صحيفة مصرية: خلافات حول قيادة "القوة العربية" و"طلب التدخل"

تابعنا على:   16:07 2015-05-25

مؤتمر رؤساء أركان الجيوش العربية فى جامعة الدول العربية

أمد/ القاهرة: اتفق رؤساء أركان الجيوش العربية، الأحد، على تشكيل القوة العربية المشتركة تمهيداً لإقرار البروتوكول الخاص بهذا الشأن، وذلك توطئةً لرفعه لترويكا رئاسة القمة العربية، وعرضه لاحقاً على مجلس الدفاع العربى المشترك.

و ذكرت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية لـ«المصرى اليوم»، أن الاجتماع ناقش بعض الأمور المهمة تمهيدا لوضع التصور النهائى لهذه القوة المشتركة، منها ما إذا كانت هذه القوة ستكون قوة ثابتة ومتجمعة بشكل دائم فى إحدى الدول العربية، استعدادا للتدخل فى أى لحظة، أو أن هذه القوات ستظل فى بلدانها بحيث يتم تجميعها عند الحاجة إليها.

وأفادت المصادر، أن هناك بعض النقاط الخلافية التى يحاول القادة تلافيها، خاصة بكيفية التدخل فى الدول العربية، حيث ينص قرار قمة شرم الشيخ الخاص بتشكيل القوة على تدخلها بعد الطلب من الدول المعنية، الأمر الذى يضع تساؤلا حول كيفية التدخل فى بعض الدول العربية التى لا يوجد بها نظام سياسى معترف به مثل النظام السورى، وما إذا كان التدخل سيحدث بناء على طلب من النظام أم من فصائل المعارضة، وحجم هذا التدخل.

وأشارت المصادر إلى أنه بالرغم من أن الأمين العام للجامعة سيكون له الحق فى بعض الحالات فى أن يطلب التدخل فى دول عربية تتعرض لأخطار، إلا أن بعض الدول العربية تعترض على ذلك، خاصة فى ظل وجود تباين فى وجهات نظر بين الدول العربية تجاه بعض الأزمات فى الدول العربية، مشيرة إلى أن بعض الدول ترى ضرورة ألا يتم استخدام هذه القوة للتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأوضحت المصادر أن هناك خلافًا آخر بشأن قيادة القوة، حيث ترى مصر والعراق وبعض الدول العربية أن تكون هناك قيادة عامة مشتركة وثابتة لا تتغير مع تغير العمليات، فيما ترى بعض دول الخليج ضرورة أن تكون القيادة متغيرة حسب كل عملية، مشيرة إلى أنه فى حالة إقرار قيادة عامة مشتركة ستتولى مسؤوليتها الدول التى تشارك بقوات أكثر، وقد تكون مقرا لهذه القوات.

وقالت المصادر إن مصر تقدمت ببروتوكول عام يضع تصورًا لآليات وكيفية تشكيل هذه القوة، مشيرة إلى أنه بعد الانتهاء من وضع التعديلات النهائية بشأنه سيتم التوقيع عليه من الدول العربية التى ستوافق على المشاركة فى القوة.

وأوضح مصدر عراقى أن مغادرة رئيس أركان العراق، الفريق أول بابكر زيبارى، للقاهرة قبل ختام الاجتماع لا تعنى أنه انسحب من الاجتماع، وإنما جاءت بسبب الأوضاع التى يمر بها العراق حاليا ووجود عمليات عسكرية تجرى هناك، مشيرة إلى أن مشاركته فى الاجتماع فى ظل هذه الظروف تؤكد حرص العراق على نجاح فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية.

وبشأن ما تردد عن تحفظ العراق على بعض بنود بروتوكول تشكيل القوة، قال المصدر إن العراق «يرى ضرورة أن تكون آليات تشكيل هذه القوة ودواعى التدخل فى الدول العربية واضحة للجميع، ولكننا لسنا متحفظين على تشكيل القوة، ونأمل أن ينتهى الاجتماع إلى تحديد آليات واضحة».

وأوضحت المصادر أن هناك مسائل أخرى يحاول الاجتماع حسمها، مثل: شكل التدخل، وهل ستكتفى هذه القوات بالفصل بين القوات المتناحرة على غرار قوات حفظ السلام الدولية، أم أنها ستتدخل لصالح طرف معين، وهل سيكون التدخل من خلال ضربات جوية وحصار جوى وبحرى، أم ستكون هناك إمكانية للتدخل البرى. وأشارت المصادر إلى أن رؤساء الأركان يبحثون أيضا حجم القوة المشتركة، وحجم القوات التى ستشارك بها كل دول عربية وكيفية تمويل هذه القوات، وحجم التسليح، ومقر قيادة هذه القوات إذا ما تم الاتفاق على أن تكون قوات ثابتة.

اخر الأخبار