ابرز ما تناولته الصحافة العبرية 3/3/2015

تابعنا على:   11:38 2015-03-03

فلسطين ستقدم اول دعوى ضد إسرائيل في لاهاي في مطلع نيسان

كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمد شتية، قال بان الفلسطينيين سيقدمون اول دعوى ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، في مطلع الشهر المقبل نيسان، وهو الموعد الرسمي لانضمام السلطة الفلسطينية الى المحكمة الدولية.

يشار الى ان المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية، في لاهاي، امرت قبل شهر، بفحص الوثائق التي قدمتها السلطة الفلسطينية الى المحكمة، كي يتقرر ما اذا كانت تستطيع تقديم شكاوى في المحكمة الدولية.

ضابط اسرائيلي رفيع يدافع عن استخدام الكلاب المفترسة ضد الاطفال الفلسطينيين

كتب موقع "واللا" ان ضابطا رفيعا في الجيش الاسرائيلي دافع عن الجنود الإسرائيليين الذين استخدموا الكلاب لتهديد واعتقال فتى فلسطيني، من منطقة الخليل. وقال ان الشريط الذي تم نشره على شبكة الانترنت لا يظهر اجزاء من الحادث، كتقديم المساعدة الطبية للفتى بعد قيام الكلاب بعضه، ومن ثم اطلاق سراحه بسرعة، ونقله لتلقي العلاج في المستشفى.

وحسب زعم هذا الضابط فقد كان تفعيل الكلاب مسألة حتمية، مشيرا الى وجود بديلين تحددهما اوامر فتح النيران: اطلاق النار بهدف الاصابة، وتفعيل الكلاب. وأضاف: "حسب رأيي فان تفعيل الكلاب في هذه الحالة كان خطوة مدروسة وفاعلة ومثبتة كناجحة وذات فرص ضئيلة بالتسبب باصابة مستديمة.

لكن الضابط تحفظ من سلوك الجنود بعد اعتقال الفتى وقال انه "يجب التمييز بين استخدام الكلب وبين ما حدث بعده. هناك امور غير سوية، نسمع شتائم احد الجنود الذي يشجع العمل. نحن لا نعرف حاليا من هو ذلك الجندي، لكننا نعرف من هي القوة التي نفذت العملية، وسنجد ذلك الجندي ونحاسبه".

وكتبت "يديعوت احرونوت" ان الناشط اليميني المتطرف، عضو الكنيست السابق من حركة كهانا، ميخائيل بن اري، نشر على صفحته في الفيسبوك، امس، الشريط الذي يظهر جنودا من وحدة "عوكيتس" في الجيش الاسرائيلي وهم يهددون طفلا فلسطينيا بواسطة الكلاب الهجومية. وكتب مفاخرا ان الجنود "لقنوا المخرب الفلسطيني درسا".

لكن هذا الشريط الذي سبق ونشره موقع "واينت" قبل شهرين، بعد تصويره من قبل ناشط فلسطيني، أثار ضجة، امس، جعلت رئيس الاركان، غادي ايزنكوت، يأمر الشرطة العسكرية بالتحقيق في الموضوع.

وقد وقع الحادث بالقرب من بلدة بيت أُمر شمال الخليل، في شهر كانون الاول الماضي. ويظهر في الشريط الطفل حمزة ابو هاشم (16 عاما) وهو محاط بالجنود الذين قاموا بملاحقة راشقي الحجارة واطلقوا نحوهم الكلاب للامساك بهم. وعندما امسك احد الكلاب بالفتى حمزة ابو هاشم، احاط به الجنود، لكنهم لم يأمروا الكلب بتركه، بل واصلوا تخويفه واصدار اوامرهم الى الكلب بمواصلة عضه، بينما كان يسمع في الخلفية صوت جندي وهو يشتم الطفل ويقول: "من الجبان؟ من الجبان؟ جميل، جيد جدا"، ومن ثم يحث الكلب على مهاجمته.

وقالت منظمة "بتسيلم" ان الجنود كانوا مزودين بكاميرات تصوير الصقت على خوذهم، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما اذا كان الجيش لم يعرف بسلوكهم الشاذ في حينه، قبل انتشار الشريط.

وقال الناطق العسكري ان رئيس الاركان امر باجراء تحقيق وانهائه حتى يوم الخميس، وفتح تحقيق في الشرطة العسكرية في الموضوع.

جيش الاحتلال يطالب شبان غزة بالحصول على اذن مسبق منه للزواج خارج القطاع!!

كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، عن نهج سادي يتبعه جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشبان الفلسطينيين من ابناء وبنات قطاع غزة الذين يخططون للزواج من شركاء حياتهم خارج القطاع، حيث يطالبهم بالحصول على اذن مسبق منه قبل تحديد موعد الزواج، والا فانه يرفض السماح لهم بالمغادرة كما فعل في قضية شابة ارادت السفر الى تركيا للزواج من خطيبها، حيث لا يعتبر جيش الاحتلال الزواج من المسائل الانسانية الاستثنائية التي تشملها انظمة السماح للفلسطينيين بالخروج من غزة.

