ابرز ما تناولته الصحف العبرية 4/8/2015

تابعنا على:   12:40 2015-08-04

الشاباك: لا توجد حاليا ادلة كافية لإخراج تنظيم "لهباه" عن القانون

كتبت صحيفة "هآرتس" ان وجهة نظر لجهاز الشاباك الاسرائيلي تحدد انه لا توجد في هذه المرحلة أدلة كافية تبرر اخراج تنظيم "لهباه" عن القانون. وتم صياغة موقف الشاباك هذا في اعقاب طلب وزير الأمن موشيه يعلون، في كانون الاول الماضي، فحص ما اذا كان يمكن تعريف التنظيم المتطرف كتنظيم ممنوع او تنظيم ارهابي.

وتم تقديم طلب يعلون بعد اعتقال 21 ناشطا من التنظيم، بينهم رئيسه بنتسي غوفشطاين، والتحقيق معهم بشبهة التحريض والدعوة الى ممارسة العنف. ورغم مرور سبعة ِأشهر على التحقيقات الا ان النيابة العامة لم تقرر حتى اليوم ما اذا ستقدم لوائح اتهام. يشار الى أن المحكمة ادانت، الشهر الماضي، ناشطين من التنظيم بإحراق المدرسة اليهودية – العربية المشتركة في القدس. ويملك وزير الأمن صلاحية الاعلان عن تنظيم معين كتنظيم غير قانوني اذا شملت نشاطاته اعمال تحريض وارهاب ضد الحكومة وموظفيها، او المس بالقانون الاسرائيلي. وقال جهاز الشاباك انه اذا تسلم معلومات استخبارية جديدة حول نشاطات التنظيم فسيعيد النظر في موقفه.

اعتقال حفيد كهانا واحتمال اخضاعه للاعتقال الاداري

وفي السياق نفسه، كتبت الصحف الإسرائيلية ان الشرطة اعتقلت، امس، مئير اتينغر، الذي يعتبر الهدف الأول للواء اليهودي في الشاباك. وقال الشاباك انه تم تنفيذ الاعتقال في اعقاب معلومات اشارت الى قيام اتينغر بالتخطيط لاعتداءات على الفلسطينيين كجزء من التنظيم المسمى "تمرد" والذي يهدف الى اثارة حالة من الغليان واسقاط النظام الاسرائيلي. ومن المتوقع ان يتم التحقيق مع اتينغر حول دوره في التنظيم واذا لم يتعاون مع المحققين فانه من المتوقع ان يتم اعتقاله اداريا في حال موافقة رئيس المحكمة المركزية.

ويعتبر الشاباك اتينغر، وهو حفيد الراب كهانا (مؤسس حركة كاخ)، الروح الحية لتنظيم "تمرد"، الذي يسود الاشتباه بأنه يضم عشرات النشطاء. وادعى الشاباك في الأسبوع الماضي ان اتينغر يترأس الخلية المسؤولة عن احراق كنيسة الطابغة في طبريا، في حزيران الماضي. ويشار الى ان الشاباك طلب اعتقال اتينغر اداريا قبل حوالي سنة، لكن النائب العام للدولة شاي نيتسان رفض ذلك، وكبديل للاعتقال تم ابعاد اتينغر من القدس والضفة، وانتقل للاقامة في صفد. والان، بعد قتل الطفل علي دوابشة في قرية دوما، طلب وزير الأمن اعتقال مشبوهين بارتكاب جرائم الكراهية اداريا، في الحالات التي لا تتوفر فيها ادلة قاطعة ضدهم.

ويدعي محامي اتينغر ان اعتقال موكله هو مجرد علاقات عامة اكثر من الحاجة الى التحقيق معه. وحسب ادعائه فانه يبدو ان اللواء اليهودي في الشاباك استثمر الكثير من الجهود لخلق انطباع بأنه يعمل، ولم يجد افضل من حفيد الراب كهانا كي يشبع جوع الجماهير. وحسب رأيه فانه لا يشك بأن الاعتقال سينتهي بدون أي اتهام. في السياق ذاته قال يعلون، امس، ان الجهاز الامني "ينوي محاربة الارهاب اليهودي بإصرار وبلا هوادة". واضاف: "هذا صراع على صورة دولة اسرائيل ولا ننوي التخلي عنه".

وحسب رأيه فان قرار المجلس الوزاري المصغر السماح بتفعيل الاعتقالات الادارية ضد اليهود المشبوهين بالإرهاب، يهدف "الى محاصرة خطوات الارهابيين والضالعين بالارهاب، في الحالات التي يتضح لنا فيها ضلوعهم ولكن توجد مصاعب في توفير ادلة تبرر اعتقالهم. وستكون الاعتقالات الادارية احدى الخطوات الشديدة التي سنستخدمها لضرب الارهابيين اليهود ومحاكمتهم والدفاع عن الديموقراطية  وعن مواطني اسرائيل".

يشار الى انه في اعقاب احراق منزل عائلة دوابشة في دوما، قدر الجهاز الامني بأن المسؤولين عن اشعال النار يقفون وراء عمليات اضرام النيران بالمساجد والكنائس، ويسعون الى استبدال النظام الاسرائيلي بنظام "ملكوت" يعمل حسب الشريعة اليهودية.

تقديم طلب الى المحكمة الدولية بالتحقيق في جرائم المستوطنين

وكتبت "هآرتس" ان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قدم امس، الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، تقريرا مفصلا حول احراق منزل عائلة دوابشة وغيرها من العمليات العنيفة للمستوطنين ضد الفلسطينيين. وقال المالكي ان اجتماعه مع المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا ومع طاقمها كان ناجحا، وان المحققين ابدوا اهتماما بالغا بتفاصيل الحادث. كما قدمت السلطة الفلسطينية تقريرا مشابها الى مجلس حقوق الإنسان الدولي. وكان رجال السلطة قد قاموا في الأيام الأخيرة بجمع معلومات وأدلة حول الحريق في دوما واعتداءات المستوطنين الاخرى على الفلسطينيين.

