الأسير البطل خضر عدنان يخوض معركة الأمعاء الخاوية

تابعنا على:   04:37 2015-05-24

د.جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

لأننا نعشق فلسطين وترابها؛ ونعشق الوحدة الوطنية، ونُحِب أسرانا البواسل وهم فوق رؤوسنا وفي قلوبنا، الذين كان يتغنى بهم القائد الشهيد الخالد فينا أبو عمار قائلاً عنهُم:" إن خيرة أبناء شعبي في سجون الاحتلال"، هؤلاء الأسري الأبطال يُسطرون أروع معاني البطولة والصمود ضد هذا المحتل المُجرم، والذي يُمارس أبشع أصناف القمع والتحقيق والعزل والشبح والقتل للأسري المجاهدين والمناضلين، ويضرب بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية وأبسط حقوق الإنسان في التعامل مع الأسري الفلسطينيين خيرُ أجناد الأرض، وما يلبث هذا العدو المجرم إلا أن يتنكر لكل الاتفاقات التي وقعها مسبقًا؛ وصدق الله العظيم القائل في اليهود: (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)      قال الحسن البصري في تفسير الآية بل أكثرهم لا يؤمنون: "نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه، يعاهدون اليوم وينقضون غداً"، ويرتكب الحماقات والعنصرية ضد أبناء شعبنا. وها هو الأسير البطل خضر عدنان محمد موسى والذي اعتقل مرات عديدة وكان منها  اعتقاله يوم 17 ديسمبر 2011 في سجن بمركز تحقيق سجن الجلمة. وكانت تلك المرة الثامنة على التوالي التي يتعرض فيها للاعتقال، حيث قضى فترات اعتقاله ما بين الاعتقال الإداري والحكم. وفي عام 2005 خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 12 يوماً نتيجة وضعه في عزل سجن كفار يونا ولم يوقف إضرابه إلا بعد أن رضخت إدارة السجن لمطلبه المتمثل بنقله إلى أقسام الأسرى العادية. وقررت وقتها المحكمة العليا الإسرائيلية إطلاق سراحه؛ و خاض العديد من الاضرابات في سجون الاحتلال الفاشي وفي أبريل 2012 خاض إضرابًا عن الطعام لمدة اكثر من شهرين فتدهورت حالته الصحية  ونقل إلى المستشفى، وأنهى عدنان إضرابه عن الطعام بعد موافقة الاحتلال على إطلاق سراحهِ. وفي عام 2015م وقبل شهرين تقريبًا عادت دولة الكيان الغاصب المُحتل اعتقال الشيخ خضر عدنان إداريًا وبصورة تعسفية وبدون تهُمة، فأعلن الشيخ إضرابهُ المفتوح عن الطعام؛ والذي استمر لليوم العشرين على التوالي، ولا يزال صامدًا ومُستمرًا في اضرابه عن الطعام ضد اعتقاله الاداري التعسفي حتى يتم الاستجابة لمطالبه بوقف سياسة الاعتقال الإداري بحقه وإطلاق سراحهِ. ويرفض أن يتناول اي شكل من المدعمات الغذائية والطبية، ولم يحصل على الملح ولا يتناول سوى الماء، ويقبع الأسير عدنان في زنزانة انفرادية لوحده ومعنوياته عالية، ويرفض بشدة الخروج الى محاكم الاعتقال الاداري وانه ابلغ إدارة السجن بذلك كون هذه المحاكم صورية وشكلية وأنه لا يريد أن يعطى أية شرعية لمحاكم الإداري، وأفاد لمحامية الخطيب، بأن إدارة السجن هددته بالخروج إلى المحكمة بالقوة، مؤكدا أنه يرفض أن يمثله اي محامي غيابيا في تلك المحاكم. وقال إن طبيب الصليب الاحمر الدولي قام بزيارته مرتين خلال الإضراب، وقد تدهورت حالته الصحية؛ ولا يزال أكثر من خمسمائة أسير معتقل إداريًا من بينهم 9 نواب منتخبين في المجلس التشريعي حسب قانون الاعتقال الإداري الذي أقره كيان الاحتلال المُجرم الغاصب؛ وفي مُعتقلات العدو خطورة شديدة على الوضع الصحي للمئات من الأسرى المرضى؛ حيث أن حالة القلق والخوف ينتاب الجميع بسبب ما يتعرض له الأسرى المرضى من إهمال واستهتار بسبب تزايد إصابة الأسرى بأمراض مُزمنة وأمراض خطيرة كالسرطان، وهؤلاء الأسري البطال ينظرون لنا بعين الألم والأمل من أجل الوقوف الشعبي معهم وتفعيل قضيتهم في كل مكان.

                                  الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد ابو نحل

أمين سر الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب

اخر الأخبار