صفقة إيران النووية بإمكانها القضاء على أي أمل للسلام الإسرائيلي الفلسطيني

تابعنا على:   12:21 2015-08-22

أرنون ميلر - ترجمة هالة ابو سليم

1- ستة أسباب أخري لماذا مازال الطريق شاق و طويل قُبيل الاحتفال بماذا تعنى " طهران" الجديدة بالنسبة للشرق الأوسط ؟ سواء كنت مشارك في خطة العمل المشترك (JCPOA )، أو ضدها أو تقف بين الأنثيين معاً، فإن اتفاقية إيران النووية سيكون لديها نتائج وخيمة بالنسبة للشرق الأوسط وخاصة في ظل هذه الأوضاع المضطربة ،لمدة أربعون عاماً، السياسة الأمريكية قامت على احتواء إيران بعدة مستويات، حتى في أوقات المواجهة، هذا التوجه سوف يتغير، اتفاقية بهذا التعقيد تحتاج إلى تفاعل، حل مشكلات،  بالا حري إثارة الفتن و النزاعات، سوف تمتد من القضايا النووية للقضايا الدولية ، عدم التيقن هذا لماذا وجوب الحيطة و الحذر و ان يكونان سيدا الموقف؟، عدم الثقة هذه بالفعل كما شاهدنا من خلال الأحداث التي وقعت في هذه المنطقة و بالذات الربيع العربي - التغيير ليس دائماً إيجابي -، التاريخ مثل الطبيعة لا تعرف مالذى سوف يحدث، الوقت هو و حدة الكفيل بالكشف عن اتجاهات المنطقة، يجب علينا عدم التسرع بالحكم لمنطقة مثل الشرق الأوسط، لكن نفترض ان هذا الاتفاق حقق مبتغاة هذا سيكون أول أنجاز لمنطقة الشرق الأوسط منذ عقود.

2-    صعود إيران : انسى الربيع العربي القديم، وانتبه إلى " الشهاب الجديد"، أننا لا نقصد إصلاح سياسي دراماتيكي للدولة الإسلامية، لكن الأيام السعيدة هنا بالنسبة للتفكير الايرانى،حيث العالم العربي ينهار كنتيجة لعدم وجود حكومة (سوريا- ليبيا - اليمن ) وحكومات سيئة (العراق- ومصر) التطور، الشرعية ، التوهج ، لإيران سوف يزداد في الواقع الدول الثلاث المؤثرة في المنطقة مقابل السعودية هذه الدول ليست بدول عربية وهي تركيا –إسرائيل- إيران، فكل استقرارهم و إمكانياتهم الاقتصادية و القدرات اللازمة للقوة ، في هذه اللحظة المصادر المالية، الإنعاش الاقتصادي والقدرات اللازمة للقوة تنجم عنه الحاضر الايرانى، الاستمرارية - أكثر من مجرد التغيير - حتى الان لن يحدث شيء بشكل سريع، فان الاتفاقية تحتاج إلى تدقيق ومراجعة من قبل و واشنطن ، الوكالة الدولية للطاقة تحتاج إلى تدقيق و الكشف عن إمكانيات إيران و الاعتراف فعلياً بالتزام –إيران –و بعدها يكون تخفيف العقوبات ربما في مطلع 2016 ، ليس واضحاً كيف ستسعى إيران لاقتناص هذه الفرصة ، المال سيكون رهان على التواصل بشكل أكبر و أكثر من التغيير ، بالنهاية قرار على خامئني بإثبات "أن الاتفاق النووي الإيراني لن يقوض الخط المتشدد و الشخصية الثورية للنظام و دعمها لحلفائها الإقليميين ولكن لتقويتها و دعمها ، أما داخل الدولة المفتاح للخروج من الضغوط الاقتصادية في هذه الحالة سحق للعقوبات الدولية و العزلة الدولية ، التي بإمكانها جعل الجماهير مضطرين للقبول حتى الثوريين منهم ، فالخارج ، أربع عقود من السياسة الخارجية اعتمدت مقاومة للولايات المتحدة ، إسرائيل ، السعودية ، لن تتغير بشكل عاجل و بسهولة أو ربما مُطلقاً نذكر بان النهج الإيراني هو مجابهة الغرب ، و الشكوك المتزايدة للقوة الإيرانية لاحظ ما قاله زعيمهم في عام 2000 " ان أمريكا تخطط لهدم الدولة الإسلامية كل الدلائل تشير إلى ذلك " .

