تكفير داعش لحماس وما وراء أحداث سيناء

تابعنا على:   11:58 2015-07-07

نهى الشرنوبي

القول بأن تنظيم اجناد مصر هو من يحارب الجيش المصري لا يستند إلي تحليل واقعي ومنطقي للأحداث فتنظيم اجناد مصر ليس لديه الكفاءة القتالية ولا الأسلحة والمعدات العسكرية التي تستخدمها الميليشيات المسلحة في مواجهاتها القتالية مع قوات الجيش المصري ثم أن اجناد مصر قد بثت شريط فيديو مؤخرا أعترفت به بقيامها ل8 عمليات استهدفت بها قوات الشرطة وبخاصة في محافظتي القاهرة والجيزة ولكن العمليات التفجيرية الثمانية اتسمت بالبدائية وتدني مستوى الاحترافية القتالية وندرة إحداثها لخسائر بشرية أو مادية .

ولكن من يحارب الجيش المصري بشمال سيناء هو في حقيقة الأمر "تنظيم ولاية سيناء" والذي كان يعرف سابقا بأنصار بيت المقدس قبل إعلان ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية داعش بزعامة ابوبكر البغدادي في نوفمبر  2014 ... وقد أعلن تنظيم ولاية سيناء مسئوليته سابقا عن مقتل أكثر من 30 جنديا وضابطا مصريا في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في كرم القواديس بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء في 24 أكتوبر 2014 وغيرها من التفجيرات لكمائن الجيش والشرطة بسيناء كما أعلن كذلك عن مسئوليته عن استهداف قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء بالشيخ زويد الأربعاء الماضي . 
ومن هنا جاء تحذير الميجور جنرال احتياط جيؤرا إيلاند رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى سابقا من أن هناك مخاوف جدية من إمكانية سيطرة تنظيم داعش على قطاع "غزة " ... مخاوف جيؤرا من سيطرة تنظيم داعش على قطاع غزة ليست أوهاما ولكنها جاءت بعد تكفير داعش لحماس حيث قال احد قيادات داعش أن حماس لا تطبق شرع الله ومن الجدير بالذكر أن المحكمة المصرية قد الغت الحكم الذي اعتبر حركة حماس إرهابية مؤخرا .
وفي سياق متصل حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من أن خطر الميليشيات المسلحة يقرع أبواب إسرائيل ، فى إشارة إلى ما جرى فى سيناء مؤخرا بين الجيش المصري والميليشيات المسلحة في سيناء . كما أعرب الميجور جنرال احتياط عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية عن مخاوفه من سلسلة الاعتداءات الإرهابية فى شمال سيناء ، وقال أنها تدعو للقلق على المستوى الإقليمي.
وإذا حللنا معا السطور السابقة فسيتضح لنا أن ما تريده داعش من وراء أحداث سيناء وتكفيرها لحماس هو جعل سيناء وقطاع غزة ساحة للقتال والمعارك لأمد طويل يستنزف مواردنا البشرية والمادية العسكرية والاقتصادية ويعرض الأمن القومي المصري للخطر من خلال تحويل سيناء وقطاع غزة لبؤر إرهابية تهدد أمن المنطقة الإقليمي .
تاريخيا خضع قطاع غزة بين 1948 و1956 للحكم العسكري المصري، ثم احتلها الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزءا من العمليات العسكرية المتعلقة بالعدوان الثلاثي على السويس جراء قرار عبد الناصر تأميم القناة. في مارس 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي فجددت مصر الحكم العسكري على القطاع. في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء وشكل القطاع مع الضفة الغربية الجزء الفلسطيني من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في تلك الحرب. في 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ، ولكن قطاع غزة بقي تحت الحكم العسكري الإسرائيلي إذ فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه.ودخلت إلى بعض مناطقه السلطة الوطنية الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية أوسلو في العام 1993، وفي فبراير 2005، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين والقواعد العسكرية من القطاع بفضل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس ، وتم الانتهاء من العملية في 12 سبتمبر 2005 بإعلانها إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي في القطاع. والسؤال الذي يفرض نفسه هل ستظل حماس مسيطرة على القطاع ام ستفرض داعش سيطرتها على غزة كما تتوقع إسرائيل ؟ وهل ستطلب إسرائيل من مصر إعادة فرض سيطرتها على قطاع غزة ام لا ؟ وهل ستوافق مصر وتعاود فرض سيطرتها على قطاع غزة كما كانت الأوضاع قبل عام 1967 ام ستفضل ترك القطاع لتفرض إسرائيل سيطرته عليه ؟ والسؤال الأهم متي ستنتهي الحرب علي الإرهاب في سيناء ؟
عن الاهرام

اخر الأخبار