حسن المدهون ... إنهض من مرقدك الأقصي يستنجدك ..

تابعنا على:   07:41 2014-11-01

م./ أحمد منصور دغمش

أرض العز تفتقد الرجال ... ساحات النزال تحتاج للأبطال ... ميادين القتال تشتاق للفرسان ... فلماذا إستعجلت الرحيل يا خال ..؟ رحلت قبل أن يكتمل حلمك بتحرير بلادك ...قبل أن تنتهي المعركة ... لقد ضاعت البلاد ... وضاق الوطن بالعباد ...فهدمت غزة عن بكرة أبيها وتراجعت قضيتنا عشرات السنين وقتل أولئك الإنقلابيون خيرة إخواننا وأحبتنا ودمروا حتي البيوت التي إختبئوا وراء جدرانها ... هؤلاء من كنا نستضيفهم في مجالسنا وهم برفقتك .. هؤلاء الذين كنا نتنقل بهم بسياراتنا ونؤمن مبيتهم حينما كنا نعتقدهم مناضلين وشرفاء وبوصلتهم تشير نحو القدس وتحرير الوطن ولكننا خبنا وخاب الظن يا أبا علي ..

الشهيد البطل حسن عطيه المدهون أحد أعمدة العمل العسكري في قطاع غزة و أسس مع القائد جهاد العمارين كتائب شهداء الأقصى الذراع المقاتل لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" فكانت الظاهره الأنبل في تاريخ الثورة الفلسطينية ... فولدت روح الثورة مع ميلاد الجنرال أبو علي و رضع حب الوطن وترعرع في أسرة فدائية من الطراز الأول حيث كانت بدايات شهيدنا مع إندلاع الإنتفاضة الأولي المباركه فأصبحت الحجارة والزجاجات الحارقه هي لعبته المفضله و من ثم إلتحق بالقوات الضاربة بعد العمل باللجان الشعبية داخل إطار القيادة الوطنية الموحده و بعدها دخل الخط العسكري المتمثل حينها بالفهد الأسود وتطور العمل بصقور الفتح فبرز الشهيد حسن المدهون بين إخوانه و أصدقائه مما أدي لإعتقاله عدة مرات من قبل أجهزة أمن العدو الصهيوني وكان من خيرة الأشاوس القابعين في أقسام الأشبال بمعتقل أنصار 2 وكان مثلآ في الإلتزام والإنتماء الحديدي والإنضباط الثوري كما كان أسدآ في المواجهات مع جنود الإحتلال في شوارع وأزقة وحواري مخيم الثورة مخيم جباليا الصمود مسقط رأس شهيدنا البطل فأصيب بإصابات مباشرة عديده وفي إحداها فقد عينه وعند قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إنخرط شهيدنا في أجهزتها الأمنية كنوع من أنواع إكمال المسيرة النضالية وعند إندلاع إنتفاضة الأقصي حين دنس المجرم أرائيل شارون باحاته فثار الشعب وتحول الرجال للعمل المسلح بتخطيط وتمويل ومباركة من رمز عزتنا وكرامتنا وكبريائنا القائد الخالد ياسر عرفات فلبي أبو علي النداء وكان المكان المستهدف هو ميناء إسدود فكانت أخطر عملية عسكرية أمنية حيث إخترق الفارس البطل نبيل مسعود خطوط دفاع العدو وكل أمنه وتكنولوجياته وأجهزته المتطوره فحصد أرواح ثلاثة عشر جنديآ صهيونيآ وأصاب العشرات ولو قدر له أن يصل إلي مستودعات المواد الكيماوية داخل الميناء لإحترقت مدينة إسدود وإستمر الهجوم فكانت زلزلة الحصون ونتساريم وكان الشغل الشاغل والهم الوحيد للقائد حسن المدهون هو الوطن فأخذ علي عاتقه مقاومة الإحتلال و وهب حياته لفلسطين لدرجة أنه في إحدي المرات جهز أخاه الأصغر ليكون إستشهاديآ بديلآ لأحد الإخوة الإستشهاديين وفي الدقائق الأخيره تغيرت مجري الأمور ... لقد نالت طائرات العدو الصهيوني من جسد شهيدنا البطل ومزقت صواريخه الحاقده جسد شهيدنا ولكنها لم تنل من عزيمة جيشه فأكمل مسيرته رفاق دربه ولحقوا به شهداء حين إرتقي الشهيد خضر ريان والشهيد إياد قداس والشهيد إياد النجار ومن ثم لحقه أباه و أخاه شهداء ليكون شهيدآ إبن شهيد و أخ لشهيدين فلله درك يا أم هاني يا من علمتي أبنائك حب الوطن وأرضعتيهم حليب الثورة ...

إلي جنات الخلد يا شهدائنا الأبرار وعلي رأسكم رمز عزتنا وكرامتنا أبو عمار والشفاء العاجل لجرحانا البواسل والحريه القريبة للوطن ولأسري الحريه و العودة المظفره لأحبتنا والعهد هو العهد والقسم هو القسم أن نبقي الأحرص علي دماء الشهداء و أن نبقي علي خطاهم سائرين ولدمائهم ثائرين ولآماناتهم حافظين ولذويهم مخلصين حتي ننال إحدي الحسنيين ونلقاهم علي حوض سيد الخلق لنشرب من يده الشريفه شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدآ و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ...

اخر الأخبار