اوضاع العائلة الضحية لم تتحسن

كتبت "هآرتس" نقلا عن الناطق بلسان مستشفى سوروكا في بئر السبع، ان حالة والد الطفل علي دوابشة، سعد، لا تزال صعبة، لكنها مستقرة. كما جاء من مستشفى شيبا في تل هشومير ان حالة الام رهام وابنها احمد، بالغة الصعوبة، ويتم اخضاعهما للتخدير والتنفس الاصطناعي، ويتهدد الخطر حياتهما.

"ماذا سأقول لرهام اذا سألتني عن علي"؟

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان بين الزوار الكثيرين الذين وصلوا الى قسم الاطفال في مستشفى شيبا لتعزية ابناء عائلة دوابشة، كانت، ايضا، امرأة تعرف جيدا ما تعنيه المواجهة مع حادث من هذا النوع. هذه المرأة هي روت شبيرا، والدة اييلت شبيرا التي اصيبت قبل ثمانية أشهر اثر رشق قنبلة مولوتوف على سيارة والدها في الضفة الغربية. وقالت للجد حسين الذي يجلس هناك في انتظار سماع انباء جيدة عن حالة ابنته رهام وابنها احمد وزوجها سعد: "تحدث معهم، دعهم يسمعون صوتك. اروي الحكايات لحفيدك، غني له، اسمعه موسيقى. اذا تحدث معهم فانهم سيسمعونك".

وهز حسين برأسه لكنه اعترف بأنه يتخوف من ذلك: "كيف اتحدث مع رهام. اذا سألتني ماذا حدث لعلي فبماذا اجيب؟"

ولم يتوقف وصول الزوار طوال يوم امس. وقد وصل في ساعات الصباح وفد من الحاخامات اليهود والائمة المسلمين. ومن بين هؤلاء كان الراب دافيد ستاف والوزير السابق ميخائيل ملكيؤور، والشيخ عبدالله نمر درويش ورائد بدير. وقال ملكيؤور: "عندما يحرقون طفلا حيا، فان كل انسان ولد بصورة الله يشجب ويندد بهذا العمل". وقال درويش مضيفا: "يجب علينا التحالف ضد الارهاب ومن اجل السلام".

ووصل في ساعات بعد الظهر الدكتور عز الدين ابو العيش، الطبيب الفلسطيني الذي ثكل ثلاث من بناته جراء القصف الاسرائيلي لبيته في غزة خلال عملية الرصاص المسكوب. وقال ابو العيش الذي يعيش اليوم في تورنتو: "جئت لأتضامن مع الألم. يجب علينا جميعا الخروج الى الشوارع والقول كفى للعنف، كفى لقتل البشر". وقال مدير المستشفى البروفيسور زئيف روتشتاين للجد حسين، محاولا تشجيعه: "اعرف انك تجد صعوبة في رؤية ابنتك. اذا شئت سأرافقك كي تحكي لها عن حفيدك الميت".

نائب ليكودي: "من احرق البيت يفلا دوما لم يقصد قتل احد"!!

كتب موقع "واللا" ان عضو الكنيست ميكي زوهر من حزب الليكود، وفر امس، تفسيرا مثيرا للخلاف حول العملية في قرية دوما التي قتل خلالها الطفل الفلسطيني علي دوابشة. فخلال مشاركته في برنامج "القراءة الثالثة" في قناة الكنيست، الى جانب النائب اريئيل مرجليت (المعسكر الصهيوني)، ادعى زوهر ان من القى الزجاجة الحارقة على منزل عائلة دوابشة لم يقصد قتل سكان المنزل. وقال: "يمكنني ان اعلمكم بأمر واحد، وانا اتحمل المسؤولية عما اقول: الشخص الغبي والحقير الذي احرق منزل ذلك العربي – اعلمكم- انه لم تكن لديه أي نية، وبمسؤولية اقول، لقتل أحد".

وقاطعه المشاركون في البرنامج متسائلين: "كيف تعرف ذلك؟" فرد زوهر ان "العملية هي بمثابة ضرر لصورة اسرائيل، ومن فعل ذلك يجب ان يدفع الثمن الباهظ لعدم مسؤوليته، وبسبب غبائه، في ذهابه لاحراق منزل والتسبب بضرر لا يمكن تصحيحه، للعائلة العربية ولوعي الإسرائيليين".

اصابة ثلاثة اسرائيليين في القدس الشرقية

وكتبت "هآرتس" ان ثلاثة اشخاص اصيبوا مساء امس، جراء رشق قنبلة مولوتوف على سيارة اسرائيلية سافرت على شارع 20، الذي يخترق حي بيت حنينا في القدس الشرقية. واصيبت سائقة السيارة بجراح متوسطة وتعاني من حروق. ونتيجة اصابة القنبلة لسيارتها اصطدمت بسارة اخرى، ما ادى الى اصابة سائقها بجراح طفيفة. وحاول شاب المساعدة على اطفاء الحريق الذي اندلع بالسيارة فأصيب بجراح طفيفة. وقامت قوات الشرطة بتمشيط المنطقة بحثا عن الجناة.

هدم بيت في مستوطنة عيلي بني على اراض فلسطينية خاصة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الادارة المدنية بدأت بعد منتصف الليلة الماضية، بهدم بيت في حي "هيوبيل" في مستوطنة عيلي، وذلك بناء على التماس قدمته حركة "سلام الان"، قبل حوالي عشر سنوات، لهدم 12 بناية اقيمت على اراض فلسطينية خاصة. ومن بين البيوت التي طالبت "سلام الان" بهدمها، كان بيتي الجنديين روعي كلاين واليراز بيرتس، اللذين قتلا خلال عملية عسكرية. وخلال التداول في الالتماس اجرت الدولة فحصا للأراضي التي اقيمت عليها البيوت وتبين ان بعضها يقوم على أراضي دولة. وبعد تراجع "سلام الآن" عن طلب هدم بيتي كلاين وبيرتس، بقي عمليا بيت واحد يقوم على أرض خاصة. وتم اخلاء سكانه وهدمه بالتنسيق مع المستوطنة.

