الاستثناء.. أبو عمار في ذكراه العاشرة

تابعنا على:   14:05 2014-11-20

رامز مصطفى

 اعتلى الإعلامي زاهي وهبي منصة الشهيد أبو عمار في ذكراه العاشرة، وقال فيه ما يليق من تكريم معبِّر ومؤثر.. وبتكريمه إنما أراد تكريم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن عرفات رجل الاستثناء في مسيرة الثورة الفلسطينية.

أبو عمار نعم كان الاستثناء.. صاحب شخصية مثيرة للجدل.. بتقديري وتقدير الكثيرين إنها شخصية لن تتكرر.. كيف لا وقد جمع المتناقضات وأجاد اللعب على جدرانها دون أن يسقط في أتونها.. احتار في أمره القريب والبعيد.. اختلفت وتصادمت معظم القيادات معه؛ من داخل الحركة وخارجها، لكن سرعان ما عاد وجمعها من حوله، وعندما يعمل على تدوير الزوايا مع أحد، كان يعرف ماذا يريد منه.

نسج علاقاته مع جميع الدول والقوى والأحزاب وحركات التحرر، من يمينها ويسارها ووسطها.. تارة تخاله ماركسياً وعلمانياً، وطوراً تظنه قومياً، وأخرى المتديّن حتى النخاع.. العلاقات لديه كما الباب الدوار؛ لا يطيق أن يُلزمه أحد في محاور، والتكتيك والاستراتيجية عنده واحد.

عندما حانت حقيقة التسوية الأميركية في المنطقة، حضر مدريد ووقّع على "أوسلو" عاد أبو عمار إلى أراضي الحكم الذاتي، علّها تكون المدخل نحو الدولة - الحلم المفترَض، ولو على 22 بالمائة مجموع ما أبقته "أوسلو" من فلسطين.

طالبه الأميركيون و"الإسرائيليون" بالتنازل عن حق العودة والقدس، فرفض، وكانت انتفاضة الأقصى. عاد أبو عمار إلى بدايات الثورة؛ سلّح وغضّ الطرف عن المقاومين والاستشهاديين، وأعاد وصل ما انقطع مع رفاق الرصاصة الأولى في الساحة، والذين بادلوه الحرص بالحرص.. حمّلته "إسرائيل" المسؤولية، فاغتاله المقبور شارون، بعد أن توعّده.. فقضى كما تمنّى شهيداً، وليس أسيراً أو طريداً.

اخر الأخبار