مصدر : تركيا تتراجع على الصعيد الاقليمي

تابعنا على:   22:56 2015-08-29

أمد/ أنقرة – وكالات : شهدت السنوات الأخيرة تزايد ظهور الدور التركي والاهتمام به في غالبية القضايا المحورية في الشرق الأوسط، لاسيما بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002 وإعلانه تدشين سياسة تركية جديدة تجاه المنطقة قوامها تأكيد حضور تركيا ومكانتها كقوة مركزية للاستقرار وطرف فاعل في معالجة مختلف القضايا والصراعات بالمنطقة، إلا أن هذه السياسة ما لبثت أن واجهت تحديات جمة إثر اندلاع أولى شرارات الربيع العربي التي ما لبثت أن استشرت في المنطقة العربية، الأمر الذي أخل بالتوازنات القائمة.

وفي هذا السياق، قالت إذاعة "صوت أمريكا" إن كل من المملكة  السعودية وإيران يكثفان جهودهما الإقليمية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، ولكن المراقبين يحذرون من الدور التركي، حيث الحدود مع سوريا، وسماح الجانب التركي بمرور الإرهابيين إلى الأراضي السورية، وبالتالي ستجد تركيا نفسها مهمشة وسط الجهود المتزايدة للسلام، وسط توجه الاتراك إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر المقبل.

وتضيف الإذاعة أن الجهود الإيرانية التي تدعمها روسيا لحل الأزمة السورية، يقول الخبراء إنها تقلص دور أنقرة في حل الأزمة، فقد تحدث الإيرانيين مع السعوديين، حيث ينظر لكلا الطرفين أنهم اللاعب الرئيسي، وفقا لخبير العلاقات الدولية "سولي اوزيل" بجامعة القادر في اسطنبول.

وتشير الإذاعة إلى أنه في بداية الأزمة السورية، كانت "تركيا نفسها تلعب دورا رئيسيا، واليوم تلعب دورا ثانويا مقارنة بدور المملكة  السعودية، فتركيا لاتزال تتعلق بالسعوديين، ومن الواضح أنها لن تكون قادرة على فعل أي شيء"، موضحة أن أنقرة لم تعد شريكا هاما كما اعتادت أن تكون.

وتلفت الإذاعة إلى أن تركيا تتجه نحو المزيد من تقويض نفوذها السياسي، حيث إن البلاد في طريقها لانتخابات مبكرة نوفمبر المقبل، وسط استئناف القتال ضد المقاتلين الأكراد، وبالتالي ستجد تركيا نفسها مهمشة إقليميا.

ومن جانبه، يقول "مراد بلهان" دبلوماسي تركي سابق: "الصعوبات الداخلية في تركيا والعنف، والخلافات الحكومية والمشاكل في الجنوب،  تضعنا على مسافة كبيرة من الغرب، وهذه الأمور تؤثر على تركيا، والآن تلعب دور المتفرج على ما يجري في المنطقة".

وتوضح الإذاعة الأمريكية أنه ينظر على نطاق واسع لإفتتاح قاعدة انجرليك الرئيسية للطائرات الحربية الأمريكية، لإستهداف تنظيم داعش الإرهابي، خطوة تركية لإستعادة النفوذ الدبلوماسي بين الحلفاء والخصوم، ولكن حذر مراقبون من عدم اليقين السياسي الذي ستواجهه تركيا مع تقويض نفوذها الدبلوماسي.

اخر الأخبار