ويستدل مما تنشره الصحيفة ان الشابة (أ.ع) تعرفت على خطيبها وهو رجل اعمال فلسطيني يعيش في تركيا، عندما قامت بزيارة أقاربها هناك. وبعد عودتها الى القطاع، تم في تشرين الثاني 2014، عقد قرانهما، بحضور موكل الزوج، وتم تحديد موعد للزواج في كانون الاول. وبما ان معبر رفح مغلق بشكل دائم، فقد قدمت الشابة طلبا لمغادرة القطاع عبر حاجز ايرز ومنه الى جسر اللنبي للسفر عبر الاردن الى تركيا.

وتم تقديم الطلب الى دائرة الارتباط عن طريق اللجنة المدنية الفلسطينية في غزة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله. ولما لم تتلق الشابة ردا على طلبها، فقد توجهت في شباط الى جمعية "وصول – غيشاه" ، لمتابعة الموضوع. ولكن الجمعية تلقت في الخامس من شباط ردا سالبا من دائرة الارتباط، فتوجهت المحامية طاليا رماتي الى قسم الالتماسات في النيابة العامة طالبة تدخله. وقامت النيابة بتحويل الطلب الى النيابة العسكرية، وعندها تلقت رد المستشار القانوني لدائرة الارتباط، والذي يوبخ الشابة لأنها قامت مع خطيبها بإجراء ترتيبات الزواج قبل موافقة اسرائيل على خروجها من القطاع!

وكتب المستشار الذي تتستر الصحيفة على اسمه، الى محامية الشابة، ان "موكلتها وخطيبها ارتكبا خطأ في الاعداد لترتيبات الزواج وحددا موعدا لذلك قبل حصولهما على تصريح من السلطات المخولة" (اسرائيل).

وفي ردها على الالتماس الذي تم تقديمه الى المحكمة العليا، كتبت السلطات العسكرية ان إسرائيل تسمح منذ وصول تنظيم حماس الارهابي الى السلطة في القطاع، بخروج الفلسطينيين في الحالات الانسانية فقط، وان الزواج لا يعتبر حالة انسانية!!

اتهام اسرائيليين بمساعدة حماس على بناء الانفاق والصواريخ

تناولت الصحف الاسرائيلية كافة اليوم القضية التي كشف النقاب عنها امس، بشأن تورط ثلاثة مواطنين يهود في تهريب بضائع غير قانونية الى قطاع غزة، من بينها معادن ساعدت حماس في بناء الانفاق والتدريبات وانتاج وسائل قتالية، حسب ما جاء في لائحة الاتهام التي تم تقديمها ضدهم امس.

وكتبت "هآرتس" ان لائحة الاتهام كشفت انه تم اعتقال الثلاثة قبل نحو شهر، وهم ميخا بيرتس، من سكان بلدة "مبطاحيم" في منطقة غلاف غزة، وتسيون بن حامو، من "عين سريد" في الشارون، ويهورام ألون، من تل ابيب. ويقدر جهاز الشاباك بأن حركة حماس دفعت لهم ملايين الشواقل.

وكان التحقيق في هذا الملف قد بدأ في كانون الثاني 2014، عندما تم ضبط كمية من الحديد مخبأة في شاحنة على معبر كرم ابو سالم. وتم تحذير الثلاثة في حينه من ان حماس تستخدم الحديد لبناء الانفاق، لكنهم واصلوا فعلتهم. ويتهم الثلاثة بإجراء اتصال مع عميل اجنبي، والتآمر لمساعدة العدو في حربه ضد اسرائيل، ومساعدة العدو خلال الحرب، والتآمر لتنفيذ جريمة، والقيام بنشاط ممنوع في مجال الارهاب، وتبييض اموال ومخالفات ضريبية بقيمة ملايين الشواقل.

كما تم في الملف نفسه تقديم لائحة اتهام ضد ناجي زعرب من مدينة خان يونس في قطاع غزة، علما ان اسرائيل قدمت، ايضا، لوائح اتهام في القضية ذاتها ضد خمسة فلسطينيين. وقال قائد الشرطة في لواء الجنوب، يورام هليفي، امس، ان هناك ظاهرة مقلقة وواسعة بشأن قيام اصحاب مصالح اسرائيليين بالمس بأمن دولة اسرائيل بشكل بالغ بسبب الجشع المادي.

مسؤول في حماس: لا نسعى للدخول في مواجهة مع اسرائيل

نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس الذراع العسكرية لحركة حماس، مروان عيسى، قوله امس الاول، ان حماس لا تسعى الى الدخول في مواجهة عنيفة مع اسرائيل، لكنها تعمل من اجل مضاعفة قواتها في المواجهات المستقبلية.

وحسب الصحيفة فقد جاء هذا التصريح النادر من قبل المسؤول في حماس، والذي يعتبر احد المطلوبين لإسرائيل، خلال نقاش جرى في الجامعة الاسلامية في غزة. وقال عيسى ان حماس تواصل انتاج الصواريخ في القطاع وتنسيق العمل مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، كما تجري اتصالات مع جهات مختلفة لشراء اسلحة، وستواصل تفعيل خطة تدريب الشبان "رواد التحرير".