3-     هذه الخطة تم أعادة تشكيلها نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي أنهم في مخيلتهم يرسمون نفس الخطة بالتطابق مع إيران .هؤلاء الغيلان سوف يساعدون النظام يصبحون بمثابة الشرطي للنظام و تعبئة مؤيديهم كما تستمر في ملاحقة المعارضين السياسيين كالسيد حسن روحاني الذي بدا أكثر قوة أن طموح الولايات المتحدة في المنطقة يختلف بنسبة 180 درجة عن طموح الجمهورية الإسلامية كما ان الشارع الإيراني و الجماهير التي تهتف دوماً الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل .يعتبر الإيرانيون ان جوهر الاتفاق النووي وضع نهائي وهو غير انتقالي – لكسب الوقت ،الموارد ،المصادر ،الاختيار النووي . 2- السعودية و الخليج العربي و لعبة التوزان: العالم العربي المضطرب ،الدولة الوحيدة المواجهة لإيران هي السعودية وعدد قليل من دول الخليج العربي في معيتها –الدولة الخليجية بالمقابل لديها تطلعات أخري في مقابل طهران . نأخذ مثلاً سلطنة عُمان –المملكة العربية الوحيدة التي لم تشارك في التحالف السعودي ضد الحوثيين في اليمن ،عُمان و دولة الإمارات العربية المتحدة ربما تجد مزايا في التقارب مع إيران تحديداً في الجانب الاقتصادي الاستدلال هنا رغم ان (الحملة غير ناجحة) ضد الحوثيين، الرياض ترى ان طهران وراء كل ما يحدث و في كل مكان و تخشي من ان الاتفاق النووي سوف يزيد من قوة إيران أكثر فأكثر. دفتر الشيكات سوف يكون جاهزاً دوماً بسياج واقٍ ضد إيران في الحقيقة حتى قبل توقيع الاتفاقية فشلت السعودية في تشكيل جبهة مع قطر و تركيا ضد إيران من خلال دعمهم للإسلاميين ضد الرئيس السوري بشار الأسد هذا التحالف من المرجح ان يكون فعالاً ، علاوة علي ذلك لقاء الملك سلمان مع قادة حماس كان غير ممكن تصوره منذ عام ، لكن فيما يبدو أن الرياض قررت الانفتاح على قيادات الأخوان المسلمين لمواجه إيران و حلفاؤها الشيعة في المنطقة . برهنت السعودية على استقلالية القرار حتى عن الولايات المتحدة نفسها ، التوتر ما بين الولايات المتحدة و السعودية نابع من اتهام الرياض و إسرائيل بأن الولايات المتحدة و الرئيس أوباما سذج بالنسبة لإيران و سوريا ، ربما تلجأ أمريكا لتطمئن السعودية من خلال مبيعات السلاح ، تعاون أمنى حتى تثق السعودية بتفهم امريكى و تجهز نفسها لفعل أي شيء حول ذلك فأن الضغوط ستظل تراوح مكانها .

4-    سوريا ،العراق، اليمن حلفاؤهم لم يحرزوا أي تقدم هذه الضغوط تقف خلفها إيران ، أو ما ذكره وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أطلق عليها مغامرات إيران ،المشكلة بالطبع أن إيران –حتى حلفاؤها( حزب الله- الشيعة في العراق –نظام الأسد ) استنفذوا ويشكلون فريقاً ضعيفاً . اليمن: بدعم متواضع الحوثيين ، إيران تسعى لجر السعودية لحملة غير موفقة و تشويه صورتها بقتل المدنيين ، وضخ تقريباً 10 إلى 20% من 100 بليون دولار من عائدات النفظ المجمدة للعام القادم سوف يكون من المفيد دعم حلفاء إيران ، الدعم الاقتصادي مهم جداً لبقاء بشار الأسد في الحكم كما للشيعة في العراق ، حزب الله ، حراس الثورة الإيرانية التي هي موجودة في سوريا الان لتقوية نظام الأسد .