اسرائيل تقرر اعادة 30 اسيرا من محرري صفقة شليط الى السجن

كتبت "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الخاصة بفحص شروط اطلاق سراح محرري صفقة شليط، قررت اعادة 39 منهم الى السجن لإمضاء عقوبتهم الأصلية، بادعاء ارتكاب مخالفة اخرى تخرق الشروط وتحتم اعادة اعتقالهم. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قد اعتقلت خلال حملة البحث عن الفتية الثلاثة المخطوفين في العام الماضي، اعتقال 50 فلسطينيا من محرري صفقة شليط. وقدمت الدولة طلبات اعتقال بحق 48 منهم، فيما تم اطلاق سراح احد الاثنين المتبقيين. اما الآخر فلم تنظر اللجنة بشأنه لأنه حوكم في المحكمة العسكرية في اللد واعيد لقضاء محكوميته الأصلية.

وفيما يتعلق بستة من المعتقلين قررت اللجنة بأنه لم يثبت لها اقدامهم على ارتكاب مخالفة اخرى، لكنها حددت بأنهم خرقوا شروط اطلاق سراحهم، وتقرر اعادتهم لإمضاء جزء من فترة محكوميتهم. وتم تقديم التماسات ضد جزء من قرارات اللجنة.

التحقيق مع اسرائيلي نشر صورا لنتنياهو وريفلين بملابس النازية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان نيابة الدولة، صادقت امس، على فتح تحقيق جنائي ضد مواطن نشر افلاما على شبكة "يوتيوب" يظهر فيها رئيس الحكومة ورئيس الدولة بالزي النازي، ويظهران وكأنهما يخطبان باللغة الالمانية.  والقى رئيس قسم التحقيق والاستخبارات في الشرطة على وحدة السيبر القطرية في وحدة "لاهب 433"، مهمة التحقيق في الملف، وسيرافقها مكتب النائب العام للمهام الخاصة.

وكان ديوان الرئاسة قد توجه الى الشرطة في بداية الاسبوع وطلب فتح تحقيق في اعقاب التهديدات التي تم توجيهها الى الرئيس ريفلين على خلفية شجبه لاحراق المنزل في قرية دوما، ومقتل الطفل علي دوابشة، وكذلك مقتل الشابة شيرا بانكي خلال مسيرة المثليين.  

إسرائيل أبلغت واشنطن معارضتها لبيع أسلحة أمريكية لدول الخليج

تنشر صحيفة "هآرتس" تصريحات لمسؤول أمني أمريكي كبير، يكشف فيها انه خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى إسرائيل، قبل أسبوع، أعرب وزير الأمن يعلون ومسؤولين اسرائيليين كبار عن معارضتهم لبيع عدة منظومات أسلحة لدول الخليج العربي في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران.

واضاف المصدر المطلع على تفاصيل الزيارة، ان "هناك عدة قدرات عسكرية رئيسية لم ترغب اسرائيل بأن تمتلكها دول الخليج، وهو مطلب طرح ايضا، قبل التوصل الى الاتفاق مع ايران. لقد طرحوا ذلك ونحن نصغي اليهم بانفتاح".

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد قام بعد توقيع الاتفاق المرحلي مع ايران في لوزان، في شهر نيسان، بدعوة قادة دول الخليج للقاء قمة في كامب ديفيد، نوقشت خلاله، ايضا، قضية زيادة المساعدات الأمنية الأمريكية. وبعد زيارة الوزير اشتون كارتر الى إسرائيل، سافر الى السعودية. ويوم امس، عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لقاء مع نظرائه في دول الخليج في العاصمة القطرية الدوحة. وقال وزير الخارجية القطري في نهاية اللقاء ان دول الخليج – السعودية واتحاد الامارات وقطر والبحرين والكويت وعمان – ترحب بالاتفاق النووي مع ايران لكنها معنية بالحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بشأن مواجهة التآمر الايراني في المنطقة.

من جانبه قال كيري ان بلاده معنية بزيادة المساعدات لدول الخليج من خلال منظومات الدفاع الصاروخي، وزيادة بيع الاسلحة الامريكية وتدريب الوحدات الخاصة في دول الخليج، خاصة في مجال محاربة الارهاب. وقال المصدر الأمني الأمريكي انه خلال زيارة كارتر الى إسرائيل لم يقترح عليها "صفقة تعويض" امني للاتفاق مع ايران، وانما طرح سلسلة من المجالات التي ترغب الولايات المتحدة بالتعاون الامني فيها مع اسرائيل.

وحسب اقواله فان الحديث عن تمويل اضافي لمنظومات الدفاع الصاروخي الاسرائيلية، كـ"القبة الحديدية" و"العصا السحرية" و"السهم"، وزيادة التعاون لمنع تهريب الاسلحة من ايران الى حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وغيرها. واضاف المصدر الامني ان العقوبات الامريكية على الدعم الايراني للإرهاب ستتواصل ولذلك ستكون هناك قاعدة واسعة للتعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة في هذا الموضوع.

ويشار الى ان رئيس الحكومة نتنياهو رفض خلال الاشهر الأخيرة عدة اقتراحات امريكية لفتح حوار يهدف الى تطوير القدرات العسكرية للجيش الاسرائيلي في اعقاب الاتفاق مع ايران. وبرر نتنياهو موقفه هذا بأن موافقة اسرائيل على اجراء الحوار سيتم تفسيرها على انها توافق على الاتفاق مع ايران. واوضح المصدر الأمريكي ان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لإجراء هذا الحوار في وقت لاحق، عندما تكون اسرائيل مستعدة لذلك.

وكان وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون قد صرح قبل عدة أسابيع امام المراسلين السياسيين بأن الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة في الموضوع الايراني ينبع من رؤية إسرائيل لإيران بأنها جزء من المشكلة بينما تعتبرها الولايات المتحدة جزء من الحل في المنطقة. وقد رفض المسؤول الامريكي تصريح يعلون هذا، وقال: "نحن لا نعتبر ايران جزء من الحل في الشرق الاوسط، ولا نتوقع من ايران تغيير سلوكها بشكل متطرف في اعقاب الاتفاق النووي. نحن لا نعتقد انهم تغيروا وان قيادتهم تريد صنع السلام. نحن نأمل انه ربما يحدث مثل هذا الأمر في المستقبل، ولكننا لا نتوهم بشأن الايرانيين".

