ما هو الرهان الروسي في الملف السوري؟

تابعنا على:   13:06 2015-07-02

حسان الحسن

تؤكد مصادر ميدانية سورية أن الجبهتين الأشد خطورة على امتداد الجغرافيا في الوقت الراهن، هما جبهتا الحسكة في الشمال، ودرعا في الجنوب، إضافة إلى ريف دمشق، الذي يشهد اشتباكات بين "الجبهة الإسلامية" و"داعش"، خصوصاً في الغوطة الشرقية، وتحديداً في منطقتي سقبا وعربين.

وفي تفاصيل سير المعارك، تشير المصادر إلى أن المجموعات التكفيرية القادمة من الأردن، وبدعم من سلطاتها، حاولت التقدم نحو درعا، غير أنها لاقت مقاومة عنيفة من الجيش والقوات الرديفة، أجبرتها على التراجع، بعد تكبيدها خسائر كبيرة بالأرواح، وصلت إلى عشرات القتلى، ما دفع هذه المجموعات إلى تبادل الاتهامات فيما بينها بالتقصير والخيانة.

وتلفت المصادر إلى أن المسلحين التكفيريين كانوا يسعون إلى السيطرة على الطريق الدولي الذي يربط دمشق بالأردن، لقطعها، وذلك في محاولة للتضييق على العاصمة، غير أنهم باؤوا بالفشل.

من الجنوب إلى الشمال، تعمل القوات السورية ووحدات حماية الشعب الكردي على تعزيز مواقعها في الحسكة، وتعتبر المصادر أن التحالف الغربي يسعى دائماً إلى إطالة الازمة، وتبرير تدخله في الشأن الداخلي السوري، لاسيما إدعاء "إسرائيل" باستعدادها لحماية الدروز والأردن لحماية عشائر العرب.

وفي الشرق، تعزز القوات السورية مواقعها في دير الزور، تحسُّباً لأي هجوم مفاجىء يقدم عليه الإرهابيون من العراق أو تركيا، بحسب المصادر الميدانية.

وعن استعداد موسكو للمساعدة على إنجاز تحولات سياسية في سورية، كما جاء على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن هذه المبادرة في حال ذهبت إلى حيّز التنفيذ، فتُعدّ نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الروسية في جمع السلطة والمعارضة، وتقديم الصورة السياسية التي يمكن المتابعة فيها، فيما كانت لقاءات جنيف أقرب إلى "جلسات محاسبة".

وترى المصادر أن ما تقوم به هذه الدبلوماسية هو تثبيت أمر واقع للحكومة السورية، ووضعها في سياق مسار سياسي مع الأطراف الأخرى، ما يؤدي إلى تشكيل واقع مختلف يُنهي موضوع الصراع على "النظام السياسي"، ويدخل في عملية "فض الاشتباك" بين دمشق والمجتمع الدولي، مشيرة إلى أن أي تفاهم يمكن أن تتوصل إليه المعارضة مع الحكومة السورية سينتقل إلى المحافل الدولية وفق مشروع روسي بالدرجة الأولى، لإنهاء الأزمة السورية، فموسكو تريد بناء حالة سياسية يمكن الاستناد إليها لتقديم "أجندة" تُنهي مسألتين أساسيتين: مشروعية النظام السياسي، وحالة الحصار على الدولة السورية التي يمكن اعتبارها شرطاً أساسياً لمشروع مشترك من أجل محاربة الإرهاب.

أما بالنسبة إلى ما أعلنه الوزير المعلم حول طلب بوتين من سورية إقامة تحالف مع الدول الإقليمية لمكافحة الإرهاب فيبدو رد على الشائعات التي تحدثت عن تخلٍّ روسي عن النظام السوري، بعد اللقاءات التي عقدها بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وتعتبر المصادر أن مراهنة روسيا تظهر على ما يبدو في محاولة إنجاز شراكة بين المعارضة والسلطة، ووضع الطرفين أمام برنامج سياسي، ثم دعم الدولة السورية في مواجهة الإرهاب، ما سيعزز من طبيعة الدور المستقبلي لها في ضمان الأمن الإقليمي.

عن الثبات اللبنانية

اخر الأخبار