ويأتي تصريح عيسى هذا على خلفية التدريب العسكري الكبير الذي اجراه الجيش الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين في الضفة استعدادا لاحتمال وقوع مواجهة عنيفة في الضفة، ابتداء من نهاية آذار الجاري.

وفي هذا الصدد كتب موقع "واللا" ان الجيش الاسرائيلي، اختتم امس، هذا التدريب الذي تم خلاله التدرب على سيناريوهات متطرفة، كوقف التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية ونشاط لتنظيم الدولة الاسلامية "دعاش" في الاراضي الفلسطينية.

وشارك في هذا التدريب حوالي 15 الف جندي، وشمل التدرب على سيناريو يصور مواجهة مع الفلسطينيين تتطور الى خرق واسع للنظام في عدد كبير من المناطق.

ورفض ضابط رفيع استخدام مصطلح "الانتفاضة الثالثة" وقال "ان هدفنا هو ليس الاستعداد لأحداث لم تقع". وحول التخوف من داعش،، قال الضابط ان الجيش اصطدم ببوادر لهذه الظاهرة في السنة الماضية ويمكن ان تكون قد اتسعت. "فالواقع تغير على الأرض، ونحن نتحدث اليوم عن ظاهرة الدولة الاسلامية وتطبيقها كما شاهدنا في اماكن اخرى في العالم، وعلينا ان نأخذ ذلك في الاعتبار والاستعداد لخرق النظام وعمليات الاختطاف والارهاب على مستوى الافراد والخلايا والقواعد المحلية والواسعة". وحسب رأيه فان الواقع الامني في الضفة الغربية جيد.

الاحتلال يتراجع عن هدم بيت عائلة حجازي في القدس

كتبت "هآرتس" ان اسرائيل ابلغت المحكمة العليا، امس، تراجعها عن هدم بيت عائلة الشاب معتز حجازي من حي ابو طور في القدس، الذي قتله الجيش بعد محاولته اغتيال الناشط اليميني يهودا غليك.

وقالت الدولة في ردها على التماس ضد هدم البيت انها قررت الاكتفاء باغلاق الغرفة التي كان يستخدمها الشاب وعدم هدم المنزل.

واشنطن تحذر نتنياهو من كشف تفاصيل الاتفاق مع ايران

كتبت "هآرتس" انه عشية خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو في الكونغرس الامريكي، قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما، لوكالة رويترز، امس، ان الخطاب "لن يسبب ضررا ثابتا للعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، لكنه يحرف الأنظار عن الأمور التي يجب فعلا التركيز عليها – كيفية منع ايران من الوصول الى سلاح نووي". وقال اوباما انه يفهم قلق نتنياهو بشأن الخطة النووية الايرانية، لكنه اعتبر، كسياسة، "وصول رئيس حكومة أي بلد لإلقاء خطاب في الكونغرس قبل عدة اسابيع من اجراء انتخابات في بلاده، يعتبر خطوة خاطئة، لأنها تظهر وكأننا ننحاز الى طرف معين".

وقال اوباما ان نتنياهو عارض، ايضا، الاتفاق المرحلي مع ايران وحذر من انهيار نظام العقوبات ومن ارباح بقيمة 50 مليون دولار ستحققها ايران، "لكن شيئا من هذا لم يحدث". واضاف: "اذا نجح نتنياهو في الانتخابات فسألتقيه واعمل معه".

الى ذلك حذر البيت الابيض ووزارة الخارجية، نتنياهو من كشف تفاصيل الاتفاق المتبلور مع ايران، امام الكونغرس، خلال خطابه، اليوم. واوضح المتحدثون بلسان البيت الابيض ان عمل ذلك سيعتبر "خيانة للثقة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وجاء التحذير الامريكي على خلفية التصريحات التي ادلى بها مسؤولون في حاشية نتنياهو للصحفيين على متن الرحلة الى واشنطن، حيث قالوا ان اسرائيل تملك معلومات كثيرة حول الاتفاق النووي، توصلت اليها بشكل مستقل. وقال مستشارو نتنياهو انهم يعتقدون بأن اعضاء الكونغرس لا يعرفون كامل تفاصيل الاتفاق وان الخطاب يهدف الى اطلاعهم على ذلك.

وكان وزير الخارجية جون كيري، اول من اطلق تحذيرا كهذا من دون ان يتطرق مباشرة الى خطاب نتنياهو. وقال بعد اجتماعه بنظيره الايراني محمد ظريف في سويسرا: "اننا نشعر بالقلق حول التقارير التي افادت ان هناك نية لكشف جزء من تفاصيل المفاوضات المتواصلة مع ايران، بشكل علني، في الايام القريبة. واريد التوضيح انهم اذا فعلوا ذلك فسيكون من الصعب التوصل الى الهدف الذي تقول اسرائيل ايضا انها شريكة فيه من اجل التوصل الى صفقة جيدة".