5-     ليس من باب الصدفة ترحيب سوريا بالاتفاقية ، حيث من المُنتظر تدفق المال علية مقابل هذا الترحيب ،حيث يوجد شك لدى البعض بأن إيران و الولايات المتحدة –السعودية أيضاً –لديهم هدف واحد هو وقف تمدد الدولة الإسلامية في العراق و سوريا حتى التعاون الضمني الذي أُسس قبل الاتفاق النووي سوف يستمر على هذه الجبهة .رحب وزير الخارجية العراقي حيدر العبادي بالاتفاق النووي الإيراني أنة يري أن تخفيف حدة التوتر ما بين إيران و الولايات المتحدة من شأنه يُشكل جبهة ضد الدولة الإسلامية ،لكن قيادات سُنية أخري تري زيادة حجم قوة إيران في المنطقة سيزيد من الانتماء و الولاء للشيعة في منطقة الشرق الأوسط . وجهة نظر أخري : تري أن تهديد الدولة الإسلامية سيجعل من شيعة العراق مدينين بالفضل لطهران ، إذا كان هناك إيجابية واحدة في بنود الاتفاقية الأمريكية-الإيرانية فهي اتفاق الطرفان على مقاومة الجهاديين السنة .السؤال الرئيسي بالطبع أن سوريا و ما فيها من ظروف سوف تهم إيران و بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لخلق واقع جديد هناك ،سوريا و إيران حلفاء لمدة أربع عقود و نظام بشار الأسد تابع لطهران ،إيران تحتاج العلويين الموجودين في سوريا لتفادي التطويق من قبل السنة –كما السعودية و الدولة الإسلامية- لحماية مصالحها مع حزب الله و لبنان الشيء الأخير هو استناد القائد الأعلى الإيراني على ثغرات الاتفاق النووي الإيراني لتخلي إيران عن حلفاؤها و تتعاون مع الغطرسة الأمريكية.

6-    في الحقيقة فقط هذا الشهر في منتصف المباحثات ، صادقت سوريا على ملياري دولار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإخفاء مشاكلها الاقتصادية ،إيران تسعى للمحافظة على الوجود العلوي في سوريا قدر المستطاع حتى ظهور موازين قوة جديدة على الأرض ،إما تقويض مركز إيران في سوريا أو حمايتها و هي حريصة على منح مليارات الدولارات الإيرانية من أجل التسلح لمنع سيطرة الجهاديين الإسلاميين في سوريا ، روسيا سوف تدعم وتؤيد دعم إيران لنظام الأسد ، لا تنتظر الكثير من المساعدة الإيرانية لسوريا هذه الأيام . 4-إسرائيل الغاضبة : بعض الإسرائيليون يعتبرون أن صفقة إيران النووية تحمل ميزة كبيرة لإسرائيل : بينما إيران ستحصل على القنبلة النووية فأن قرار إسرائيل لضرب إيران سيؤجل ربما لعدة سنوات ، لكن بالنسبة للأغلبية السياسية لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ،رد فعلة كان صاخباً ضد هذا الاتفاق ، وجهة نظر نتنياهو "أن الاتفاق لن يوقف ساعة التسلح النووي الإيراني ، رفع العقوبات سوف يزيد من تدخل إيران السيئ بالمنطقة " ، بالنسبة نتنياهو القضية بعمق شديدة الخصوصية فهو شديد التركيز على إيران لعقود من الزمن ، فهو غير قادر على منع عقد الاتفاقية معطياً المخاطر التي يحاول تجنبها انه نوع من الهزيمة السياسية ممكن أكثر من ذلك هو يواصل مهمة معارضة الاتفاقية لكن لدية خيارات ضعيفة . لم تعد لدي إسرائيل معارضة قوية في الكونجرس هذه اللحظة في شهر يناير ، ليس مستبعداً قيام إسرائيل بضربة جوية لمواقع إيرانية نووية في أعقاب هذا الاتفاق –هذا ما حقق من أنجاز الولايات المتحدة لن تدعم الهجمات الالكترونية الإسرائيلية ولا عمليات اغتيال لعلماء ذرة إيرانيين إذا ما توقف الإيرانيون عن المساومة و لا حتى الإسرائيليون لديهم اختيارات أفضل ضد حلفاء إيران ، في الحقيقة أن عمليات حزب الله في سوريا قد انخفضت و بالتالي فان فرص حدوث مواجهة مع حزب الله قد انخفض أيضاً ، على الأغلب أنه إذا ما انتهكت إيران الاتفاق في أماكن كبيرة ، فلن يكون أمام إسرائيل خيار ، لكن العمل بقرب مع الولايات المتحدة سيكون لمراقبة مدى فعالية الاتفاقية و لكن في المقابل ماذا يجب أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل في المجال الأمني تحديداً؟ ، هذا لن يكون كافياً لتحسين العلاقات المتوترة بين الرئيسين أصلاً. كل النقاط السابقة التي تم ذكرها ، كيف ان هذه الاتفاقية ستجعل كل الأمور تتجه من سيء إلى أسوء .

