من هم الأكراد ؟

تابعنا على:   22:56 2015-02-27

أمد/ ترجمه هاله أبو سليم: يعيش ما بين 25 إلى 35 مليون كردى تقريبا في المنطقة الجبلية المتاخمة للحدود مع تركيا العراق،إيران ،أرمينيا حيث أنهم يشكلون رابع أكبر مجموعه عرقية في الشرق الأوسط و بالرغم من دلك فأنهم لم يتمكنوا من الحصول على دوله مستقلة ذات سيادة .ففي العقود الحالية ،لعب الأكراد دوراً بارزاً و مؤثراً بصورة متزايدة وواضحة في الأحداث و التطورات الإقليمية ،حيث أنهم يقاتلون للاستقلال في تركيا ،يلعبون دوراً أسياسياً و بارزاً في العراق و سوريا ، و يقاومون التقدم للجماعات الجهادية المقصود هنا "الدولة الإسلامية " . *من أين جاء الأكراد ؟ يُعد الأكراد أحد الشعوب الأصلية لبلاد ما بين النهرين ، حيث السهول و المرتفعات التي تمتد في جنوب شرق تركيا ، شمال شرق سوريا ، شمال العراق ،شمال غرب إيران و جنوب غرب أرمينيا .اليوم يشكل الأكراد جالية مميزة ،متماسكة من خلال العرق و الجنس ،الثقافة، بالرغم بأن ليس لديهم لهجة محددة كما أنهم ينتمون إلى أديان و مختلف العقائد ،معظم الأكراد ينتمون للمذهب السني. *ما هو سبب عدم وجود دوله كردية ؟ في مستهل القرن العشرين ،بدأ الأكراد يدركون ضرورة و معنى أن تكون لهم دولة مستقلة –أسمها كردستان –بعد الحرب العالمية و هزيمة الأمبرطوريه العثمانية و انتصار الحلفاء ،ففي عام 1920 م نصت معاهدة سيفر على وجوب حصول الشعب الكردي على دولة خاصة بهم مستقلة تسمى "كردستان " ولكن بعد ثلاث سنوات تحطمت آمال الشعب الكردي .لكن على أية حال ، عندما وُقِعت معاهدة لوزان لترتيب أوضاع الأناضول وحدود تركيا الحديثة ،لم تحدد المعاهدة أو تنص على أنشاء دولة مستقلة للأكراد ممثلين كأقليات في الدول المعنية . بعد 80 عام كان أي تحرك من قبل الأكراد لإقامة دولة مستقلة قوبلت بالرفض بشكل قاس و عنيف .ففي منتصف عام 2013 م ،أتجه أنظار أتباع الدولة الإسلامية لثلاثة مناطق كردية تقع في الشمال السوري .وقامت الدولة الإسلامية بإطلاق هجوم متكرر على هده المناطق التي صدها أنصار التحالف الشعبي الكردي و هو الجناح العسكري لحزب التحالف الديمقراطي الكردستاني.ونقطة التحول ،كان الهجوم على العراق في شهر يونيو / حزيران التي شهدت اجتياح لقوات الدولة الإسلامية على المدينة الشمالية كمنطقة الموصل ،تحويل مسار وحدات الجيش العراقي ،والاستيلاء على مخازن الأسلحة التي نُقلت إلى سوريا ،أن تقدم الجماعات الجهادية في العراق أيضاً وجه أكراد البلاد للصراع فحكومة العراق الكردستانية أرسلت قوات البشمركة إلى الأماكن التي تخلي عنها الجيش ،من فترة كانت مواجهات طفيفة ما بين أنصار الدولة الإسلامية وقوات البشمركة ،و لكن في أغسطس أطلقت الجماعات الجهادية هجوم صادم مما أدى إلى انسحاب قوات البشمركة و في حالة من الفوضى ومما أدي إلى سقوط عدد من المدن المأهولة بالأقليات الدينية للسقوط ولا سيما "سنجار" حيث مئات من الطائفة اليزيدية تلجأ هناك .أن القلق من هزيمة قوات البشمركة و احتمال مذبحة ضد الطائفة اليزيدية مما أجبر أهلها النزوح ،فشنت الطائرات الأمريكية هجمات جوية على الشمال العراقي و أرسلت مستشارين عسكريين ،بعد فترة من الزمن قامت الدول الأوربية بإرسال الأسلحة لقوات البشمركة .