الشاعر السوداني محمد الفيتوري يرحل بعد 85 عاما من العطاء والإبداع

تابعنا على:   09:00 2015-04-25

أمد/ الرباط: توفي الشاعر السوداني، محمد الفيتوري بأحد مستشفيات الرباط (شمال)، يوم الجمعة، عن سن يناهز الخامسة والثمانين.

وينتظر دفن جثمانه بعد ظهر اليوم السبت في مقبرة الشهداء بالعاصمة المغربية.

ويعتبر الفيتوري من رواد الشعر الحديث، ويلقب بشاعر أفريقيا والعروبة، وأنشد للقارة السمراء ونضالها ضد المستعمر، وألف دواوين كثيرة فيها، منها أغاني أفريقيا 1955، وعاشق من أفريقيا 1964 واذكريني يا أفريقيا 1956.

كما واكب الراحل ثورات التحرر من الاستعمار في أفريقيا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وأسهم في كتابة المسرح الشعري العربي.

ويعد الفيتوري أحد كبار شعراء التفعيلة في العصر الحديث ونزع إلى الصوفية في كتاباته، وقد نال كثيرا من الأوسمة والجوائز في عدة أقطار عربية كالسودان والعراق ومصر وليبيا والمغرب.

وقد واجهت الفيتوري في مسيرته كثير من المصاعب لأسباب سياسية، فقد اختلف مع نظام الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري في فترة السبعينيات وهاجر إلى ليبيا وحصل على جنسيتها وأصبح ممثلا ثقافيا لليبيا في عدة بلدان.

لكن تواصل الفيتوري مع السودان لم ينقطع، وعاد عقب الإطاحة بالنميري في ثورة شعبية عام 1985، وغنى له الفنان الراحل محمد وردي أغنية (عرس السودان) التي مجد فيها انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام نميري.

وفي السنوات الأخيرة طالب كثير من الأصوات الثقافية برجوع جنسيته وجوازه السوداني بعدما سحبهما النميري، وتحقق ذلك أخيرا.

وكان الفيتوري وصديقاه الراحلان الدكتور جيلي عبد الرحمن والبروفيسور الرحل تاج السر الحسن قد أحدثوا زلزالا شعريا في فترة الخمسينيات أثر على كثير من الشعراء العرب.

وللفيتوري مدرسته الخاصة في كتابة القصيدة، وإضافة إلى تغنيه بأفريقيا كان له صوت واضح من أجل قضايا الأمة العربية.

وحصل الشاعر الملقب بشاعر أفريقيا والعروبة على الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب بالسودان.

وعمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية والسودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و1970، ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا، كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب. 

وكانت الحكومة السودانية قد أسقطت عنه الجنسية في عام 1974 لمعارضته للنظام آنذاك، ليستقر بليبيا حتى سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، ثم بالمغرب مع زوجته المغربية،  وقبل وفاته بسنة منحته الحكومة السودانية جواز سفر دبلوماسي.

اخر الأخبار