وكشفت نائبة الناطقة بلسان الخارجية، ماري هارف، بعد عدة ساعات، بأن الولايات المتحدة حولت الكثير من المواد السرية الى اسرائيل حول المحادثات النووية، وهذا هو ما قصده كيري في تصريحه. وفي المقابل وجه الناطق بلسان البيت الابيض، جوش ارنست، رسالة شديدة اللهجة ومباشرة الى نتنياهو. وقال انه اذا كشف نتنياهو في خطابه معلومات تم تحويلها الى اسرائيل، عن المحادثات مع ايران فان ذلك سيعتبر خيانة للثقة بين البلدين. يشار الى ان واشنطن قلصت خلال الأسابيع الأخيرة  اشراك اسرائيل في المعلومات حول ايران، ومساء امس قالت القناة العاشرة في اسرائيل انه تم وقف التعاون الاستخباري بين البلدين في الموضوع الايراني، بشكل مطلق.

تشرتشل وأحاشفاروش

ومن المقرر ان يلقي نتنياهو خطابه امام الكونغرس، في الساعة السادسة من مساء اليوم (حسب توقيت اسرائيل). وكما يبدو حاليا فانه بالإضافة الى 38 نائبا من ممثلي الديموقراطي في الكونغرس، وستة من مجلس الشيوخ، سبق واعلنوا مقاطعتهم للخطاب، فان هناك ما بين عشرة وعشرين نائبا آخر سيقاطعون الخطاب.

والقى نتنياهو، امس، خطابا امام مؤتمر اللوبي اليهودي (آيباك)  وحاول تخفيض حدة اللهيب مع الادارة الامريكية، حول خطابه في الكونغرس. واكد ان خطابه لا يستهدف عدم احترام الرئيس اوباما او اقحام إسرائيل في النقاش السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، وانما يهدف "للتحذير من صفقة محتملة مع ايران يمكنها ان تهدد بقاء اسرائيل". وقال انه يرغب في الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة كموضوع هام للحزبين الامريكيين، وان اخر ما يريده هو تحويل اسرائيل الى موضوع حزبي. واعتبر ان العلاقات بين البلدين لا تواجه خطرا، وان التقارير حول افول التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست مبكرة فحسب، وانما غير صحيحة".

الى ذك يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان المقاعد التي ستخلو من النواب الذين سيتغيبون عن الخطاب، لن تبقى فارغة اذا سيتم ارسال المساعدين للنواب الحاضرين للجلوس عليها. كما علم امس، انه تم دعوة 11 قاضيا من المحكمة العليا الامريكية لحضور الخطاب لكنهم رفضوا الحضور، ومن بينهم ثلاثة قضاة يهود من انصار إسرائيل، وستة آخرين يعدون من المحافظين في الحزب الجمهوري وتم تعيينهم خلال فترات رئاسة الحزب للولايات المتحدة.

ويسخر الكاتب من الهدايا التي سيتم تبادلها بين نتنياهو وجون باينر، رئيس الكونغرس، حيث ينوي باينر اهداء نتنياهو تمثالا صغيرا لوينستون تشرتشل، بينما سيهديه نتنياهو الشمعدان و"وثيقة استر" (المرتبطة بعيد المساخر العبري). ويقول برنياع ان هناك من سيرى الجانب الساخر لهذه الهدايا، فنتنياهو ليس تشرتشل وباينر ليس احاشفاروش، ولن يسفر هذا الخطاب عن فدية وانقاذ اليهود.

ويضيف: ان البيت الابيض يتحرك امام حملة نتنياهو على جبهتين. فمن جهة يركز المتحدثون باسم البيت الابيض على كشف المساعدات التي تقدمها الادارة لاسرائيل، ومن جانب آخر يوضحون ان الحملة لن تغير شيئا في المفاوضات الجارية مع ايران. وفي هذا الاطار جاء خطاب سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سمانثا باور، امام مؤتمر اللوبي اليهودي، آيباك، امس، قبل عدة دقائق من خطاب نتنياهو. فقد اصغى اليها اعضاء المؤتمر باهتمام وباحترام ولكن التصفيق لها تزايد فقط عندما اعلنت ان العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تتجاوز السياسة. وقالت ان الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالحصول على سلاح نووي.

بينت يهاجم خصوم نتنياهو من واشنطن

في السياق ذات تنشر "يسرائيل هيوم" نقلا عن رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت، المتواجد مع نتنياهو في واشنطن، انه "تتم المبالغة في اسرائيل في التوتر الناشئ على خلفية سلوك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الموضوع الايراني". وقال بينت انه شعر ببعض التوتر على هامش الحزب الديموقراطي، لكنه التقى عشرات المشرعين الذين يجمعون على كون الصفقة الجاري العمل عليها مع ايران هي صفقة سيئة وخطيرة بل ومثيرة للخجل!

