حسناءُ حارتِنا- قصة قصيرة (عمر حمَّش)

تابعنا على:   22:26 2014-11-18

تلك الحلوةُ أذهلتْ فتيانَ زُقاقِنا، كانت كلّما مرّتْ؛ هرولوا، هم يلهثون من خلفِها، ومن أمامِها، وهي ترمي بسمةً، وتهزُّ جديلتَها، ربحي فقط، استطاع أن يلقمَ كفَّها رسالتَه، فجنَّ من بعدِها، مكث الآخرون يرقبونه تحت الجدار، حتى يجيءَ برسالتِها؛ فيتحلّقون مبهورين، تطايرت لهم حروفُ أوراقِها مثل عصافير، وربحي ظلَّ يروح بالرسائلِ، ويجيء، وفي عينيه توقف الزمن، هجر عربَتَهُ، التي كان يجرُّها، فصارتْ خردةً ملقاةً للصغار، ظلَّ يتبخترُ بقميصِه الذي اشتراه، والدنيا له تضيء، إلى أن جاءَ يومٌ زّفت له الحلوةُ فيه، مرّ عليهما فقط يومٌ، أو بعضُ يومٍ، قبل أن يغمى عليها، ثمَّ تفيق؛ لتدخلَ غيبوبةَ ذهول ... عيناها تحدِّقان، وعقلُها يتمنى معرفةَ ذاك اللعين الذي كان يكتب الرسائلَ لربحي تحت الجدار!

اخر الأخبار