قلق الامين العام للأمم المتحدة

تابعنا على:   21:48 2015-03-04

محمد جهاد حمدان

تعتبر مهنة بيع الهوى من أقدم إن لم تكن أقدم مهنة في التاريخ، اختلف البعض حول منعها أو السّماح بها، أو هل هي حلال أم حرام، وفي شرائع حمورابي هناك خمس مواد تتحدث عن الدعارة (المواد 178-182) وبعضها يتحدث عن الجنس المقدس حيث كانت هناك نساء يوقفن جسدهن للمعابد، وفي قبرص في القرن الخامس قبل الميلاد كان يجب على المرأة أن تقدم نفسها على الأقل مرة واحدة لأجنبي قرب المعبد قبل أن يُسمح لها بالزواج، وقيل أن الإمبراطور البيزنطي جوستنيان (عام 534 للميلاد) تسامح مع الدعارة لأن زوجته نفسها كانت بائعة هوى، وخصص قانون ينظم الدعارة، وقبل الإسلام كان يطلق عليهن "ذوات الرايات"، و في القرن الثالث عشر للميلاد دافع القديس توماس الإكويني عن الدعارة محاججاً أنها شر لا بد منه لمنع الاغتصاب، وقد كانت البغي شخصية مقبولة وإن كانت محتقرة في المجتمع اليهودي، ففي سفر التكوين (83/41 91) جاء أن يهودا عاشر عاهرة نظير أجر، ويذكر سفر يشوع قصة العاهرة راحاب التي ساعدت العبرانيين على دخول أريحا (يشوع 2/1 حتى نهاية السفر)، وترد في سفر الملوك الأول (3/21 72)، وتوجد في سفر القضاة (61/1) إشارة إلى زيارة شمشون لعاهرة في غزة، بل ويمكن أن نفهم من السياق في العهد القديم أن إبراهيم قد استفاد ماليا من العلاقة الجنسية لزوجته بفرعون مصر، و إستير (البطلة اليهودية التي يقرأ السفر المسمى باسمها في عيد النصيب) هي الأخرى عاهرة، وكل الإشارات والقصص تفترض أن مهنة البغاء مهنة طبيعية، وقد ورد في العهد القديم فقرات لا تحرم البغاء في حد ذاته، وإنما تحرم على العبرانيين أن يدعوا بناتهم يعملن بهذه المهنة "لا تدنس ابنتك بتعريضها للزنى لئلا تزني الأرض وتمتلئ الأرض رذيلة" (لاويين 91/92)، وهناك فقرات تحرم على الكهنة الزواج من عاهرات "امرأة زانية أو مدنسة لا يأخذ ولا يأخذوا امرأة مطلقة من زوجها" (لاويين 12/7)، وهي تحريمات غير عامة أو مطلقة وإنما مقصورة على أفراد معينين وتحت ظروف معينة، ولذا فإننا نجد إشارات عديدة في العهد القديم إلى عاهرات يقمن بوظيفتهن بشكل شبه عادي.

وفي العصر الحديث، عمل عدد كبير من اليهود في تجارة الرقيق الأبيض قوادين وعاهرات، وقد أصبح القفطان (زي اليهود) رمز تجارة الرقيق الأبيض، كما أصبحت اليديشية لغة هذه التجارة، وقد بلغ تجار الرقيق الأبيض اليهود درجة من القوة مكنتهم من التحكم في المسرح اليديشي، وفي جوانب أخرى كثيرة، وبالإِحصاء فأن 80 % من أصحاب الملاهي وبيوت الدعارة ودور نشر المجلات والمطبوعات الجنسية هم يهود، لقد جاء في البرتوكول التاسع ما يلي: (ليس من بأس بأن نضحي بالفتيات في سبيل الوطن القومي، وأن تكون هذه التضحية قاسية ومستنكرة، لأنها في الوقت نفسه كفيلة بأن توصل إلى أحسن النتائج، وماذا عسى أن نفعل مع شعب يؤثر البنات ويتهافت عليهن وينقاد لهن).