وكان بينت قد سبق نتنياهو الى الولايات المتحدة كي يدعمه. وفي الوقت نفسه يجري لقاءات مع وسائل اعلام امريكية ولقاءات مع نواب في الكونغرس يتحدث خلالها عن اهمية خطاب نتنياهو امام الكونغرس. ويستغل بينت هذه اللقاءات لمهاجمة المعسكر الصهيوني وقادته، لعدم دعمهم لخطوة نتنياهو. ويقول للصحيفة انه في كل لقاء يتم سؤاله عن سبب وقوف هرتسوغ وليفني ضد نتنياهو ما دام الاتفاق سيئا لاسرائيل. ويضيف "ان الضرر الذي يسببه اليسار في سلوكه الانتقادي لرئيس الحكومة في هذا المجال هو ضرر لا يصدق وهو يتآمر على جهود رئيس الحكومة في الموضوع الايراني.

وحسب رأيه فان "هرتسوغ وليفني ولبيد كانوا يجب ان يكونوا هنا. انا ايضا اخوض المنافسة ضد نتنياهو في الانتخابات، ولكن في المسألة الايرانية لم يكن سيحدث شيئا لو كانوا قد اخذوا اجازة لثلاثة ايام ووقفوا هنا كي تعرف امريكا اننا كلنا معا في هذه المسألة".

ويدعي بينت ان اصرار نتنياهو على القاء الخطاب الآن، ليس سياسيا "فليس نحن من حدد الجدول الزمني للمفاوضات، وانما الرئيس الامريكي وايران، ويمكنهم توقيع الاتفاق غدا".

وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت الازمة ستؤثر على التعاون الامني بين البلدين، قال بينت "ان مستوى التنسيق لا يزال مطلقا، لأن الولايات المتحدة تحتاج الى المعلومات التي نعرف كيف نحصل عليها"!

الى ذلك اعلن رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، امس، انه سيلقي اليوم خطابا في منطقة "غلاف غزة" تزامنا مع خطاب نتنياهو في الكونغرس.

"صاروخ ايراني" في تل ابيب

وكما يبدو فان الاعيب حزب الليكود ومحاولته استغلال الموضوع الايراني لمواصلة ترهيب الاسرئايليين من حكومة بديلة لحكومة نتنياهو، لا تعرف فعلا الحدود. فيوم امس، ارسل الحزب شاحنة لتجوب شوارع تل ابيب، وعلى متنها دمية كبيرة على شكل صاروخ رسم عليه العلم الايراني، ووقفت الى جانبه عارضة ازياء بلباس يشبه في لونه الزي العسكري الايراني.

وكتبت على الصاروخ عبارة "ابحثوا عنا في الفيسبوك – وكلاء الثورة". ويتبين من فحص الموقع ان المجموعة التي تقف وراء هذه الصفحة "تعد بتحقيق ثورة حقيقية في اسرائيل". وتدعي انه "بسبب سرية المشروع، لا يمكن كشف التفاصيل الكاملة".

يشار الى ان هذا الاستعراض يتزامن مع خطاب نتنياهو في الكونغرس ضد الاتفاق مع ايران.

مقالات

انهيار حل الدولتين

يكتب موشيه آرنس، في صحيفة "هآرتس" ان صحفيا المانيا وصل الى اسرائيل لتغطية الانتخابات، سأله حول سبب عدم طرح موضوع امكانية التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وحل الدولتين، على جدول الانتخابات الاسرائيلية رغم انه يبدو بأن العالم كله معنيا فيه.

ويقول أرنس: "افترض ان غالبية المحللين السياسيين سيوافقون على ان سبب ذلك يرجع الى كون غالبية الإسرائيليين لا يصدقون ان حل الدولتين والتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قابلا للتحقق خلال المستقبل المنظور. انهم يعرفون ان محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين ولا يستطيع التوصل باسمهم الى اتفاق مع اسرائيل، كما يعرفون انه في اعقاب انسحاب اسرائيل من الضفة ستدخل اليها حماس، ومن الممكن جدا ان تدخل داعش، ايضا، الامر الذي يشكل خطرا على الجمهور الاسرائيلي.

ويضيف ان هذا كما يبدو، هو ايضا موقف حزب العمل، الذي لا يبرز هو الآخر حل الدولتين في حملته الانتخابية، لأنه يعرف جيدا بأن غالبية الإسرائيليين يعتبرونه في هذه المرحلة ليس اكثر من حلم في بلاد العجائب. لكن العالم الخارجي لا يفهم هذا الموقف، خاصة اولئك الذين يحبون شعار "الدولتين للشعبين" الذي ولد في اسرائيل وتم تبنيه من قبل الكثيرين خارجها. وهؤلاء، لا يفهمون ابعاد التغيير الذي طرأ في الشرق الاوسط في السنوات الأخيرة، وهو ان ما كان يبدو بديلا عادلا وواقعيا بالنسبة للكثيرين اصبح غير واقعي الآن.