واوضح المسؤول الامني انه يعتقد بأن الاتفاق النووي يخفف الحاجة او احتمال القيام بعمل عسكري اسرائيلي او امريكي ضد المنشآت النووية الايرانية. وقال: "سيبقى هذا الخيار مطروحا ولكن الصفقة تقلل من الحاجة اليه". واكد ان "اسرائيل في كل الاحوال تملك حق الدفاع عن نفسها". كما قال ان "الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفا وتتعامل مع ذلك بجدية كبيرة، ونحن نستخدم هذا المصطلح لماما". وقال: "معنى التحالف هو انه اذا تعرضتم الى الهجوم فإننا سندافع عنكم".

واضاف المسؤول الأمني الامريكي ان التعاون الاستخباري بين إسرائيل وبلاده سيتعزز في اعقاب الاتفاق مع ايران، و"ستواصل استخباراتنا تعقب ايران بدقة الليزر كي تضمن تنفيذ ايران للاتفاق. ولن تحاول استخباراتنا تضخيم الاتفاق وانما ستعمل على تقييمه بشكل مستقيم". الى ذلك قال وزير الطاقة الامريكي ارنست مونيز، خلال لقاء مع المراسلين السياسيين الاسرائيليين، امس، انه لو كان اسرائيليا لكان سيدعم الاتفاق مع ايران.

واكد مونيز الذي كان شريكا في صياغة الاتفاق النووي ان الاتفاق "يزيل عن الطاولة التهديد الوجودي" بصنع قنبلة نووية. وقال "ان الاتفاق النووي لا يغير بتاتا من موقف الولايات المتحدة في مسألة من هي صديقاتها وحليفاتها في المنطقة، وهي إسرائيل ودول الخليج".

مقالات

أحداث العنف الأخيرة تثير خلافات شديدة في اوساط المستوطنين

يكتب حاييم ليفنسون، في "هآرتس" انه نشبت يوم الجمعة خلافات في مستوطنة "كوخاب هشاحر"، تجسد مجموعة كاملة من المشاعر والعواطف التي يشعر بها المستوطنون هذا الأسبوع، منذ طعن شيرا بانكي في مسيرة المثليين في القدس، والتي توفيت أمس الأول (الأحد)، وبالطبع وبقوة أكبر من ذلك بعد احراق المنزل في دوما على سكانه. وتمثل مستوطنة "كوخاب هشاحر" قليلا التغييرات التي طرأت على عالم المتدينين - المستوطنين: فهذه المستوطنة التي بدأت كقرية زراعية أصبحت مع مرور السنوات أكثر دينية ومتزمتة. ويسود فيها التوتر بشكل دائم بين الفصائل، وينتشر فيها النقاش حتى في مسائل مثل هل يتم شراء كراسي للكنيس من مقاول عربي أو هل يتم فصل البنين والبنات في رياض الأطفال.

وتقوم بالقرب من المستوطنة البؤر الاستيطانية: "متسفيه كراميم" الحريدية، والتي يهددها سيف الاخلاء، و"هبلاديم" التي تتواجد فيها النواة الصلبة لشبيبة التلال. وقبل شهر، منيت "كوخاب هشاحر" بخسارة كبيرة تمثلت بقتل ابن المستوطنة  ملاخي روزنفيلد، في هجوم بالرصاص وقع بالقرب من مكان العملية في قرية دوما.

لقد اندلع الخلاف في المستوطنة، يوم الجمعة، عندما اقترح احد السكان اخلاء بؤرة "هبلاديم". وكتب (م): "سأقول أولا انني اؤيد الاستيطان في كل مكان في ارض إسرائيل بدون تحفظ. ولكن ليس استيطان من يعظون و/أو يدعمون القتل، لا لليهود ولا للعرب". وأضاف: "بالقرب من كوخاب هشاحر، تقوم بؤرة هبلاديم. وحسب روعي شارون في راديو "غالي يسرائيل) خرج من هذه البؤرة من احرقوا كنيسة الطابغة. ويمكن الفهم من ذلك ان قتلة الطفل في دوما يرتبطون أيضا بهذا المكان. اما ان تقوم المستوطنة بتفكيك البؤرة، ومن الجيد عمل ذلك بسرعة، والا فان الجيش والشرطة سيقومون بتفكيكها. يتحتم علينا تحمل مسؤولية معالجة الوضع".

مثل هذا الاقتراح يمكن اعتباره في الأيام العادية يلامس الخيانة، ولكن حالة الصدمة التي غمرت المعسكر الاستيطاني قادت الى دعم فكرة (م). وتطرق (ج) من سكان المستوطنة الى حدث آخر وقع في الأشهر الأخيرة عندما ضبط كمين للشرطة عدد من سكان بؤرة هبلاديم اثناء اعتدائهم على بدوي. وكتب: "لقد حافظت على الصمت طوال الوقت. قلت اني لا اعرف التفاصيل ولذلك يمنع تبني موقف. وبالتأكيد ليس موقف وسائل الاعلام، لكن شيئا واحدا لم يجعلني ارتاح – حتى اذا انطلقنا من فرضية ان الشرطة عملت بشكل نتن، فالحقائق هي انه كما تم عرضها على الجميع، هي ان اولئك المعتقلين رشقوا الحجارة على البدوي. ومنذ نشر هذه الحكاية لا اشعر بالارتياح. من انت كي ترشق البدوي بالحجارة؟ نحن نعمل مقابل الدورية، مقابل القسم الأمني. ولا يحق لنا السؤال. ولذلك فإنني انضم الى الدعوة".