فسرعان ما هب كلاً من التحالف الكردستاني (حزب العمال الكردستاني ) للمساعدة بالرغم من التراجع التدريجي للجماعات الجهادية من قبل قوات البشمركة في العراق،إلا أنهم لم يتوقفوا عن محاولات الاستيلاء على المناطق الكردية في سوريا ،ففي منتصف شهر سبتمبر ،شنت الدول الإسلامية لهجومها على المناطق المحاصرة حول المدينة الشمالية "كوبان " مما دفع أكثر من 000 ، 160ألف شخص للهروب لتركيا .بالرغم من دلك فقد رفضت تركيا لمهاجمة مواقع الدولة الإسلامية القريبة من الحدود أو السماح للأكراد بالعبور للدفاع عن هده المواقع ،مما أثار الاحتجاجات الكردية ،و تهديدهم من قبل اتحاد العمال الكردستنانى بالانسحاب من مباحثات السلام مع الحكومة التركية . لكن مما حدث حتى منتصف شهر أكتوبر حتى وافقت حكومة أنقرة بالسماح لقوات البشمركة بالانضمام للمعركة من أجل "كوبانى ". *ما سبب امتناع تركيا من مساعدة الأكراد في "كوباني " ؟ من الجدير بالذكر أنه يوجد عداءٌ تاريخي و عميق ما بين الدولة التركية و الأكراد ، ممن يشكلون 15% إلى 20%من الكثافة السكانية كون الأكراد قد عانوا على طول عقود و أجيال طويلة من المعاملة القاسية على يد السلطات التركية ففي أعقاب انتفاضه 1920 و1930 الكثيرين من الأكراد تم أعادة توطينهم ،و تم حظر الكثير من الأسماء و الأزياء الكردية ، و حظر تام للثقافة و الهوية الكردية ،مع شعب جرت العادة على تسميتهم "سكان الجبال التركية " على سكان هده المناطق من الأكراد . ففي 1978م أسس عبد الله أوجلان ،حزب العمال الكردستاني و الذي طالب بإنشاء دولة مستقلة للأكراد داخل تركيا ، بعد 6سنوات ،بدأ الحزب الوطني للعمل المسلح .ن دلك الحين ، أكثر من 40،0000 شخص قد قتلوا و تشرد مئات الآلاف من الشعب الكردي .في 1990 م عاد الحزب للمطالبة بدولة مستقلة ذات طابع ثقافي و استغلال سياسي ، مع استمرار المقاومة و في عام 2012 ،بدأ حزب العمال الكردستنانى و الحكومة التركية مباحثات سلام مع وقف القتال مع انسحاب لمقاتلي الحزب إلى شمال العراق و لكن المواجهات المسلحة قد استمرت ما بين الطرفين .على الرغم إدراك أنقرة بأن الدولة الإسلامية تشكل تهديداً ، لكنها أيضاً تخشي من أن يعبر أكراد تركيا و سوريا من الانضمام إلى حزب PYD-الحزب من فرع حزب العمال الكردستنانى –وفى هده الحالة استخدام مناطقهم لإطلاق الهجمات على تركيا ،و تضيف أ نقرة بأنها غير مستعدة للوقوف إلى جانب التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية ألا في حالة "الإطاحة " بنظام بشار الأسد. مما يعد أحد الأهداف . *مادا يريد الأكراد في سوريا ؟ يبلغ عدد السكان الأكراد مابين 7% إلى 10% من الكثافة السكانية في سوريا ،يعيش معظم الأكراد في مدينتي دمشق وحلب ،وفي ثلاث مناطق غير متاخمة للحدود مع مدينة كوبانى ،شمال غرب أفران ،شمال شرق القامشلي ،و عاني أكراد سوريا من القمع و الإنكار لحقوقهم الأساسية لسنوات طويلة ،مند عام 1960 تم سحب الجنسية السورية لنحو ما يقارب 300،000 كردي و تمت مصادرة الأراضي الكردية و توزيعها على العرب في محاولة "لتعريب " المناطق الكردية فعمدت السورية تقويض مطالبهم بالاستقلال من خلال التصدي للاحتجاجات بقسوة و اعتقال للقادة السياسيين ،في بداية الصراع ،المناطق الكردية لم تكن مسالمة خلال السنتان من عمر الصراع في سوريا فالأحزاب الكردية الكبرى تجنبت أن تلزم جانب الحياد في الصراع الدائر هناك ففي منتصف 2012 أدي انسحاب القوات الحكومية للتركيز على محاربة المتمردين بأماكن أخري بعد أن تولت المجموعات الكردية المسلحة زمام الأمور .