فتح في خطر والمطلوب "ضبط النفس"

تابعنا على:   02:13 2015-01-26

أمد/ غزة – خاص : تمر حركة فتح بمرحلة دقيقة من تاريخها ، لا سيما وأن برنامجها النضالي ضبابي الممارسة منذ رحيل قائدها العام الشهيد ياسر عرفات ، ومع دخولها منطقة الاصطفافات الغير محسوبة مسبقاً ، ولكن الكل وجد نفسه مضطراً لحسم موقفه مما يجري ويطرأ على الحركة ، فالخلاف بين الرئيس محمود عباس والقيادي محمد دحلان ، وما ترتب على هذا الخلاف من قرارات ، رسمت خارطة طريق وعرة جداً في مشوار ابناء الحركة .

ولكن غالبية المنتمين لحركة فتح " الفكرة" والانتماء ، يبحثون بكل الوسائل عن وأد الخلافات الداخلية قبل تفاقمها ، وقلة من المستفيدين من تخريب الحركة ، وتفتيتها يمارسون رياضة الكسب الغير مشروع من خلال تأجيج التوترات الحاصلة ، وهذا النوع للأسف موجود في كلا الطرفين ، لكسب ود رأس الهرم فيهما ، ولكن ما يترتب على أفعالهم يكون غالباً مضراً جداً لحركة فتح ، الفكرة والانتماء.

يقول أحد النشطاء الفتحاويين : " أن قرار قطع رواتب الموظفين ، قرار غير صائب ، ويؤجج الخلافات الداخلية في فتح ، ولابد من تصويب القرار بإعادة الرواتب للموظفين العسكريين في قطع غزة ، واعضاء اللجنة المركزية يتحملون المسئولية الكاملة ، لأن الحركة تتعرض لهزة عنيفة ، قد تؤثر على وحدتها ، بل وجودها ، لأن إضعافها بقطع رواتب ابناءها لا يمكن أن يكون له وجه من وجوه الصواب ، كما أن اعضاء المجلس الثوري يتحملون المسئولية ، ولا بد أن يتحركوا ، قبل أن يشتبك الاخوة الحركيين مع بعضهم البعض في قطاع غزة ، والتوصيف لما يجري ليس نضالاً ، بل التعجيل بنزع فتيل التفجير هو عين الصواب".

سالم العطاونة يقول :" أن الشتم والقدح والذم بحق الرئيس محمود عباس ، وتحديه في مؤتمر شعبي بغزة ، والاعلان عن الخروج الكامل من تبعيته ، أمر خاطيء ولم يكن فعلاً صحيحاً ، ولو كان مؤتمر فتحاوي موحد لمناقشة اوضاع الحركة بهدوء ، والتزام وضبط نفس كانت نتائجه أفضل ، ولن يكون مدخلاً لمرحلة ، كسر العظم بين الرئيس عباس ومحمد دحلان ، وبالوقت نفسه مقابلة هذا الاجراء الخطأ بمعالجة خاطئة بل ومتجاوزة حدود المنطق كقطع الرواتب ،سيكون له الاثر الكارثي على مصير الحركة ، لذا لا بد من ملاحقة العقل والحكمة واصطياد المنفعة العامة لحركة فتح ، بتفويت الفرصة على اطراف ترى في تفتيت الحركة هدفاً لهلا ، أو متزلفة يسعون الى مصالحهم الخاصة ، ولو على حساب دمار الحركة برمتها "

ابو فايز الصوراني يدعو وبشكل عاجل الى تشكيل لجنة فتحاوية من كبار قادة الحركة في الضفة وغزة ، لتطويق الانفلات الجاري بين ابناء الحركة في قطاع غزة ، والذي اشعل شرارته قرار قطع الرواتب ، ولابد من أن تتبنى هذه اللجنة المطلب الأول بإعادة رواتب المقطوعة رواتبهم ، وتجريم كل متجاوز ، من أي الاطراف كان ، لصون وحدة الحركة ، وتمرير مخطط عدواني يهدف الى تحطيمها والانتقام من ابنائها بفتح ميادين الاقتتال فيما بينهم ".

ولكن سميح بلبل ذهب الى أبعد مما طرحه الصوراني وقال يجب أن ينزل عباس ودحلان عن الشجرة ، ويجلسا وجهاً لوجه إن كانا يريدان مصلحة حركتهم ، وأن يحافظا على إرثها النضالي ومشوارها وكوكبة الشهداء ، والتضحيات الكبيرة التي قدمتها الحركة ، إن كانا حريصين فعلاً على الحركة ومصيرها ، عليهما أن يتصالحا وينهيا الخلافات ، التي يدفع ثمنها اليوم ، اسر مناضلين وعوائل اسرى سابقين ، وجرحى في الانتفاضتين ، ومنفيين لفترة طويلة عن الوطن ، نقول لهما ، كفى، ويجب أن تتنازلا من أجل فتح وابناء فتح ومشوارها النضالي الطويل .

اخر الأخبار