25 يناير:أين كنا..وأين أصبحنا؟

تابعنا على:   11:17 2015-01-25

محمد خروب

أربع سنوات تفصلنا عن ذلك اليوم المجيد الذي ثار فيه المصريون على نظام حكم مبارك
, بدت وكأنها دهرا , تغير خلالها المشهد المصري تغيرا متلاحقا ولافتا , كأنه في مرحلة ما انقلب الى الضد من الثورة وبدا المجلس العسكري وكأنه نسخة اخرى متكررة من نظام مبارك متكلس وبطيء , لايفهم قادته طبيعة وحجم المتغيرات العاصفه التي طرأ في برّ مصر , وراح يُسيّر المرحلة الانتقاليه بطريقة اقرب الى ان تكون مشبوهة منها الى اي شيء اخر , كأن يقال تبريرا انه عديم التجربة وان العسكر لا يفهمون لغة الحياة المدنية وايقاعها وانه لم يتم تحضيره لدوركهذا , فضلا عن ان تقاليد العسكرية المصرية تفرض احترام التراتبية العسكرية ولهذا فان بعضا من « الضيق « ينتاب صفوفهم , ازاء زميل لهم في السلاح بات الان خارج السلطة وتعلو في الشارع الغاضب هتافات بمحاكمته واعدامه , وغيرها من الدعوات التي لا تستطيع المؤسسة العسكرية التعاطي معها والاستجابة لها بسهولة , ماميز مرحلتهم بالارتباك وانعدام الثقة بالنفس , بل وفي بعض الاحيان استعاد البعض نظرية المؤامرة وراح يبني عليها تحليلاته وقراءاته وخصوصا رغباته....
لم تكن انتخابات الرئاسة سوى الفصل الختامي لاداء مرتبك وحافل بالاخطاء مارسه المجلس العسكري وانتهى بكارثه حقيقيه – تضاف الى جملة الكوارث التي سبقت موعد انتخابات الرئاسة التي تنافس عليه مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي ,وآخر رئيس وزراء في عهد المخلوع مبارك الطيار العسكري السابق الفريق احمد شفيق الذي يبدو انه « اُسقط « من جدول اعمال المجلس العسكري , بعد ان مال الاخير – او فرض عليه او استميل – لمرشح جماعة الاخوان الذين كانوا ينتظرون هذه الفرصة التاريخية , لقناعتهم انها ان « نفدت « فلن تعود وهم الذين واصلوا العمل طوال ثمانية عقود على تشكيل جماعتهم ,كي يظفرو بحكم مصر والتمكن منها ثم التحول لاحقا الى ميادين اخرى لفرض « الاستاذية»على العالم اجمع ,كما نظّر لهم ووعد ,مؤسس الجماعة حسن البنا....
كل ذلك بات من الماضي القريب رغم ان مصر لم تتعافى من بعد , فالرئيس الاخواني ما يزال قيد المحاكمة فيما الرئيس المعزول اخذ يستعيد بعض مكانته وحقوقه (....) وخرج ولداه علاء وجمال الى الحرية في انتظار اعادة المحاكمة بعد قرار المحكمة الادارية , الامر الذي ادى لاندلاع سجالات وجدل في الاوساط السياسية والحزبية المصرية حول ما ستؤول الامور في مصر , بعد سنة ونيف من سقوط حكم الاخوان وبعد فوز المشير السيسي في انتخابات الرئاسة وبدء مشوار استعادة مصر دورها العربي والاقليمي والدولي ( وان بشكل بطيء ) ناهيك عن المحاولات الجارية لانعاش الاقتصاد المصري واستعادة السياحه عافيتها والوعود المبذولة لتنفيذ مشروعات انمائيه وخدماتية توفر المزيد من فرص العمل , رغم ان اولويات النظام الجديد هي محاربة الارهاب وتجفيف منابعه واجتثاث امتداداته ودائما في تحجيم جماعة الاخوان ومحاصرتها واجبارها على الاعتراف بالواقع الجديد والتزام قواعد اللعبة التي يريد فرضها كشرط ضروري لاعادة الشرعية « الحزبية « ولكن بغير « لبوس « ديني او الخطاب القديم الذي بنت الجماعة «مجدها « عليه....
مصر الان , رغم كل ما جرى ويجري ,امام مفترق حقيقي ولا يستطيع الاعلام والخطابات الحماسية ان تخفي عمق وتعدد الصعوبات والتحديات التي تواجهها, ويبقى انتظار انتخابات مجلس النواب القريبة في اذار الوشيك ( اذا لم تتأجل ) لمعرفة طبيعة خطاب القوى السياسية والحزبية التي ستظهر في مشهد ما بعد استكمال خريطة الطريق... التي لم تكتمل بعد.
عن الرأي الاردنية

اخر الأخبار