رثاء شهيديْن

تابعنا على:   11:35 2015-07-28

فيصل عبد الرؤوف فياض

" ولا تحسبنَ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون "

صدق الله العظيم

يا ينبوع الثورة ومنارةَ النضال المتسمر فينا

تَطُلُ علينا ذكرى أليمة على شعبنا العظيم في التاسع والعشرين من شهر يوليو لعام ألفيْن وأربعة"29/7/2004م"، فقدنا رجلاً عظيماً قائداً مغواراً أسداً هصورا، رجلٌ بمعنى كلمة رجل، قائدٌ بمعنى كلمة قائد، إنَه المؤسس والمناضل الشهيد/ الماجد عمرو أبو ستة ورفيق دربه المناضل/ زكي أبو زرقة، كانا على موعدٍ مع القدر في ذلك اليوم، لتصعد روحهما لعنان السماء، مع القادة المناضلين والذين سبقونا للعلا وكانوا النبراس الذي يُضيء لنا طريق التحرير والشهادة.

في رثاء الفدائيين والوطنيين نقول كلماتٍ هي بالواقع تُدَلِلُ على ما بداخلنا من ألمٍ وحزن على فقدان من نحب ونقدر ونحترم، كلماتٌ قصيرة تحمل معانيها الكبيرة والعظيمة لإنسانٍ عرفَ بأنَ الوطن بوصلته فاستمرَ في اتجاهه الشهيد/عمرو أبو ستة"أبا ماجد" ورفيق دربه أبا ماهر مع إخوانه ورفقاء دربه في النضال.

لقد شكَل القائد/عمرو أبو ستة والقائد/زكي أبو زرقة مع رفاق دربهما الشهيد/أحمد أبو الريش والشهيد/إبراهيم عبد الهادي وأخيه محمود والشهيد/محمود أبو عودة والشهيد/حذيفة شبير والشهيد/عبدو أبو بكرة واسعيِد أبو ستة وسعيد والحصيني وحمدان وغيرهم من شهداء الكتائب حالة ثورية متجددة عنوانها المحبة والاحترام والعمل الدؤوب والمتواصل من أجل الوطن وتحرير المقدسات ورفعة شأن الكتائب وتقويتها لصد الاحتلال في كافة معارك البطولة والفداء في كافة أرجاء قطاعنا الحبيب.

الماجد أبا ماجد:أيُها القمر المضيء بين أنين وقهر الأيام، فأنت العطاء المتجدد فينا، وأنت الفداء المقدس من أجل وطننا وترابنا الممزوج بدماء الشهداء، يا أسطورة الوطن ورمزيته الخالدة، اصطفاك الله لتكنْ قائداً مناضلاً فدائياً من الطراز الأول ثم تلحق بركب الشهداء.

آهٍ ما أقسى الفراق أخي الماجد عمرو، آهٍ ما أصعب اللحظات أخي المغوار زكي، يا زهرة الأقحوان وشذى الياسمين الرافض للصمت والقهر والألم والعدوان والظلم، أسست المجد للكتائب الريشية المظفرة وكنت عنوانها الوضَاء، في أزقة المخيم وفي شوارع المدينة وفي قلب كل مناضلٍ أنت موجود يا شهيد، في ليلنا في نهارنا في فجرنا وعِشاءِنا موجود أنت يا شهيد.

لتدور فصول العام، وتُحلق الصقور للمجد وترسم العزة والفخار بمقاومتها الباسلة لدحر الاحتلال عن أرضنا وتحرير مقدساتنا، معلنةً البيعة لله ثم الوطن، رجالٌ عاهدوا الله فمضوا على الدرب فدائيين فنالوا المجد السرمديْ.

أبا ماجد يا صقراً محلقاً في السماء، أبا ماهر يا نبض الفؤاد، يا نسيم الروح، يا حبيبا القلب والمُقلْ أيها الساكنان داراً خيراً من دارنا، يا سيدا الشموخ والافتخار في الزمن المجبول بالصمت الأليم، أيُها التاركان من الزوال إلى البقاء، أيُها الوفيَان في زمن الَلاوفاء، أيُها القويان في زمن الضعف والتشرذم، أيُها الشامخان في زمن الخضوع والإذعان، أتذكركما بطلانً فارسان منارةً للنضال وقنديلان للعطاء، وفيَان لدينكما ووطنكما وشعبكما، أنتما ضمير التاريخ المشرف، أنتما ينبوع الثورة، أنتما مصباح المحبة والإخوة والإيثار والشجاعة والإقدام، أبا ماجد كثيرة هي صولاتك وجولاتك مع الاحتلال صدقت الله فصدقك الله ثم صدقت الوطن فصدقك الوطن.

أبا ماجد:

وكأني بك اليوم وقطاعنا الحبيب من شماله لجنوبه من إخوانك وأحبابك ورفقاء دربك في النضال رجالاً ونساءً ينتفض وقلبه يعتصر ألماً على الفراق، خرجوا يحملوك هديةً لرب العالمين بكلِ فخرٍ واعتزاز، شيعوك بالتكبير والزغاريد والعنفوان الثوري، لأنك تستحق ذلك يا قائد الكتائب ومؤسس مجدها.

زفتك النساء والرجال والشيوخ والأطفال، حتى الطيور والأشجار والأزهار، فارتقيت شهيداً بين الشهداء، رحمك الله أبا ماجد رحمك الله أبا ماهر، بورك البيت الذي شعَ نوركما منه لتكونا نبراساً نفتخر به ونبكيه كل وقتٍ وحين.

عهدنا معكم عهد الأوفياء وقسمنا لكم بأن سائرون على الدرب وبإذن الله إنا لمنتصرون.

رحمكما الله وأسكنكما فسيح جناته وبلغوا سلامنا للمناضلين والفدائيين والقادة العظام، ولأرواحكما ألفٌ تحيةٍ وسلام ومجداً لكما في الأعالي وللأرض وعلى الأرض السلام.

فيصل عبد الرؤوف فياض

28/7/2015م

اخر الأخبار