ان ما كان يبدو طوال السنوات كأساس للخلاف بين الليكود والعمل في إسرائيل – الطريقة الصحيحة لمعالجة المشكلة الفلسطينية – تراجع الى وراء الكواليس، ربما كي يعود الى الظهور في مرحلة ما في المستقبل. اما اليوم فانه يبدو عدم وجود فارق كبير بين الحزبين في كل ما يتعلق بالمسألة الأمنية، باستثناء فوارق طفيفة.  فالحزبان يعتبران المشروع النووي الإيراني يشكل خطرا كبيرا على اسرائيل، وكلاهما يعتبران المشروع النووي الايراني خطرا كبيرا ويفهمان ان الاتفاق المتبلور بين امريكا وايران هو اتفاق سيء لإسرائيل. ومسألة ما اذا كان نتنياهو يجب ان يلبي الدعوة لإلقاء خطاب في الكونغرس هي مسألة هامشية، ومن يعرف اسس العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يعرف انها ستبقى ممتازة دائما، والدليل على ذلك هو بيع المزيد من طائرات اف 35 لإسرائيل.

ويرى ارنس ان الاتفاق بين الليكود والعمل في المسائل الامنية هو مسألة جديدة وغير مسبوقة. فقادة العمل هم الذين دفعوا اتفاقيات اوسلو التي حكم عليها بالفشل، وبعد ذلك تمت تحت قيادتهم، خيانة جيش لبنان الجنوبي والانسحاب الاحادي الجانب من الحزام الأمني الذي قاد الى تضخم قوة حزب الله، ومن ثم جاءت الانتفاضة الثانية وموجات الارهاب التي ضربت اسرائيل، وازداد التهديد الصاروخي لمواطني الدولة. وظهر الاستعداد للتخلي عن الجولان لسوريا وعن الضفة لياسر عرفات. وهذه الاحداث لا تحتل مكانة هامة في المعركة الانتخابية الحالية، لكنها تركت لدى الكثير من الناخبين الانطباع بأن حزب العمل يظهر ضعفا كبيرا في المسائل الامنية، واطلاق اسم المعسكر الصهيوني على التحالف مع ليفني يشكل محاولة لتصليح هذه الصورة.

القائمة المشتركة: سبب للمشاركة في الانتخابات

يكتب الشاعر العبري يتسحاق لؤور، في "هآرتس" ان اليسار يشارك في الانتخابات كي يتسع، ليصبح غالبية وبناء مجتمع جديد في المستقبل. ولا يوجد أي سبب آخر للمشاركة في الانتخابات الحالية التي ستسفر عن حكومة وحدة.

لقد انهار اليسار الاسرائيلي في الانتفاضة الثانية، ومحاولة ترميمه لم تتوقف، فقد قامت مجموعات وسقطت، ولا يتذكر احد غير محرك "جوجل" مشروع "سوراسكي" الطفولي، او السجيل الزيتي "الشيخ جراح" والنوايا الطيبة وغزل الفيسبوك وبعض الرافضين والمظاهرات الصغيرة. لكن اليسار لم ينهض.

المكان المثالي لوصف هذا الفشل هي مسحة. في احد ايام ربيع عام 2003، في الوقت الذي كان فيه رعايا الاحتلال يعيشون الخوف من الفصل بينهم وبين أراضيهم، وكانت حركة "فوضويون ضد الجدار" قد تواجدت في القرية واستعدت للبقاء فيها لفترة طويلة، انضم إلى حركة الاحتجاج فصيل حمل اسم "الغسيل الأسود"، واقترح تقديم الدعم. وطلب في المقابل تنظيم مسيرة في القرية. وقد تشوق سكان القرية الى الدعم من قبل  المحامين اليهود، حتى قالوا: نريد ذلك. وما يبدو في تل أبيب، في مسيرات مثلي الجنس، كمن يستحق التعاطف وكتابة دراسة اكاديمية حول الجنس الهجين، تحول في أزقة مسحة الى موكب استعماري. فلماذا نظموا مسيرة هناك؟

لكي يكونوا متكاملين مع انفسهم: لمقاومة الاحتلال، وليس لإخفاء ما لديهم للتلويح به امام العالم، في تل أبيب، أو أوروبا. هذا الكمال ("مع الذات") هو ورم خبيث يدمر اليسار. لقد اختفت "الغسيل الأسود" وتعلم متظاهرو الجدار التصرف بشكل آخر. فالمتظاهرات، على سبيل المثال، تحضرن بملابس محتشمة، على الرغم من سخرية النسويات الصهيونيات.

ولا يتم كتابة هذه الأمور الأشياء بمناسبة مرور عشر سنوات على مظاهرات بلعين وإنما بالذات كي نقول شيئا عن الفرصة التاريخية "للقائمة المشتركة". هنا يمكن لليساريين اليهود أن يتعلموا شيئين. أولا: التواضع. صحيح، انه كان من الجيد لو وصلوا الى القائمة المشتركة من نصف مقعد يهودي، وثقافة سياسية وجذور. ولكن لا يوجد شيء كهذا. لقد تبخر حتى ما توفر.

