يحرقون أطفالنا ومساجدنا وبيوتنا

تابعنا على:   14:03 2014-11-23

خالد معالي

بعد جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير، وحرق المساجد في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 48، والتي كان آخرها حرق مسجد قرية المغير بتاريخ 12\11 ؛ خرج علينا إرهاب وبلطجة المستوطنين فجر يوم 23\11 بحرق منزل عبد الكريم حسين حمايل من قرية أبو فلاح قضاء رام الله؛ في استهتار بأرواح وأملاك الفلسطينيين.

لولا لطف الله لأحرق المستوطنون المرأة الفلسطينية وبناتها الثلاث اللواتي تواجدن في المنزل لحظة هجوم المستوطنون عليه؛ وهو ما يشير إلى أن إرهاب المستوطنين لن يتوقف ضد الفلسطينيين في  كافة أماكن تواجدهم في الضفة الغربية.

المستوطنون مرتاحون لردة الفعل على حرقهم للأطفال وللمنازل وللمساجد؛ ولمواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين؛ فهم يطربون لسماع الاستنكار والشجب؛ ويعلمون مسبقا أن الاتفاقيات التي لا يحترمونها أصلا؛ تمنع المس بهم أو إيذائهم في حالة ضبطهم؛ بل تسليمهم لسلطات الاحتلال، ويخرجون منها كما يقول المثل :" مثل الشعرة من العجين".

 تشير جريمة حرق المنزل إلى أننا مقبلون على توتير اكبر، وصراع اشمل، مع المستوطنين الذين "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة"؛ وهو ما يستدعي الحذر والجاهزية التامة لصد اعتداءاتهم المتكررة .

المستوطنون سيواصلون اعتداءاتهم في المدى المنظور؛ فشهود عيان أكدوا أن عملية الحرق جرت من قبل قطعان المستوطنين الذين استغلوا قرب المنزل من الطرق الالتفافية التي يسلكونها ومن ثم سرعة هروبهم من موقع الجريمة؛ مستغلين الأوضاع الراهنة التعيسة ومعرفتهم المسبقة انه لن يتم المس بهم .

حرق المنزل من قبل المستوطنين ليس عبارة عن ردة فعل عابرة وغير مخطط لها؛ بل هي حرب ممنهجة وسياسة متواصلة، يغذيها التطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال؛ أمثال   "ليبرمان "و"بينت "وغيرهم من دعاة التطرف والإرهاب وطرد الفلسطينيين من أرضهم ومصادرة أراضيهم.

الحرب المعلنة من قبل المستوطنين على بيوت الله ومنازل الفلسطينيين، وكل ما يمت للشعب الفلسطيني بصلة؛ أخذت أشكالا كثيرة ومتعددة،؛ من حرق وهدم، ودهس، وقلع ونشر الأشجار، وإغلاق الطرق، وإطلاق النار على المركبات، وتهديد الفلسطينيين، وحرق أشجارهم وحقولهم الزراعية.

اختيار التوقيت والمكان من قبل المستوطنين يدل على أنها عناصر محترفة، من جماعة دفع الثمن الإرهابية أو غيرها؛ وهو ما يشير إلا أن لديها طول باع في الإجرام، وكتابة شعارات مسيئة؛ هي عبارة عن تحدي للفلسطينيين.

لا جدال أن هناك عوامل مساعدة لمواصلة حرق المساجد والمنازل من قبل المستوطنين، خاصة حرية الحركة والتنقل بين المستوطنات، وسرعة الدخول والخروج من قرى بعينها في مناطق محددة في الضفة، واحتضان حكومة"نتنياهو" المتطرفة للمستوطنين، وتركهم ليصولوا ويجولوا دون حسيب ولا رقيب.

المرحلة الحالية بما تحمل من استيطان، وأرخص احتلال مريح عرفه التاريخ، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة، وحرق المساجد والمنازل؛ وحتى حرق الأطفال  كما حصل  مع الطفل الشهيد أبو خضير، وهو يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة للفلسطينيين لحملهم على ترك وطنهم.

لوثة دينية  تضرب المستوطنين؛ يتواصل معها حرق المساجد، والمنازل ومصادرة الأراضي ؛ والفتاوى الدينية جاهزة من قبل حاخاماتهم تدعوهم للاستمرار والمواصلة، فالشعب الفلسطيني بنظرهم من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الاغيار" وجدوا لخدمة اليهود.

اخر الأخبار