آفة الارهاب تفتك بالعسكر ..

تابعنا على:   04:01 2015-02-01

محمد جبر الريفي

ما يحدث في بعض البلدان العربية من صراعات سياسية مسلحة داخلية تأخذ صفة الاقتتال الدامي بين مكونات الشعب الواحد. .هذه الصراعات المسلحة التي لها طابعها المذهبي والطائفي والعرقي وزج موضوع الدين في هذه الصراعات التي تتمدد وتنتشر عبر تنظيمات إرهابية قوية بما تمتلكه من أسلحة متطورة وأموال. .كل هذا الذي يحدث في كثير من البلدان العربية له علاقة بمخطط خطير يدبر للوطن العربي بهدف تقسيمه أكثر مما هو مقسم الآن وذلك من أجل السيطرة على مقدراته واستمرار نهب موارده وثرواته خاصة النفطية منها باعتبارها المادة الحيوية لبقاء الحضارة الغربية البرجوازية وتطورها وكذلك من أجل إبقاء شعوب المنطقة العربية وأنظمتها السياسية بصرف النظر عن اختلاف طبيعتها مشغولة بالصراع الداخلي بعيدة عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتطور الحضاري القائم على التقدم العلمي وثورة التكنولوجيا وهي إنجازات لا يتم الوصول اليها إلا في ظروف السلم الاجتماعي وتحقيق الأمن والاستقرار .. وهكذا فإن هذه الصراعات المسلحة لها أهدافها السياسية والاقتصادية حتى تبقى المنطقة سوقا كبيرا مفتوحا للسلع الاستهلاكية التي تنتجها الدول الصناعية الرأسمالية الكبرى في العالم وهي عملية تتيح للنظام الرأسمالي الامبريالي العالمي المحافظة على حيوية دورته الانتاجية والخروج من أزماته الاقتصادية المتلاحقة . .إنها مؤامرة خطيرة بالفعل تقف من ورائها قوى إقليمية ودولية لها مصلحتها في إشعال هذا الصراع الدامي الذي تجاوز الإطار الوطني والقومي والاجتماعي والديني فليس تغيير النظم السياسية والسعي لتحقيق الديموقراطية بهدف القضاء على ظاهرة الاستبداد والفساد السياسي التي انتشرت في العالم العربي يتم بهذه الطريقة المدمرة للحياة وللمجتمع والتي لم نشاهدها في دول كثيرة تغيرت فيها النظم السياسية وتداولت بها السلطة ..والسؤال الذي يجب طرحه : أي مكسب يعود للوطن باستهداف قواته المسلحة عنوان استقلال الوطن و التي من مهمتها الحفاظ على أمنه و على وحدته الوطنية وحماية حدوده من الغزو الخارجي ؟::. اليس استهداف الجيوش العربية في مصر وسورية والعراق وليبيا واليمن من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة هو أضعاف لمقدراتها العسكرية في الوقت الذي تتزايد به المقدره العسكرية الإسرائيلية والاقليمية الإيرانية والتركية ويتعاظم فيه الدور العسكري الأمريكي والأوربي في المنطقة وهذا ما يشكل في حد ذاته ضربة قوية للأمن القومي العربي مما يجعل البلدان العربية هدفا للإطماع الأجنبية ويلغي اي دور قومي فاعل في القضايا المصيرية العربية خاصة القضية الفلسطينية الذي لعب الإرهاب وقنواته الإعلامية الفضائية دورا سياسيا في تشويه عدالتها من خلال خطابه السياسي التكفيري الذي يقوم على الزعم بان من أهداف عملياته الإجرامية هو الرد على مظلمة الشعب الفلسطيني التي اقترفها اليهود الصهاينه بمؤازرة الغرب الاستعماري ؛؛ نقول إن هذه الجيوش التي يتم استهدافها الان هي جيوش وطنية لم تقصر في أداء واجبها الامني وكذلك القومي حيث لعبت القوات المسلحة المصرية العريقة في تأسيسها وكذلك الجيش العربي السوري دورا كبيرا في حروب الأمة ضد أعدائها وافراد هذه القوات العربية هم في غالبيتهم أيضا من المسلمين فهي ليست اذن جيوشا استعمارية اجنبية غازية يجب قتالها او قوات إسرائيلية عدوانية وان استهداف أفراد هذه القوات العربية من قبل التنظيمات التكفيرية الإرهابية المتطرفة المسلحة هو عمل إرهابي جبان بامتياز بعيد عن هدف تغيير النظام السياسي لصالح الشعب كما تزعم بل هو لتحقيق مشروع سياسي سلفي متطرف معاد للحرية و للديموقراطية و للتقدم والحداثة وهو عمل يصب في صالح أعداء الامه خاصة الكيان الصهيوني العدو الحقيقي الرئيسي للأمة الذي يغتصب فلسطين ويحتل الجولان السوري وشبعا اللبنانية ويدنس جنوده وقطعان مستوطنيه باحات المسجد الأقصى المبارك وهو الأولى بأن تتوجه لهذا الكيان العدواني العنصري هذه العمليات العسكريه الإرهابية . .تتناسي هذة التنظيمات الإرهابية التكفيرية هذه الحقيقة وهي أن جميع المعارك يجب أن تكون ضد الكيان الصهيوني اي على حدود فلسطين وعلى أرضها حتى تكون معارك تاريخية حاسمة كمعارك اليرموك وحطين وعين جالوت اما ما حصل من اعتداء غاشم على الجنود العرب المصريين مؤخرا في شمال سيناء من قبل تنظيم إرهابي والذي تجاوز عددهم الكثير من القتلى والجرحى هو عمل إرهابي اجرامي و أشبه بحرب نظامية ضد جيش اجنبي استعماري بعيد عن هدف تغيير النظام السياسي الحالي لأن تغيير النظم السياسيه في هذا العصر له أدواته وأساليبه الحضارية له قوانينه وتحالفاته الوطنية والثورية وليس بهذه الطريقة الدموية البشعة المنافية لقيم الانتماء الوطني وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

اخر الأخبار