وكتبت الشاعرة بيخال سرلوئي: "اشكرك من اعماق قلبي على طرح الموضوع. منذ سمعت بالاخبار الرهيبة هذا الصباح (الجمعة) وانا لا اشعر بالارتياح النفسي. عملية القتل، كتلك التي وقعت الليلة، لطفل بريء، ومحاولة قتل افراد اسرته هو عمل كريه يستحق كل شجب. هذه الأعمال تخرق قوانين التوراة وقوانين الاخلاق الانسانية، والعقل السوي، وتؤدي الى تدنيس اسم الخالق بشكل رهيب. بالنسبة لي ان اختبار المستوطنة لا يكمن فقط في احتضانها لسكانها، وانما في مقولة اخلاقية وتثقيفية واضحة تقول ان هناك اعمال لا يمكن استيعابها بأي شكل. حقنا على هذه البلاد لا يقوض حقنا بالعيش الاخلاقي فيها".

ولكن الى جانب الشجب، سمعت اصوات اخرى، ايضا، لا يتم التعبير عنها بشكل واسع. فقد كتب احد السكان البالغين في بؤرة "هبلاديم" انه "يجب وقف التحريض". وعلى الفور بدأ نقاش لاهوتي حول إشعال كنيسة الطابغة، التي سكن المتهمون باحراقها في بؤرة "هبلاديم". ولفت المقيم في البؤرة الاستيطانية انظار المشاركين في النقاش إلى سفر التثنية، الاصحاح السابع، حيث كتب هناك، كما يقول، أن "حرق الكنائس يعتبر وصية": "لكن هكذا تفعلون بهم، تهدمون مذابحهم وتكسرون انصابهم، وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار، لأنك انت شعب مقدس للرب الهك". واضاف اقتباسا من "سفر التعليم" الذي يتضمن الوصايا الـ 613: "عندما أمرنا بتدمير كل بيوت الوثنية تدميرا كاملا: بتحطيمها، واحراقها، وهدمها، واقتلاعها، كل نوع بما يستحق، أي ما ينبغي أن يكون أكثر تدميرا واسرع تخريبا.." وأضاف: "من الواضح لي ان غالبية المشرعين يعتقدون انه يمنع عمليا احراق الكنائس اليوم، ولكن وصية ازالة الوثنية من بلادنا المقدسة لا تزال قائمة حتى لو لم يكن بالإمكان تنفيذها عمليا، ومن لا يصاب بالاشمئزاز امام مشهد الصلبان والتماثيل المرفوعة في شوارع بلادنا ويأسف لأنه لا يستطيع ازالتها فانه كما يبدو غاص عميقا في الحوار "المتنور" ونسي لغة التوراة".

ان النقاش في "كوخاب هشاحر" ليس فريدا من نوعه طبعا. فمشاعر الاشمئزاز والحاجة الى "القيام بشيء ما" إلى جانب اظهار البر الذاتي، والبراءة والشعور بالذنب تختلط مع بعضها البعض. حركة الاستيطان لم تعد الحركة الصغيرة التي كانت في مطلع الثمانينيات، حيث كان الكل يعرفون بعضهم البعض. هناك اليوم 400 الف مستوطن. ومثلا، في غوش عتصيون، الحصن "اليساري" بمصطلحات الحركة الاستيطانية، انتقدوا رئيس المجلس الاقليمي دافيدي فريل، بأنه تعامل في البيان الذي نشره مع الحريق ببرودة ووصفه كـ"حادث اصيبت فيه عائلة وقتل طفل".

وكتبت له احدى المستوطنات: "يصعب علي جدا بل انني اشعر قليلا بالخجل ازاء هذا البريد الالكتروني. أولا كنت اتوقع بيان إدانة واضح، واستغرب للغاية بل اشعر بالحزن لغياب بيان كهذا. بدلا من الوقوف والصراخ ضد القتل الذي وقع هنا من قبل اليهود، نسارع الى القفز على الفرصة لرسم أنفسنا كضحايا ويجب أن نحرص ونحذر مرة اخرى من الفلسطينيين. لن نمنح انفسنا لحظة نقر فيها انه يمكننا أيضا أن نكون في الجانب المعتدي. على الفور نقفز إلى وضع الضحية ونوزع التوجيهات الأمنية، دون أي إدانة لجريمة القتل. التوجيهات الأمنية مهمة، لكنه لا يمكن لها ان تسبق الإدانة الفعلية للهجوم ... واعني ما يسمى "غسل الكلمات":  "حدث الليلة في قطاع بنيامين"؟ "قتل طفل"؟!'  بدلا من ذلك لا بد من القول صراحة: "هجوم إرهابي يهودي، قتل خلاله طفل بأيدي اليهود! " (الطفل لم يقتل بأي شكل من الأشكال، لقد تم احراقه حتى الموت عمدا. هناك من قتله، وهذا الذي قتله هو يهودي، وكما يبدو يعتمر قلنسوة)".

اما رئيس مجلس ييشاع داني ديان فقد اعترف بالخطأ على صفحته في تويتر، لأن المستوطنات لم تفعل ما يكيف لاجتثاث هذه الظاهرة.

والى جانب المبادرات المدنية، كانت هناك مبادرات من الحاخامات. ففي غوش عتصيون تم امس، تنظيم صلاة من اجل شفاء الضحايا في دوما. وفي المقابل وقع عشرات الحاخامات على عريضة تشجب القتل وتبعث بالتعازي الى العائلات المصابة. وجاء في العريضة التي صاغها الحاخام أبيعاد ساندرز والحاخام اسرائيل روزنبلاط: ""هذا الصباح استيقظنا، مرة أخرى، على واقع صعب ومروع حين سمعنا بالقتل المروع في قرية دوما، اننا نشعر بالخجل والعار لهذا العمل الحقير والقاسي. العنف المتفشي في بلادنا هو العكس المطلق للتوراة. حتى في ساعة التوتر بين شعب وشعب، علينا ألا ننجر الى الفظائع التي لا يوجد لها أي مبرر ديني وأخلاقي".

ووقع على هذه العريضة العديد من الحاخامات المهمين، من بينهم حاخام مدينة رمات غان، الراب يعقوب اريئيل، والراب اوري شركي من القدس، الذي فقد ابنه في عملية دهس في القدس هذا العام، وحاخام مستوطنة بساغوت، الراب شلومو يوسيف فايتسن. وقوبلت مبادرة حاخامات "كوخاب هشاحر" و"كيدا" لزيارة دوما وتقديم التعازي بالسخرية. وكتب احد المفكرين البارزين في اليمين المتطرف والذي يفضل عدم ذكر اسمه: "هل حضر مختار دوما لتقديم التعازي بعد قتل ملآخي روزينفلد".

