حكومة الحمدالله .."لقيطة"!

تابعنا على:   10:44 2015-08-04

كتب حسن عصفور/ كان الاعتقاد أن نصحو على خبر قيام د.رامي الحمد الله، الوزير الأول في الحكومة الفلسطينية الأخيرة بتقديم استقالته، بعد التصريحات التي قالها عضو مركزية حركة فتح، عزام الأحمد، بأن اقواله التي ذكرها عشية اعلان "التعديل الأخير" للحكومة بأنها حكومة مرفوضة، ليست "تصريحات شخصية بل هي تعبر عن موقف اللجنة المركزية لحركة فتح"..

أقوال تؤكد أن آخر "أوراق التوت" لرامي الحمد الله ومجلسه الحكومي قد سقطت، باعتبار أن "أهل فلسطين" ظنوا، وكثيرا ما يكون بعض الظن إثم ومصيبة، أن حركة فتح تقف بقوة خلفها، خاصة بعد أن "تشرف" رامي بحضور الاجتماع المخصص لبحث "التعديل"، والمفارقة أنه ضم غالبية فتحاوية، بينهم نائب أمين سر المجلس الثوري للحركة..

باعلان حركة فتح، براءتها من "دم الحكومة" يصبح القول عمليا بأنها اصبحت حكومة غير شرعية وطنيا وسياسيا ، وقبلهما "قانونيا، في غياب جهة منح الثقة التي تعوضها عن "ثقة الجمعية العمومية للفصائل"..

الآن، مجلس الوزراء المعدل، ليس سوى "جمعية خيرية غير مرخصة"، بل ويمكن اعتبارها "لقيطة"، بالمعنى العام جدا، حيث رفضتها ولم تعترف بها قبل حركة فتح، كل قوى اليسار الفلسطيني وحركة حماس والجهاد الاسلامي، والشخصيات المستقلة، وكل من لم يجد له مكانا في التعديل، وقبل كل هؤلاء جميعا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والتي كان المفترض أنها صاحبة القول الأخير في التعديل..

ويبدو أنها لم تكن صدفة أن يرد في بيان "الجمعية العامة للفصائل السياسية" الذي صدر بعد جريمة حرق الرضيع، الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضع حدا للإنقسام..

ولذا فالمشهد الأول المفترض أن يكون اليوم، وبعد أن يصل د.رامي الحمدالله الى مقره، هو عقد مؤتمر صحفي ليعلن، أنه يتقدم باستقالته الى "مصدر السلطات"، وهو الشعب الفلسطيني، قبل ارسالها الى مقر الرئيس محمود عباس بالمقاطعة، وأنه باق كمسير للأعمال الى حين التشكيل الجديد، بعد أن اكتشف أنه شخص "غير مرغوب به – بيرسونا نن غراتا" من العامة قبل الخاصة..

المشهد الثاني، اعلانه ان التجربة قد علمته، بأن "ثقة الرئيس" مهما على شأنها، فأنها لا تستبدل ولا تحل محل "ثقة الشعب وقواه"، وهو درس على الكل الوطني أن يدركه قبل فوات الآوان، ويكون ثمن تجاهله باهضا في مرحلة حساسة جدا..

المشهد الثالث، انه أدرك جيدا، بأن هناك "خلية خاصة" تعمل بكل السبل لخلق "إزدواجية سلطة وتمثيل" تشكل خطرا مركبا على النظام الفلسطيني العام، والهدف الوطني العام، فالانقسام ليس بين فتح وحماس، بل هناك من يعمل ليل نهار لترسيخ مبدأ "التقاسم الوظيفي" مسابقين الزمن قبل أن تبدأ "الصحوة الكبرى" لكنسهم كنسا من الحضور رغم كل "جدران الحماية" المفروضة عليهم من قبل قوى وجهات غير محلية..

المشهد الرابع، انه يعتذر للشعب الفلسطيني على كل ما يمكنه قد نال من مكانته الوطنية، ولكل فلسطيني موظف أو خارج نطاق الخدمة اعتذارا خاصا، ولأهل قطاع غزة الطلب بالسماح عن اساءات صدرت عن "غير وعي"، وبتحريض من "الخلية الخاصة" التي تتحكم في مركز صناعة "القرار" لتخلق فراغا يساعدها على المضي بتنفيذ مخططها في "التقاسم الوظيفي" و"تقسيم بقايا الوطن" ضفة وقطاع، باعتبار ذلك هو الطريق الأنسب لتمرير مشروع هو الأخطر على فلسطين..

المشهد الخامس، الرحمة لكل شهداء الوطن الذين سقطوا دفاعا عن أرض ومشروع الخالد ياسرعرفات، ونحن نستذكر مولده..

المشهد السادس، سلاما للعمل الرسمي الحكومي ومرحبا بالعمل الأكاديمي وبجامعة النجاح التي لم أتخل عنها لأن الحاسة السادسة قالت لا تتركها فهي الأبقى..

تلك هي رسالة الوداع المنتظرة من د.رامي الحمدالله كي لا يضيع كل ما كان له يوما احتراما وتقديرا سجله رصيدا في عمل أكاديمي وداخل لجنة الانتخابات..وغير ذلك يكون ارتضى أن يستمر في عمل بقرار "سلطوي فوقي" متعارض مع "الكل الوطني" وأداة بأمرة "الخلية الخاصة لتقاسم وتقسم بقايا الوطن"..ولقبها بات معلوما..الخيار لرامي وليس غيره: أين يقف مع شعبه وقواه الحية أم "خلية تعاكس كل ذلك"!

ملاحظة: للخالد ابو عمار كم تعود لشعبك روحك الثائرة ومقولتك التي أصبحت أيقونة ورمزا للتحدي، عندما حاصرك العدو وبعض ممن تعرفهم..قلت لهم: لا أسيرا بل شهيدا شهيدا شهيدا..رغم الغياب الجسدي فأنت الحاضر وهو الغائبون..تخيل يا ريس نحتفل بمولدك في مقرك"العاطفي" مع ضحكتك الخالدة!

تنويه خاص: يبدو أن ملف "التهدئة" سيبيض "ذهبا سياسيا" على حركة حماس، من أجله تفتح لها كل الأبواب بما فيها باب الكرملين..صحتين والعب يا خالد!

اخر الأخبار