انهم يأتون للعمل كأفراد، أو كجزء من الجبهة، في قائمة مشتركة تضم ثلاث حركات عملت كل واحدة منها، لسنوات، داخل تناقضات وجودية وأيديولوجية. وعلى النقيض تماما من المظاهرات في ساحة رابين، بل حتى بشكل مناقض للمظاهرات في  الاراضي المحتلة – التي يعودون منها دائما "متكاملين" الى البيت، أي مع هوية واضحة ومنفصلة – يتحتم الآن على اليهود من اليسار تعلم التعايش داخل حركة ضخمة، عربية، دون أن يكونوا محاميها أو مرشديها. هذا ليس مسألة سهلة بالنسبة لليسار الراديكالي، الذي يعتبر غالبيتهم من المفكرين أو القادة.

ثانيا، ان التفسير الحاقد لعدم التصويت لصالح "القائمة المشتركة" (بسبب الحركة الإسلامية)، يوفر فرصة ممتازة للتعلم، ليس من الكتاب، وانما من خلال التجربة، تاريخ فشل اليسار بين ابناء شعبه. لقد تغذى اليسار منذ عقود على الكراهية الدينية. وكان ذلك بمثابة حرب دينية في كل ما يعنيه الأمر. لقد كان رجال اليسار كهنة "دين التقدم" قبل فترة طويلة من البابا لبيد. وكانت رموزها الحصادة، الطائرة، المفاعل، الجامعة (وبعد ذلك مراكز التسوق يوم السبت). وكان "الرجل الجديد" نموذجا، تم على نوره تثقيف الانسان المتدين و / أو الشرقي. وهذا لم ينته بعد.

آلاف الشقق، بل أكثر من ذلك)، أو السخرية من جنازة الحاخام عوفاديا، كي نفهم: ان "دين التقدم" لم يمت، حتى ان لم يعد المحك لها هو اللغة "العبرية الصحيحة" وانما الاستفزاز المتساهل، أو إباحة القنب.

وعلى ذلك، في الكفاح ضد الاستعمار يشارك الذين ينتمون الى الحداثة وغير الحداثة، من اليهود والعرب، اليهودي الشرقيين والغربيين، المتدينين والعلمانيين. هذا هو شعبنا. التصويت اليساري لا يبدأ من "وجهة نظر" وليس من "الكمال مع النفس" او "التماهي مع مرشح/ة"، وإنما من استراتيجية بناء المقاومة. داخل المقاومة نتعلم العيش معا: التسلسل الهرمي للهيمنة والهامشية. اليسار يشارك في الانتخابات كي يتسع في طريقه ليصبح الأغلبية، وبناء مستقبل جديد. ليس هناك سبب آخر للمشاركة في هذه الانتخابات.

القرارات المصيرية تُتخذ بدون علاقة بمواقف المسؤولين الكبار.

يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" ان رئيس الأركان السابق بيني غانتس، انضم الليلة قبل الماضية في برنامج "الحقيقة" الذي تقدمه الدكتورة إيلانا ديان، الى المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية، الذين ابدوا رأيهم علنا في خطة الهجوم الإسرائيلي على المشروع النووي الايراني. وبلهجة لطيفة بعض الشيء، ولكن مبكرة جدا، انضم غانتس الى  مئير داغان ويوفال ديسكين، اللذان عبرا بفظاظة عن وقوفهما ضد الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية لآيات الله.

لا يوجد أي تجديد في الرأي الذي يقول ان تصريحات المسؤولين أثقلت على الجهد الذي تبذله اسرائيل من أجل جلب العالم على فرض عقوبات على إيران. فهذه العقوبات، التي يقف مستقبلها الآن في مركز الخلاف بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، جاءت إلى العالم بفضل التهديد بقيام الجيش الاسرائيلي بشن هجوم على ايران، الأمر الذي جعل الغرب يصاب بالذعر ويفرض العقوبات.

لقد كان في الحكومة مسؤولون اعربوا عن تخوفهم من قيام بنيامين نتنياهو وايهود باراك بالضغط من أجل القيام بعميلة عسكرية، وكان هناك من ادعوا اعتمادا على شخصيتهما بأن نوايا نتنياهو وبراك  تتلخص في تحفيز العالم على فرض عقوبات، كما حدث وأثبت الواقع. لكن المهم توضيحه هو أن الأمور ليست "أسود" و"أبيض"، وان داغان وديسكين وأشكنازي وغانتس يولون أهمية كبيرة لموقفهم تفوق حجمها في الواقع. وهذا يتطلب تعقب دينامية صنع القرار.

يمكن العثور على وصف درامي وأصيل لهذا الموضوع في كتاب روبرت (بوبي) كينيدي - شقيق الرئيس – "ثلاثة عشر يوما"، الذي وصف فيه التخبط الأمريكي خلال أزمة الصواريخ الكوبية، في عام 1962. لقد طالب الرئيس جون فيتزجيرالد كينيدي بإزالة الصواريخ التي نشرها الاتحاد السوفييتي في الجزيرة الخاضعة لسيطرة فيدل كاسترو. وكان يريد أيضا منع حرب عالمية. ويتضح من الكتاب انه في عملية صنع القرار اللامتناهية لم يكن احد من المسؤولين في الإدارة الامريكية الا وغير رأيه مرارا وتكرارا. هكذا يتم اتخاذ القرارات الجادة في القضايا الحاسمة.