في مقال نشره موقع القناة السابعة، الموقع الاخباري الرائج بين اليمين الاستيطاني، تم النشر عن كل الاحداث الدامية التي وقعت منذ يوم الخميس وحتى صباح الجمعة. ونشر الراب اليعيزر ملاميد، حاخام مستوطنة براخا، الذي يعتبر من اهم الحاخامات في الضفة، مقالة استثنائية تحلل الأحداث. والى جانب الانتقاد لمشعل النار في المنزل، حمل المسؤولية لوسائل الاعلام. وكما يبدو فان هذه المقالة الخفيفة اعتبرت مبالغا فيها. فقد منعت القناة السابعة التعقيب عليها خشية توجيه انتقادات للحاخام والتحريض على العنف او ابداء الفرح بموت الطفل. وفي يوم الجمعة تم منع نشر التعقيبات على كثير من الاخبار المرتبطة بالحريق. وكما يبدو فانهم يعرفون توجهات قرائهم.

نهاية الهيكل الثالث

يكتب نحاميا شتراسلر، في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو وصف عملية القتل بأنها "اجرامية ورهيبة"، وكتب رؤوبين ريفلين ان "ابناء شعبي فقدوا الانسانية"، وقال موشيه يعلون ان "هذه عملية ارهابية"، ودعا نفتالي بينت الى "معاقبة القتلة بكامل الخطورة". حقا، لم يكن بالإمكان البقاء لا مبالين  امام قتل الطفل علي دوابشة – بأشد الطرق وحشية – حرقا. وفي وقت لاحق شجب كبار المسؤولين في الليكود واليمين عملية قتل الفتاة شيرا بانكي في مسيرة المثليين. وقال نتنياهو "ان شيرا قتلت بأيدي وغد"، فيما اضاف بينت "هذا يوم تحولت فيه صورتنا الى ظلام للأغيار بدلا من نور للأغيار".

ولكن ما العمل، اذا كانت كل تصريحاتهم ليست الا كلمات فارغة المضمون. ليس هذا الاسبوع تحولنا من النور الى الظلام يا سيد بينت، وليس امس بدأت اعمال القتل واضرام النيران وتحطيم العظام والقمع والتحريض وسلب الأراضي في الضفة. هل تذكر احراق الطفل محمد ابو خضير من قبل معتمرين للقلنسوة، قبل سنة فقط؟

لقد بدأت العملية البهيمية قبل 48 سنة، فور الانتصار في 67، عندما سيطرت غوش ايمونيم على الدولة بتحمس تبشيري، ومن خلال تقديس الحجارة والقبور واحتقار الإنسان – بأن الوثنية هي عكس اليهودية. انبياء الكذب موشيه ليفنغر وحنان فورات حددا في حينه مصير اسرائيل كقبيلة. لقد حولونا من دولة اخلاقية ورائدة كانت محبوبة في العالم، الى دولة منبوذة وكريهة، والى امة متوحشة، غير اخلاقية، تضطهد شعبا آخر – وفي الوقت ذاته تقضي على نفسها.

عمليتا القتل في القدس والضفة، متساويتان. كلاهما تنبعان من ذات الينبوع المتوحش للاحتلال الذي يقضي على الآثار الاخلاقية. في البداية كان التوحش ازاء عرب الضفة فقط، وبعد ذلك تم تحويله الى الداخل: الى الجنود والشرطة ورجال الوسط واليسار، وقتل اميل غرينتسفايغ، وقتل يتسحاق رابين، وقتل كل من يختلف. لا يمكن للخط الاخضر صد التثقيف على الكراهية والعنف ونزع الشرعية. ما يحدث في المناطق يتسلل فورا الى داخل دولة إسرائيل، من التعامل القاسي مع المسنين، مرورا بالعنف في اوساط الفتية، وحتى اعمال القتل. الكل ينبع من العين ذاتها.

هذا كله هو الثمن الرهيب للاحتلال. الاحتلال يعتبر قاسيا في حد ذاته، انه يضطهد بحكم وجوده. الاحتلال هو عملية حتمية تقود الى فقدان حدود اخلاق المحتل، ومن ثم الى الاعمال المروعة والوحشية التي تحدث على جانبي الخط الاخضر والتي سنرى الكثير مثلها. ولذلك لا يمكن تقبل كلمات "الذعر" التي اطلقها من يؤججون النار، ويخلدون الاحتلال ويمولون الاستيطان: نتنياهو، ريفلين، يعلون وبينت، وكل بقية رؤساء الليكود واليمين. انهم لا يستطيعون تنقية أياديهم. استخدام الكلمات المغسولة لن يفيد.

منذ عام 2008 وحتى اليوم، تم تنفيذ 15 عملية حرق شريرة لبيوت ومساجد في الضفة. ولم تنجح الشرطة والشاباك بالتوصل الى الجناة ولو في حالة واحدة منها. وهذا ليس صدفة. هذه سياسة موجهة. في الأسبوع الماضي فقط صرح نتنياهو بأنه سيمنح تراخيص لبناء 300 وحدة جديدة في الضفة، في اعقاب هدم بنايتي دراينوف اللتان اقيمتا بشكل اجرامي على اراض خاصة. ما الذي يعنيه ذلك ان لم يكن تشجيع مرتكبي الفظائع الوحشية؟

للتاريخ طبيعة مختلفة، انه يكرر نفسه بدقة شيطانية. قبل 2000 سنة تمردت مجموعة من المتعصبين، تبشيرية ومجنونة، على روما الكبرى، وتسببت بحرب اهلية دامية، ادت الى احراق القدس وهدم الهيكل وشطب مدن إسرائيل، وطرد اللاجئين اليهود الى المهجر لمدة 2000 سنة. الى هناك تماما تقودنا الآن مجموعة متعصبة عصرية، تبشيرية ومجنونة ايضا، كانت تسمى ذات مرة "غوش ايمونيم" وتوحد الان كل متطرفي اليمين الذين يقودوننا تماما على نفس مسار تعميق الاحتلال والتمرد على امم العالم، وخوض حرب يأجوج ومأجوج – ستأتي بنهاية الهيكل الثالث.