7-     خلاصة القول : أن 15 شهر الباقية سوف تكون كسابقتها وربما تَشهد تدنى جديد فالعلاقة مابين الرئيس باراك أوباما و رئيس الوزراء نتنياهو . 5-عملية السلام : مسمار أخر في نعش العملية السلمية : قضية واحدة التي بإمكانها تحسين العلاقة مابين الدولتين وهي عملية السلام ، يوجد ما يكفي من المسامير في هذا النعش : الفجوة الكبيرة في الجوهرية بين إسرائيل و الولايات المتحدة ، قرار الفلسطينيون بتقديم إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية ،الانقسام مابين حركة فتح و حماس ، وحكومة إسرائيلية عاجزة ليس لديها القدرة على تحمل عبء هذه المعضلة ، لكن الخوف من اندلاع العنف و البحث عن بعض الأفكار جديدة الكفيلة بتهدئة الأوضاع و ويكون فيها استقرار للمنطقة ، على و إدارة باراك أوباما تُعد صياغة لمفهوم "الدولة الفلسطينية " ، هذا ممكن ان يأخذ إطار قرار مجلس الأمن وهو موجود فعلياً (المشروع الفرنسي ) ، أو مقترحات أمريكية تؤدي قرار حل الدولتين بما يشمل الإمكانيات اللازمة و الضرورية لنجاح ذلك ، هذا لن يتم بدون مفاوضات جدية تحت هذه الظروف أذن دعنا وحدنا نُجهز أتفاق لكن بدون ضمانات لن يوقع الفلسطينيون على أي شيء . شيء أخر مهم : الممارسة الإسرائيلية على الأرض تتجه إلى تصعيد التوتر مابين الولايات المتحدة و إسرائيل ، العملية السلمية سوف يتم تشكيلها من خلال حل الدولتين وهذا من الصعب جداً تحقيقه أو تركه.

8-  السياسة الأمريكية : أذن كيف سيختار بارك أوباما قضاء 18 شهر الباقية له في موضوع الشرق الأوسط ؟ هل ستختار الإدارة الأمريكية للتعاون مع إيران في سوريا ، اليمن ، العراق ؟هل سنشاهد جون كيري في طهران خلال عام تحديدا؟ إذا ما أُعطت إيران الحرية للأمريكيين وزودتهم بالمعلومات التي يريدونها و يدعون أنهم لا يعلمونها ؟ هل سيأخذ الرئيس الأمريكي بنصيحة بعض المحللين الإيرانيين والإشارة إلى ان الولايات المتحدة تتجه إلى غض الطرف عن ممارسات إيران في المنطقة و العمل بقوة إلى إضعاف نظام بشار الأسد و البحث عن مخرج سياسي ؟ رهاننا شيء أخر ،مواجهه غي محسومة المخاطر في منطقة خارج السيطرة . يبدو أن الرئيس يسعى جاهداً للمحافظة على الانجاز الوحيد الذي حققه : ضمان تحقيق الاتفاق النووي الإيراني سوف يكون كافياً لان يجعلنا مشغولين لغاية 2017 و هي محاولة لمعرفة شرق أوسط غير متوقع و علينا الاهتمام بذلك.

-Foreign Policy مجلة فورن بوليسي

اخر الأخبار