مصر تصعد الى دورها الحاسم

تابعنا على:   19:23 2015-07-05

يحيى رباح

من يدقق في سلوك الجماعات الإرهابية التي تستهدف الشقيقة مصر، سواء كانوا التيار الأساسي للإرهاب وهم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي أو بقية المرادفات الأخرى مثل أنصار بيت المقدس بعنوانها الجديد "إمارة سيناء المبايعة لداعش أو من هم في صفهم من المجموعات الأخرى في المنطقة، فسوف يلحظ على الفور أن هذه الجماعات الإرهابية تشعر بالهزيمة واليأس وأن الخناق يضيق عليها وأن الأفق أمامها مسدود لأنها في الأساس ارتكبت الخطيئة الكبرى حين انسلخت من نسيج شعوبها وأمتها، وسلمت نفسها للقوى المعادية، ورمت نفسها برخص مبالغ فيه لتكون أداة تدمير دون بارقة أمل في مشروع أخر.

حركات الإرهاب قديم جدا في التاريخ العربي الإسلامي، وكانت تنشط تحت لوائها ما كان يعرف بالحركات الشعوبية، سواء العرقيات التي اصبحت جزءا من الدولة الإسلامية أو الطوائف القديمة التي تسترت بالإسلام لتنحر فيه من الداخل بوسائل عديدة، ولكننا لن نرى بؤر الإرهاب هذه تنتصر على امتداد أكثر من الف واربعة مائة سنة، وكانت دائما تواجه مصيرها اليائس لأنه دائما كانت أدوات تخريب وليست أدوات بناء.

الموجة العاتية الحالية من الإرهاب الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسيأخذت زخما قويا لسنة لخامسة على التوالي لانها أداة رئيسية من أدوات التقسيم الذي تبنته القوى الدولية ولكنها لم تتفق على مآلاته حتى الآن، ولذلك نرى جماعات الإرهاب بدون استثناء يتذبذبحالها صعودا وهبوطا تبعا للتقييم الذي تجريه القوى الدولية لحساباتها الإستراتيجية، وفي هذه الحسابات سقط الإخوان المسلمون سقوطا مدويا لانه ثبت انهم رغم ادعاء القوة ليسوا سوى قشرة خارجية هشة تنفي نفسها بالتدريج خارج مصير المنطقة، وكانت العقدة الصلبة التي واجهتهم هي مصر بشعبها الكبير شديد الإيمان، وجيشها القوي الذي تصدى في الألف سنة الأخيرة لكل موجات الخطر الكبرى التي تعرضت لها المنطقة ابتداء من الخوارج الى التتار والمغول الى المدد الإستعماري في الحروب الصليبية الى الغزوة الصهيونية القائمة حاليا.

الشعب المصري يؤمن باقداره الكبيرة، والجيش المصري يعرف ادواره الكبيرة،والزيارة الميدانية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للجيش وهو يرتدي زيه العسكري، هي رسالة حاسمة فهمها الجميع بأن الهزيمة النهائية الشاملة هي مصير الإرهاب، ولا حديث أخر، ولا مصالحات وهمية تافهة، ولا مجال لإزدواجية الكلام، ولا صفقات مع الإرهاب، ولا تعاطي مع المعايير المزدوجة التي يستخدمها بعض اللاعبين، وهذا الموقف المصري أصبح مفهوما، لانه حتى القوى الدولية التي راهنت على توزيع جديد للأدوار، اتضح لها أن المسئولية التي تتحملها مصر عن امن المنطقة كلها والعالم لا يستطيع ان يؤديها أحد اخر،وعندما ذهب عبد الفتاح السيسي الى شمال سيناء فإنه أشار بحضوره هناك أن سيناء لن تكون مقبرة للقضية الفلسطينية، ولن تكون بديلا عن الدولة الفلسطينية في أرض فلسطين ، ومن لا يستطيع أن يفهم فعليه أن يتحمل النتائج بلا هوادة .

[email protected]

اخر الأخبار