سيدي الرئيس، رابين، ايضا، استهتر بالتهديد

يوجه ايتان هابر، المدير العام لديوان رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين، عبر صحيفة "يديعوت ارحونوت" رسالة الى الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين يقول فيها انه "بعد محادثة قصيرة اجريتها مع الرئيس اثر نشر تصريحات وصور تهدده، عادت إلى ذاكرتي كل الصور والأصوات من قبل 20 سنة، عشية قتل رئيس الحكومة المرحوم يتسحاق رابين. فكما كان يتسحاق رابين، وبفارق عنه، يستهتر رؤوبين ريفلين بالكلمات القاسية التي قيلت وكتبت ضده. صحيح انه لم يضف الى كلمات الاستهتار بمن يهددونه، تلك الحركة المستهترة التي كان يؤديها رابين بيده، ولكن باستثناء هذا كان كل شيء مطابقا – الكلمات، اللهجة والموسيقي والاستهتار.

تذكرت انه قبل فترة قصيرة من قتل رئيس الحكومة، قبل 20 سنة، طلب من معد الاستطلاعات كالمان غاير، اجراء استطلاع بين اليهود المقيمين وراء الخط الاخضر – في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعرض رئيس الحكومة امامي نتائج الاستطلاع، وتضمن: عدد المستوطنات التي تعارضه، وعدد المستعدين للتظاهر، وعدد المستعدين لحمل السلاح والمس به.

"نسبة واحد في المئة فقط قالوا انهم مستعدون لحمل السلاح" قال معد الاستطلاع.

وقام رابين بتلك الحركة المستهترة بيده. "واحد في المئة؟"

وقلت لرئيس الحكومة ولمعد الاستطلاع الذي جلس الى جانبه ان "نسبة واحد في المئة تعني 2000 شخص، ولكي يتم اصابتك يكفي قيام شخص واحد بفتح النار". وقال رابين كلمة استهتار اخرى، او ربما كلمتين، وبذلك انتهى النقاش.

نحن الذين شاهدنا جيف القطط التي وصلت بالصناديق، ورسائل البراز، والرموز النازية التي زينت رسائل التهديد، لم نتأثر وتمسكنا بالتوجه المستهتر، كما علمنا رئيس الحكومة.

لقد رافقت السخرية والاستهتار من القتلة المحتملين رئيس الحكومة يتسحاق رابين طوال الوقت. لم يصدق ان يهوديا سيرفع يده على يهودي. وخلال التحقيق الذي اجرته لجنة القاضي السابق مئير شمغار، ظهرت صورة محزنة حول الاستهتار والسخرية من امكانية وقوع الاغتيال.

اريد القول لك يا سيادة رئيس الدولة: كي يتم القتل او الاصابة يكفي وجود مجنون يهودي واحد فقط من بين ثمانية ملايين مواطن اسرائيلي يقيمون في هذه البلاد. في الاسبوع الماضي، في القدس، اتضح لنا انه يوجد مثل هذا الشخص. وبصفتي تمرست في هذه التجربة المريرة، قبل 20 سنة، اقترح عليك عدم الاستهتار. قبل سنوات كانت معلقة في غرف تدريب الطيارين في سلاح الجو لافتة كتب عليها: "انظر جيدا من حولك – ذلك الذي لن تراه هو الذي سيقوم بإسقاطك".

برعاية الدولة

يكتب يارون لندن في "يديعوت احرونوت" انه تم خلال النصف سنة الأخيرة، تسجيل اكثر من 140 حالة اعتداء بلطجي ازاء الفلسطينيين في الضفة، بنسبة حالة اجرامية واحدة كل يوم. الضابط الرفيع الذي نقل هذه المعلومة الى الصحفيين ارفقها بالتفسير التالي: في سنوات سابقة كانت الحالات اكثر، لكنها هذا العام تعتبر اشد خطورة. غالبيتها لا يرتبط بسفك الدماء او بإحراق المساجد، وانما بمخالفات طفيفة، كالاعتداء بالضرب على عربي وصل الى المكان غير الصحيح، اقتلاع واحراق الكروم، وشجار مع الفلاحين الفلسطينيين الذين يحاولون فلح اراضيهم، ورعي اغنامهم على اراض يدور النزاع حول ملكيتها.

يجب تفسير ما يعنيه النزاع على الملكية في الأراضي المحتلة: الحديث عن اراض خاصة، تدافع المحكمة احيانا، فقط احيانا، عن اصحابها المسلوبين، او عن اراض تتبع لمجموع الاراضي التابعة للجمهور الفلسطيني والتي صودرت لصالح المستوطنين خلافا للقانون الدولي. خلال سنوات الاحتلال نسينا حقيقة ان الفارق هو فقط بين سرقة الاراضي الخاصة والسرقة المنظمة. وتحدث الكثير من الشجارات عندما يقترب المزارعون والرعاة الفلسطينيين من سياجات المستوطنات اليهودية.

مبادئ حرية الحركة في المناطق الفلسطينية تشبه مبادئ المراسم في ساحة الاقطاعي: صاحب القلعة يستطيع الاقتراب من الفلاح العبد كما يرغب، والربت على كتفه بمودة، او نتف انفه، ولكن على العبد الشعور في الدائرة الخفية انه يمنع عليه التسلل الى داخلها إلا اذا تمت دعوته. والخطأ الذي قد ينجم عن التفسير الخاطئ للعلاقة بينهما، يمكنه ان يكلف العبد قطع رأسه. حقيقة المقياس الذي يحدد ما هي المسافة المناسبة بين العرب واليهود هي مسطرة تمتد وتتقلص حسب رغبة اسياد البلاد. فاذا شاءوا، يمكنهم دق وتد في قلب بلدة عربية، واذا شاءوا، يبعدون العربي الذي يتجرأ على الاقتراب.