فحزب الاتحاد الديمقراطي سريعاً أنشأ نفسه كقوة مهيمنة و مسيطرة من خلال أنشاء علاقات مع أحزاب صغيرة التي شكلت المجلس الوطني الكردستنانى بالرغم من كونهم لم يطالبوا بدولة مستقلة و لكن مطالبهم كانت تنحصر فقط "حكم ذاتي". *هل يحقق أكراد العراق الاستقلال ؟ يُشكل الأكراد مابين 16% إلى 20% من الكثافة السكانية لدولة العراق .تاريخياً حقق أكراد العراق ،أكثر من غيرهم من الأكراد ممن يعيشون في الدول المجاورة من خلال تحقيق لحقوقهم الوطنية و القومية في العراق ، في المقابل واجه أكراد العراق القمع و المعاملة الوحشية القاسية من قبل الحكومة العراقية . في عهد الانتداب البريطاني على العراق ،ثار الأكراد ضد الوجود البريطاني في منطقة شمال العراق و تم سحق هدة الاحتجاجات في مهدها . في عام 1946م ،أسس مصطفي برزاني الحزب الديمقراطي و الكردستاني للنضال من أجل الحصول على الاستقلال . بعد ثورة 1958م أعترف الدستور الجديد بالقومية الكردية ،ولكن مطالب برزاني في الحكم قوبلت بالرفض من قبل الحكومات العربية المتعاقبة و بدأ الحزب الكردستاني نضاله المسلح من 1961م. في عام 1970م توصلت الحكومة إلى عقد اتفاق لإنهاء القتال الدائر ما بين الطرفين لمنح الأكراد "حكم ذاتي " ولكن الاتفاق سرعان ما أنهار و عاد القتال و المواجهة ما بين الطرفين في عام 1974 م بعد عام ظهرت الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي الكردستنانى . وفي أواخر 1970 م بدأت الحكومة بفرض استقرار للعرب في المناطق ذات الأغلبية الكردية تحديداً حول مدينة كركوك الغنية بالنفط و تم بالقوة نقل للأكراد من المنطقة . أثناء الحرب العراقية –الإيرانية عام 1980م تم التعجيل بالعمل بهده الخطة ،حيث كان الأكراد مؤيدين للجمهورية الإسلامية –إيران. مما دفع صدام حسين في عام 1988م للقيام بعملية انتقامية ضد الأكراد في العراق باستخدام الغاز الكيمائي و هو ما يُعرف بمذبحة "حلبجة " . بعد هزيمة العراق عام حرب 1991م ، قاد مسعود برزاني حملة تمرد كردية ،قوبلت بالقمع الشديد مما دفع أمريكا و حلفاؤها للتدخل من خلال فرض حظر الطيران شمال العراق مما دفع الأكراد للحكم الذاتي .اتفقت الأحزاب الكردية للمشاركة بالسلطة لكن الخلافات الداخلية عادت للظهور مجدداً عام 1994م .تعاون الحزبين الكرديين مع الولايات المتحدة في غزوها للعراق عام 2003 مما أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين و شارك الأكراد من حينها بكل الحكومات المتعاقبة و شكل الأكراد الحكومة الكردستانية في عام 2005 لإدارة ثلاثة محافظات عراقية كردية وهي دهوك ، أربيل ، السلمانية .بعد هجوم الدولة الأسلاميه و في شهر حزيران /يونيو أرسلت الحكومة الكردية قوات البشمركة للمناطق الكردية المتنازع عليها و طالبت الحكومة المركزية و البرلمان الكردي بإجراء استفتاء وطني للاستقلال . على أيه حال ، يبدو أنة من الغير الواضح سواء الأكراد العراقيين سوف يتجهون للحصول على الحكم الذاتي أو الاتجاه نحو أنشاء كيان مستقل داخل عراق فيدرالي إتحادي .

 

اخر الأخبار