وللجاهلية مدار(شفيق التلولي')

تابعنا على:   00:03 2015-05-23

 هنا نصطلي لظى الضباب

نصافح البحر بيد من حديد

علنا نصحو على صلاة شمس

تعلن قيامة النهار

بين هنا وهناك

نتقلب على جمر النار

ترمينا الأقدار

تتلقفنا كل اﻷطوار

ما بين الفصول الأربعة

ومن مدار إلى مدار

تحرقنا الجاهلية

ويلفحنا النوى واﻷمطار

ويضرب بنا اﻹعصار تلو اﻹعصار

 

وإن غوّر الماء في البئر

فهاك للذئاب من دمنا حبرا

ﻻ لن يغيض مداد القلب نبضا

ما دام القلم يناطح الكف الطرشاء

وبالنبض يهتف وبالحبر السري يكتب

يرتل آيات الخلاص بقميص العزيز

يبرئ الأكمه ويعتق أكتاف العبيد

من جر العربات وحجب أبواب الحديد

 

بحبر النبوة يشعل النار بآلهة التمر

اللآتِ والعُزّى ومَناة وهُبل

تبت يدا من تب الوطن وتب

من جاع فأكل آلهة التمر

في سفر الجاهلية

وهذيان أبي جهل وأبي لهب

ومن نخر في بابنا سوس الزمن

فتبخر من دﻻئنا التمر هندي

وعرق السوس والخروب وماء الورد

 

حسبنا أن تلتئم ألوان الطيف

في أيقونة قديسة حول الشجرة تدور

تهز بجذعها فتتساقط التمور

أو في عيد قوس قزح

فانتهى العيد بلا زهر

وبلا وليد في المخاض

وكليم في المهد

لم تبللنا حبيبات الندى

في موسم جنون المطر

ولن تعيد الشمس للذهب البريق

في المياه الزئبقية

وظل قوس قزح بعيد المدى

عن زنوبيا التدمرية

 

دارت اﻷرض دورتها

أجهشت السماء بالمطر

ما اغتسلت من أسنتها

أعيا عيونها الرمد

غرق فيها الرماد الكحلي

حتى صار كالحجر

يحاكي دموعها والبشر

أﻻ تراجما لصمت مختصر

إﻻ الرصاص والقلم والحبر

وروح على حد تحتضر

يا ويلنا من حمأة التاريخ

في فوهة البركان

وجنون الجغرافيا المتعرجة

في عين العاصفة

 

ما عاد في الصدر متسع

غمرت مياه الهم الضلوع

وفاض الدمع من هول

ما أعملت الندوب

فرفقا بجدار القلب كي ﻻ يذوب

 

يا خالد قم من مرقدك

ها قد اقترب آخر خميس للقيامة

يا ابن الوليد سر بين الرماح

يتكسرن في صدر الرياح

بسيفك المسلول أعلن القيامة

ﻻ نامت أعين الجبناء

 

أو أدركنا يا عنترة

من قبضة أشعث طغى وتكبر

قبضة اشتدت

وسيوف العُرب قد ارتدت

جيادهم سبلت وسيوفهم صدئت وما احتدت

إفدنا يا عنترة بألف ناقة حمراء

كما فديت عبلة الحسناء

فبني عبس كانوا يوما عربانا شجعان

حتى خصاهم الملك النعمان

أما أنت يا عنترة فكنت للشجاعة عنوان

عد يا ابن شداد عد

أغثنا بلبان الأدهم من جزيرة الشيطان

اخر الأخبار