النتائج المرتبطة بنشر بشرى البلطجية المنظمة تمولها الدولة، التي تدعي انها تحاربها. ويكشف تحقيق اجراه مركز "مولاد" ان لجان المستوطنين، الذي يدعو قادتهم الى تطهير البلاد من الأغيار، يتم تفعيلهم "كمصدر خارجي" من قبل سلطات محلية تصل غالبية ميزانياتها من خزينة الدولة. والحديث عن ملايين كثيرة. ومن اموال الجمهور يتم، ايضا، تمويل المدارس الدينية التي يزرع حاخاماتها بذور البلطجية، ومن أموال الدولة، ايضا، يتم تمويل "بطاقة الثمن" التي تتسلم بشكل علني مهمة تشويش عمل قوات تطبيق القانون والاثقال عليها الى حد "لا يتم حتى التفكير" باخلاء البؤر غير القانونية (التي لن يتم تشريعها في يوم ما من قبل الدولة التي تحاول احيانا اخلائها).

ولشرح الامر بطريقة معقولة: مستوطنة بيت ايل، التي سمح قادتها للمقاول ببناء بيوت على ارض تابعة لفلاح فلسطيني، وشجعوا مئات الشبان على مشاجرة قوات الشرطة، حصلت من شعبة الاستيطان اليهودي على مخصصات قيمتها 51.5 مليون شيكل، وهو مبلغ يفوق ما حصلت عليه من الشعبة كل مستوطنات الجليل والنقب. هذه الاعمال وغيرها تجعل الكثير من الاسرائيليين يخجلون من اعمال شعبهم، وهذا الخجل يجر الرغبة بالتميز عنهم. ولكي يتم التميز يجب مقتهم. وبالفعل يتزايد ارتفاع الجدار الفاصل بين فصائل الشعب. وفي قلوب يهود يتمتعون بالوعي التاريخي تنبت بذور التشكيك بمصداقية الصهيونية، التي لا تعتبر في كل الاحوال ايديولوجية منيعة امام التساؤلات الصعبة.

تمر سنة، تليها سنة أخرى، ويتزايد عدد المتوحشين، وتصبح جرائمهم اشد خطورة، وتشاركهم السلطة في اعمالهم، ويعمق الاحتلال سيطرته، وبات من الواضح انه لا يمكن وقف التدهور. ولكن ربما يمكن القيام بعمل من اجل الروح، ريما مظاهرة، او التوقيع على عريضة احتجاج. لكن المتعنتين يتمسكون بذلك فقط، واما البقية فيشعرون كأنهم يسافرون في طائرة يعلن الخاطف بأنه ينوي تحطيمها، والسؤال الوحيد هو كم تبقى من الوقت. من يؤمن بقوة الصلاة، يصلي، ومن لا يؤمن يتمنى بأن ينتهي الكابوس، لأنه كما هو معروف ليس هناك ما هو اسهل من التشكيك.

نزع القفازات

يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" انه يصعب تعليق الآمال على التحقيق مع الناشط اليميني المتطرف مئير اتينغر. ففرص تعاونه خلال التحقيق اقل من فرص انضمامه الى "سلام الآن". مع ذلك فان اعتقاله يدل على ان الجهازين الامني والقضائي قررا نزع القفازات. ومنذ الآن لن تكون الأدلة الراسخة فقط ضمانا للاعتقال، وانما يكفي توفر معلومات او شبهات.

لقد اعتبر اتينغر في السنوات الأخيرة، احد الاهداف الرئيسية للواء اليهودي في الشاباك. انه حفيد كاريزمي ومخلص لميراث جده (مئير كهانا)، ويشتبه بقيادة مجموعة من الشبان الذين يؤمنون بطريقه. وينسب اليه الشاباك في البيان المتعلق باعتقاله "الضلوع في نشاط تنظيم يهودي متطرف". ويؤمن الشاباك بأنه يقود خلية ارهابية. لقد طلب الشاباك اعتقال اتينغر اداريا في العام الماضي، لكن النيابة العامة رفضت طلبه، وتم ابعاد اتينغر من القدس والضفة، فانتقل الى صفد (حيث اعتقل امس).

من الواضح انه ستطرح تساؤلات حول ما اذا كانت له علاقة بالعمليات التي هزت الدولة مؤخرا. لقد رفض اتينغر هذا الادعاء في مقالة نشرها يوم الخميس الماضي على صفحته في موقع "الصوت اليهودي" حيث اقترح على الشاباك "البحث عن اناس غيره يتطوعون للمهام التي يريدون تمريرها في العرض الاعلامي". وتتيح المقالة التعرف على عالم اتينغر: التمسك بقانون التوراة، وعدم الاعتراف بقوانين الدولة، التي كتب عنها انها "باطلة ولاغية"، ورفض  صلاحيات الحاخامية حيث يكتب "انهم يخافون من قول كلمة الله بشكل واضح"، ويعارض "الوثنية" في ارض اسرائيل "خاصة الكنائس والأديرة"، ويدعم المشبوهين بالاعمال الارهابية، بقوله "يجب عدم نسيان المعتقلين الذين يجلسون في السجن من اجلنا"، ويحدد بأنه لا يمكن النجاح بصد الارهاب اليهودي، بقوله "هذا يشبه من يحاول اقتلاع الجذور من الحديقة لكنها تعود الى النمو المرة تلو المرة".

اذا افترضنا ان اتينغر سيصمت خلال التحقيق فمن المتوقع ان يطلب الشاباك اعتقاله اداريا لفترة متواصلة. ومن المتوقع ان يتم خلال الأيام القريبة اعتقال عدد من معارفه – هم ايضا للتحقيق معهم في البداية – في اطار ما يبدو محاولة "لهز الاشجار" على أمل أن تسقط منها ثمرتين: معلومات حول منفذي العملية في دوما، ومعلومات تتيح احباط العمليات الأخرى التي يخطط لها من بدأت اسرائيل بتعريفهم رسميا منذ يوم امس بـ "الارهابيين اليهود".

 

اخر الأخبار