، وذلك تحت مراقبة الشرطة الفرنسية ايضا.

وقال ديبون-موريتي ان الصحافيين خرجا من آخر موعد باريسي الخميس تحت مراقبة الشرطة، ومعهما "تسبقة قيمتها 40 الف يورو لكلّ منهما"، ليتم توقيفهما بعيد ذلك ووضعهما قيد الايقاف التحفظي، في مقر جهاز مكافحة التجاوزات بحق الافراد.

وزعم اريك موتي محامي الصحافية كاترين غراسييه أن المحامي ديبون-موريتي قام بنصب فخ للصحافيين من خلال تسجيلات تلقائية" غير قانونية. واعتبر المحامي انه "تم في هذه القضية اعتماد منطق الحيلة".

لكن ديبون-موريتي محامي الديوان الملكي المغربي فند هذه المزاعم معتبرا أن ما حصل هو بمثابة "توقيع الصحافيين على إدانتهما وعلى ابتزازهما، وهذا أمر لا يليق بمن يدعي أنه صحافي، بل يليق فقط بأولاد الشارع".

وأكد أنّ لا شيء مهما في الكتاب الذي كان لوران وغراسييه ينويان نشره. ولاحظ أن لوران كان وضع في الماضي كتابا يمتدح فيه الملك الراحل الحسن الثاني.

واوضح ان المملكة المغربية، التي هي والملك شيء واحد، رفعت دعوى على اريك لوران الذي اراد ابتزاز رئيس دولة في اثناء توليه مهماته.

واكد دوبون ـ موريتي أنه لم يكن امام المملكة المغربية سوى التحرّك امام القضاء في مواجهة شخص يدعي انه صحافي ويريد ممارسة الإبتزاز.

وتساءل عن الجهات الأجنبية التي يمكن أن تكون وراء اريك لوران وعن مدى استفادة جهات مرتبطة بالإرهاب من مثل هذه الأعمال.

وشدد المحامي الفرنسي على أنه ستكون للقضية "نتائج خطيرة ذات طابع جيوسياسي". وقال أعتقد أن ملك المغرب على علم بالأمر.

واعتبر أن هناك ما يكفي من العناصر كي يمثل لوران وغراسييه امام القضاء الفرنسي سريعا. وكرّر أن القضية "في غاية الخطورة".

وخلص الى القول ان الملك محمد السادس يثق بالقضاء الفرنسي والدليل على ذلك أنّه رفع القضية امامه.

اخر الأخبار