'الأهبل' نيوت..!

تابعنا على:   19:27 2014-12-20

كتب حسن عصفور/ بدأ الأبله – الأهبل نيوت جينجريتش حملته الانتخابية كمرشح للحزب الجمهوري، بطريقة غاية في السذاجة والجهل السياسي والتاريخي، بدأ حملته بالحديث عما تم التوقف عن الحديث عنه في العرف الصهيوني، رسميا منذ سنوات، فالمرشح الساذج – الأهبل قال لمحطة يهودية في أمريكا إن العرب اخترعوا 'الشعب الفلسطيني'، ولم يكن هناك وجود لا للشعب ولا للأرض الفلسطينية، ويبدو أننا أمام من لا يقرأ لا تاريخا ولا حاضرا، ولكي لا ندخل في حقائق تاريخ بعيد، نعيد للذاكرة الضيقة لهذا 'النيوت' بعضا من وقائع أمريكية للرد على هذا 'الغبي'، فرؤوساء أمريكا اعترفوا بدولة فلسطينية عربية وبشعبها منذ زمن بعيد، وأبرزها موافقة أمريكا على قرار تقسيم فلسطين  181، والذي ينص على 'إقامة دولتين' فوق أرض فلسطين الانتدابية، واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين، ولن نناقش في الحق والعدل في القرار، ولكن الاعتراف الأمريكي به، بل إن امريكا حافظت على اعترافها المستمر بقرار 194 الخاص بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حتى تاريخه، وكانت تصوت سنويا إلى جانبه في الجمعية العامة، حتى توقفت بعد مؤتمر مدريد..

وفي نهاية السبعينيات أكد الرئيس جيمي كارتر على ضرورة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني فوق أرضه، والعام 1982 وبعد الحرب الإسرائيلية على منظمة التحرير واعتقاد الجميع أنها فرصة إنهاء التمثيل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، قام ريغان الرئيس الأمريكي الجمهوري ( انتخب مرتين) بعرض ما يعرف بخطة ريغان، تقوم على الاعتراف بالشعب الفلسطيني ولكن ضمن 'حكم ذاتي كامل' برتبط 'كونفدراليا بالأردن، وبعد 1988 اعترفت واشنطن بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني بشكل غير مباشر، عندما قررت فتح حوار مباشر معها، بدأ في تونس من خلال سفيرها ووفد من منظمة التحرير برئاسة ياسر عبدربه عضو اللجنة التنفيذية، وفي مؤتمر مدريد ورغم الصيغة الملتبسة للتمثيل الفلسطيني الا أنه تم تشكيل وفد مشترك أردني فلسطيني وحضر المؤتمر في مدريد ثم إلى واشنطن، ليفاوض في مسار خاص غير مستقل..

ولكن، الجهل الأكبر  للساذج الجينجريتشي يكمن في عدم سماعه أو رؤيته أو قراءته لما حدث في حديقة البيت الأبيض الأمريكي عندما تم توقيع اتفاق اعلان المبادئ – اتفاق أوسلو في يوم 13 سبتمبر 1993، برعاية الرئيس كلينتون وبحضور الخالد ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين والذي تم تصفيته لاحقا بيد يهودية، الاتفاق ينص بوضوح على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني وأن هناك سلطة فلسطينية في الضفة والقطاع، نصوص قاطعة حاسمة – بالمناسبة النصوص بالإنكليزية متوفرة بدائرة شؤون المفاوضات ويمكن أن يرسلها د.صائب عريقات للسفير الفلسطيني في واشنطن مع عريقات ليهديها للمرشح الأبله -..

ومنذ تلك اللحظة استقبل ياسر عرفات كرئيس للسطلة الوطنية في البيت الأبيض أكثر كثيرا من استقبال قادة إسرائيل، خلال عدة سنوات استقبل ما يزيد على 19 مرة، وقاد الوفد الفلسطيني في قمة كمب ديفيد عام 2000 لمفاوضات الحل النهائي وقبلها في مفاوضات وأي ريفر الأمريكية أو وأي بلانتيشين كما يفضل بعض الأمريكان التسمية،عام 1998 مع نتنايهو..

وعام 2002 أعلن الرئيس الأمريكي الجمهوري الابن بوش، ما بات يعرف بخطة 'حل الدولتين' واحدة فلسطينية إلى جانب إسرائيل..

وإلى جانب ذلك يبدو أن الشخص الطامح لأن يصبح رئيسا لأمريكا لا يعرف أن هناك مؤسسة عالمية اسمها الأمم المتحدة يقع مبناها في نيويورك الأمريكية، لو عرض أي اقتراح عليها بين فلسطين وأمريكا وإسرائيل ستكون الهزيمة مدوية لغير فلسطين، ولو أراد الرئيس عباس أن يحصل فورا على حقوق دولة فلسطينية كمراقب فيها فسيكون التصويت صفعة مدوية لأعداء فلسطين أرضا وشعبا.. الأمثلة الحية كثيرة جدا يا نيوت الجاهل الساذج الغبي والجاهل..

ولكن هل يتجاهل الجاهل أصلا أن أمريكا بولاياتها هي الاختراع، وليته يخبر العالم بأصله وعائلته ومن أين أتى ومن هم الشعب الأصلي للبلاد التي بات اسمها أمريكا وما حدث بهم ..

رغم كل ما سبق فلا بد أن يرد على الجاهل نيوت مصدر رسمي فلسطيني ويطلب اعتذارا رسميا من إدارته وحزبه وتحريم دخوله لأرض فلسطين واعتباره مطاردا للعدالة السياسية والتاريخية، وليت سفارة فلسطين في واشنطن بالتنسيق مع السفراء العرب والأصدقاء ينظمون حملة سياسية واسعة لمقاطعته ومحاربته حيثما أمكن ذلك، وأن تصدر الجامعة العربية بيانا يلزم الدول العربية بمقاطعته نهائيا واعتباره شخصا غير مرغوب وتحرم دخوله أراضيها.. لا يجب السماح للحمقى بالمساس من شعب فلسطين وأرضها..

ملاحظة: ما أفتى به الشيخ القرضاوي حول طلبه من 'حكومات التيار الإسلامي' التعامل 'الحكيم' مع الغرب ( الاستعماري) وإسرائيل يحتاج وقفة سياسية مطولة.. تصريحات الأهبل نيوت أجلتها.. لكنها لن تمر ..

تنويه خاص: ليبرمان يعتبر الرئيس عباس 'عقبة' في طريق السلام.. تصريحات تتكرر دون خطوة واحدة حاسمة.. وكأن البيان الاستنكاري يكفي.. بعض من الغضب الجاد يا سادة يا كرام ..

تاريخ : 10/12/2011م  

اخر الأخبار