نحو سقف أعلى

تابعنا على:   23:49 2015-05-21

عبد الوهاب أبو هاشم

توطئة.. مكابر فقط من ينكر أن سقف مطالبنا يتراجع باستمرار مع الزمن فما كان متاحا قبل سنوات لم يعد متاحا اليوم، والمتاح اليوم لن يكون غدا ما بقينا هكذا مشرذمين نتبادل الكراهية والاتهامات وسوء النوايا.. لقد استبدلنا بعداوة المحتل عداوة فتح لحماس وحماس لفتح وكراهية باقي الأطياف للفصيلين معا..

الإنسان الفلسطيني عامة وفي غزة خاصة تشغله الآن الهموم الحياتية بالكامل مضافا إليها رؤية ضبابية قاتمة وليس ثمة شيء آخر.. نعم تراجع الأمل بالمصالحة الوطنية وانضم إلى حلم العودة ... هل أبدو متطيرا؟!.. لا أظن.

لقد وُضعت حماس أو وضعت نفسها في موقف لا يمكنها التراجع عنه والإنصاف يقتضي أن أقول أنها دخلت معترك السياسة بنوايا طيبة وعزم على الإصلاح والتغيير وكنا بالفعل نحتاجهما بقوة.. ولكن العارف لا يعرَّف.. حوربت من الداخل بالسلبية فأعملت آلتها العسكرية واجتثت وجود فتح العسكري في غزة وسال الدم الفلسطيني غزيرا مؤلما.. انتظرنا منها أن تكتفي بهذا النصر وتعيد الأمور كما كانت إلا من سلبيات الأمن الوقائي لكن تعقيدات كثيرة من رام الله ومصالح شخصية فئوية من غزة حالت دون صلح مبكر كان متاحا بالفعل في البداية..

كان من المتوقع عند الكثيرين أن تتدخل إسرائيل وتمنع استفراد حماس بغزة.. لكنها أعجبت بالوضع القائم الذي حررها من باقي التزامات أوسلو فصارت غزة أريحا أولا وأخيرا.. وفي نفس الوقت فتح لها الوضع أسبابا وذرائع لضرب غزة كلما عنّ لها ذلك بمباركة أمريكية أوروبية.. فالحكم في غزة إرهابي من وجهة نظرهم!.

انتهزت حماس فرصة استفرادها بغزة فدعمت من قوتها العسكرية وساعدها حكم الإخوان في مصر بتسهيل المعبر واستخدام الأنفاق ودارت حروب ثلاثة أثبتت بها أنها قوة لا يستهان بها.. لكن شعب غزة بالمقابل دفع الثمن غاليا من دمه وماله واستقراره.

.. الآن لم تعد المصالحة ممكنة فحماس تملك القوة على الأرض وتخشى الاستسلام للمجهول الذي قد يستأصل المقاومة ويودي بكوادرها إلى السجون.. ورام الله المحتلة عسكريا تخشي غضب أمريكا وأوروبا وإسرائيل وتخشى الجوع وضياع كافة أسهمها التفاوضية. ومصر الآن لا تتقبل وجود حماس على المعبر الوحيد..

والحل؟!.. في قادم

عبد الوهاب أبو هاشم

اخر الأخبار