غنجٌ راقصٌ تَحْتَ قميصِ امرأة - قصة قصيرة

تابعنا على:   12:48 2014-12-20

عطا الله شاهين

لا يُسكتُ الغنجُ الرّاقص تَحْتَ قميصِ امرأةٍ تتوقُ بشغفٍ لشفتيّن ملّتا مِنَ العيشِ بدون ارتواءٍ جُنوني إلا، حينما تقتربُ شفتاها مِنْ فمٍ عَطِشٍ، هُناك فقط يصمتُ الغنجُ القاتل .. تَحْتَ قميصها ترى النّيرانَ تشتعلُ شغفاً وقميصها يحترقُ مِنْ تضاريسٍ جميلةٍ يصعبُ الابتعادُ عنها .. فعندما تسمعُ غنجَ امرأة قتلتها وحدتها.. لا يُمكنكَ أنْ تقفَ أبلهاً بدون أنْ تقتحمَ جسداً قاتلاً ، وتُمزّقُ قميصها المُحترق وتُقبّلها ، وضوءُ القمر يتربّعُ أمامكَ وكأنّه يحسدكَ وأنتَ تسمعُ تنهداتٍ عذبةٍ تخرجُ مِنْ فاهِ امرأةٍ مجنونة بعناقٍ ساحر، وتشعرُ فيه بلذةٍ غير معهودة ، فالتّنهداتِ تقتلكَ ببطءٍ .. وأنتَ ليس أمامكَ سوى أنْ تستمرَ بالطّربِ على صوتها الرّائع ..
الأفواه تتوه وتحترقُ على شفاهٍ تعشقُ الصّمتَ وقتَ الظّلام ، حينما تتسللُ العتمةُ إلى مكانِ الجُنون ، حيثما ترقدان وتمارسان أشياءً جميلة .. فالأفواه الصّاخبة لا تعرفُ الهدوء ، إلا على شفتيّ امرأة يغنجُ صدرها تَحْتَ قميصٍ تفوحُ منه روائح عرقها المُستساغ .. فما أجملَ القُبلات ، حينما يقتلُ الغرفةُ صمتاً قاتلاً ، والقمرُ يأبى أنْ يُفارقَ جُنونكما بضوئه الهادئ ، ويمكثُ بقربكما وكأنّه يتوق لعناقِ غيماتٍ تائهاتٍ في سماءٍ مُظلمة ، ـوحين يرى الجُنون من أفواهٍ عَطْشَى، ساعتها يثملُ مِنْ تنهداتِ امرأة قتلتها الوحدة .. ما أجملَ أنْ تسمعَ صوتَ غنجها عندما يخرجُ مِنْ فمها الحلو ليُسكرُ صمتَ الحُجرة ومللها ، فليس هُناك أجمل مِنْ سماعِ صوت غنج امرأة مُخبأ خلفَ قميصٍ زهريٍّ يجذبُكَ بجُنونٍ وتبقى صامتا ..

اخر الأخبار