ولذلك فان الشعور الوحيد في مجموعة القيادة وكأنها تصنع التاريخ وتوجهه لا أساس له في الواقع، وحصتهم في الحسم أصغر بكثير مما ينسبونه الى انفسهم، ولا يختلف عن حصة كل مشارك. حتى البروتوكولات التي كشفت بأن نتنياهو وباراك - كل على حدة - كانا ضد هجوم، لا تدل على شيء. فعلى الرغم من أنهما امتنعا عن ذلك، فليس هناك شك بأنهما فكرا في ارسال الطائرات (وهي مسألة لم تتحقق، كما يشهد غانتس).

سيتم تسجيل الامتناع عن الهجوم على اسميهما، والتاريخ وحده هو الذي سيحكم على ما اذا كانا قد تصرفا بشكل صحيح أو ارتكبا خطأ.

فشل في امتحان الواقع

يكتب الون فوكس، في "يديعوت احرونوت" ان مصطلح "تشيكو شيت" الذي اطلقه البيت الابيض على نتنياهو قبل عدة اشهر، يمكن القول انه من المصطلحات اللطيفة والمعتدلة التي تعيد اثارتها الآن، زيارة نتنياهو الى واشنطن

ناكر للجميل، غير مسؤول، يعمل في خدمة الجمهوريين ويؤدي خدمات للمتبرعين الكبار لهم، ويقحم اسرائيل بالقوة وبفظاظة في الحلبة السياسة الامريكية، ويواصل بشكل غريب ويتحدث عن "واجبه الاخلاقي في التحدث عن الاتفاق مع ايران، بينما هدفه هو الانتخابات في إسرائيل ومحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الامريكية في 2016.

هذا هو تماما تفكير الامريكيين بنتنياهو خلال الأيام الاخيرة. انهم لا يفكرون هكذا باسرائيل وانما برئيس حكومتها. فوق هذا فان اوباما لا يفهم السلوك الفظ لنتنياهو. صحيح ان اوباما لا يعبر علانية عن محبته لاسرائيل كما تعودت من بيل كلينتون او جورج بوش، ولكن في كل اختبار وفي كل معيار للمساعدة المادية، العسكرية والامنية، فان قائمة مساهمات اوباما لا تشوبها شائبة.

ولكن ما هو المقابل الذي حصل عليه اوباما؟ النحيب والرثاء بأنه "يلقي باسرائيل تحت عجلات الحافلة"، محاضرة متعالية امام الكاميرات في البيت الابيض حول تاريخ الشعب اليهودي، وتعاطف علني مع منافسه في عام 2012، ميت روماني، وشتائم واهانات لوزير خارجيته جون كيري، ومن ثم جاء "الخطاب".

على جانبي النقاش حول الفائدة والاهمية والتوقيت وابعاد خطاب نتنياهو هناك مبالغة جامحة تنطوي على كثير من الهستيريا. من يعتبرون الخطاب الزاميا يقولون ان هذه هي الفرصة الاخيرة امام نتنياهو كي يصرخ مطالبا بمقابل قبل الجموح الايراني، وان المقصود اتفاقا سيئا يجب احباطه مسبقا. لكنه لا يصمد أي ادعاء هنا امام الواقع. فنتنياهو فشل طوال ست سنوات في تطوير علاقات ثقة وقنوات حوار موثوقة وهادئة مع الرئيس الامريكي. وتم التعامل مع انتقاداته – الشرعية- كغطاء لفشله. ان الكونغرس ليس العنوان الصحيح لهدف الخطاب. وشكل توجيه الدعوة والرائحة الحزبية التي تفوح منها تطرح تساؤلات حول مصداقية نواياه. من جانب اخر تأتي صرخات المعارضين للخطاب: نتنياهو يدمر علاقات اسرائيل والولايات المتحدة، سيصل "العقاب" الامريكي بكامل قوته. انه يفصل اسرائيل عن مصدر قوتها الكبير حقا، الحزب الديموقراطي، ويمزق صفوف الجالية اليهودية بشكل يصعب اعادة التئامها، ويتخلى عن أمن اسرائيل. انه لا يخرب، لأنه لا يمكن التخريب، وبالتأكيد ليس بسبب خطاب واحد. الولايات المتحدة لن تعاقب حليفا، وبارجة الطائرات "نيمتس" لن تقصف حيفا يوم الاربعاء، وامن اسرائيل لم يستباح. ولكن مع ذلك، يسمح لاوباما بتوجيه سؤال بسيط: بجدية، سيد نتنياهو، ما الذي تعتقد فعلا انك ستحققه هنا ولم تستطع تحقيقه بشكل مختلف، اقل استفزازا واقل تهورا؟

 

 

اخر الأخبار