ما يجري في بلدنا اشبه بحرب اهلية صامتة: السياسيون يشهرون سيوف التصفية في وجوه السياسيين، والصحافيون في وجوه الصحافيين، والمثقفون والمحامون والقضاة وسائقو التكسيات يفعلون الشيء ذاته...تصفيات من كل نوع...

احد الفصائل سيطر على قطاع غزة ويفرض على الناس والشركات ضرائب من اجل ان يمول رواتب اعضاءه الذين منحهم الوظائف العامة، والفصيل المنافس سيطر على ما تبقى من السلطة في الضفة ومد سيطرته على القضاء والتشريع، ويخصص الوظيفة العمومية، وما فيها من امتيازات وترقيات، لاعضاءه والمريديين..

الاقتصاد يتراجع، والبطالة، خاصة في غزة، هي الاعلى في العالم، والناس غير راضية عن اي شيء.. وكل يوم يزداد تذمر الناس ضد كي شيء، ضد السلطات والفصائل والجماعات المسلحة منها وغير المسلحة، وضد القضاء وضد التشريع وضد بعضها البعض. مصادر الرزق محدوده وعيون الكل على الكل. لا انتخابات ولا رقابة ولا تجديد ولا تغيير، اسيادكم في الجاهلية اسيادكم في الاسلام....الناس تتكتل في كتل وجماعات ضد كتل وجماعات أخرى، لا جامع بين هذه وتلك سوى المصالح، اما المواطن فيحاول تدبير شؤونه بمفرده. البلد كلها ضد البلد كلها، الناس تتصرف كانها فيما يشبه حرب اهلية صامتة لا نعرف متى ستنفجر في وجوهنا....فهل من منقذ؟؟؟