فالهدف هو نشر الفوضى والإباحية، حيث يجب ان يساس الناس كما تساس الاغنام وان يكون التعامل مع غير اليهود كقطع شطرنج في ايدي اليهود يسهل استعبادهم بالمال والنساء.

ومن هنا يأتي السبب الدائم للأمين العام للأمم المتحدة، فمهنة الدعارة أنجبت بعض أشهر القوادين على مر التاريخ، وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعضهم، فكريستين كيلر، إحدى أشهر مومسات بريطانيا في الستينات، لأنها قضت على المستقبل السياسي لوزير الحرب البريطاني، ومدام كلود، وكان من زوارها أشهر زعماء العالم مثل الرئيس جون كينيدى، والمخابرات الأمريكية إستعانات بفتيات كلود في مفاوضات اتفاقيات باريس للسلام عام 1973 والتي كانت تسعى لإنهاء الحرب الأمريكية على فيتنام.

وسالي ستانفورد، التي كانت تدير ماخور في مدينة سان فرانسيسكو، كانت تشمل قائمة زوارها، سياسيين واقتصاديين، وموظفين حكوميين كبار، وضباط، وسفراء، وحتى حكام وملوك، فخدمات ماخور السيدة ستانفورد لم تقتصر على أمريكا، بل تعدت ذلك إلى الشؤون الدولية في عام 1945 شهدت مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية أجتمع ممثلون عن خمسين دولة وبدأت مفاوضات واجتماعات متواصلة قادت إلى نشوء الأمم المتحدة و لكن ما لا نعرفه، هو أن تلك المفاوضات "الصعبة" جرت وقائعها داخل ماخور سالي ستانفورد .

المؤرخ هيرب كاين كتب قائلا : " الأمم المتحدة نشأت في بيت دعارة سالي ستانفورد ، وبحسب هذا المؤرخ فأن هؤلاء الزبائن المهمين عقدوا العديد من اجتماعاتهم في غرفة معيشة الماخور، وهذه الاجتماعات هي التي تمخضت بالنهاية عن ولادة الأمم المتحدة .

أما سالي ستانفورد كتبت في عام 1945 كان مفاوضي الأمم المتحدة بأعداد كبيرة في سان فرانسيسكو، كانت دور الضيافة المجتمعية البارزة في سباق محموم مع بعضها للفوز بأكبر حصة من صلصة التوابل والبهار الأجنبية التي أوحت بها هذه الواردات، كان هناك مرح ، أسمحوا لي أن أقول لكم .

متى ما قام الرقيب داير بغارة على الماخور أثناء مكوثهم معي كنت أدعي الحصانة الدبلوماسية ، كنت أنا الذي أقبض عليه، امسك به كرهينة أو أسير حرب أو شيء من هذا القبيل، الدبلوماسيين الأجانب رفهوا عن أنفسهم بالكثير مما كنا نقدمه، بما في ذلك رياضة الفراش، لا بل أن البعض منهم أمضى وقتا أطول في غمس فتيله بريش فراشنا مما أمضاه في التفكير بمسألة الأمم المتحدة ، حتى أن البعض منهم لم يبارحوا منزلي أبدا طوال فترة المفاوضات، وبما أن هؤلاء الصبية كانوا في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة الخارجية، لذا فقد عملنا بجهد وبأوقات إضافية من أجل إبقاء العلاقات الدولية على أحسن ما يرام.

إذن بدون استغراب، فقد نشأت الأمم المتحدة في بيت دعارة، وهذا ما يجعلنا نفسر كثرة قلق بان كي مون.

ومن اجل احقاق الحق، فأنه أثناء الحرب العالمية الثانية كانت العاهرات يرفضن ممارسة الجنس مع جنود الاحتلال بدافع وحس وطني، وفي بعض الدول الأوربية ( العاهرة - المومس ) تدفع ضرائب حسب عملها اليومي، وتحسب لها نجاحاتها و" تقاعد "، وفق سجلات رسمية بعدد زبائنها.

سلام لكم وعليكم

اخر الأخبار