إسرئيل بين خيارين!!!

تابعنا على:   17:06 2014-10-31

يحيى رباح

علامات على الطريق

مرة أخرى تعود إسرائيل إلى تكرار لعبتها المفضوحة، و ذلك من خلال قتل الشاهد الوحيد، و الإبقاء على روايتها الوحيدة ترويها كما تشاء، فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جيش و شرطة بتحويل مدينة القدس الشريف، القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين إلى ثكنة عسكرية، حين هاجمت منزل الأسير المحرر معتز حجازي، و أطلقت عليه النار و آردته قتيلاً، ثم بدأت تروي حكاياتها الزائفة كما تريد، فادعت أنها عثرت على المسدس الذي أطلق منه النار على المتطرف المجنون "جليك"، مع أن "جليك" هذا كان طيلة الشهور الماضية يقوم باستفزازات لا تطاق أمام نظر الحكومة الإسرائيلية و جيشها و شرطتها و أجهزتها الأمنية، فلماذا لم يقم أي طرف إسرائيلي بمنع "جليك" من الاستمرارفي استفزازاته؟؟؟ و لماذا كانوا يضعون كل هذا العدد من الشرطة في خدمته لكي يشجعونه على ما يفعل؟؟؟

و تطور الأمر إلى حد أن حكومة إسرائيل احتجزت جثة معتز حجازي، ثم منعت تشريح الجثة، ثم سلمت الجثة لأهله تحت جنح الظلام، و حددت رقم المقدسيين المشاركين في الجنازة، ثم أغلقت كافة أبواب الحرم القدسي لأول مرة منذ قرابة نصف قرن، و في كل واحدة من هذه الإجراءات فإن إسرائيل كانت تقف ضد القانون الدولي، و ضد المجتمع الدولي، و ضد التاريخ و مسار التاريخ، و كأنها هي وحدها في العالم، و أنها تستطيع أن تفعل ما تريد، فهل إسرائيل قادرة فعلاً على أن تعيش ضد التاريخ، و خارج التاريخ أم أن عليها أن تبحث عن خيار آخر؟؟؟

أولة الإجابات عن هذا السؤال الكبير جاء من مملكة السويد من قلب أوروبا الحليف الأول لإسرائيل، و الجواب جاء من خلال اعتراف السويد بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران و القدس الشرقية عاصمة لها، و في خطاب الاعتراف الذي أدلت به وزيرة خارجية السويد، الذي هو وثيقة تاريخية كبرى، قالت وزيرة خارجية السويد أن الاعتلااف بدولة فلسطين جاء تأييداً لمقتضيات و متطلبات القانون الدولي!!!

فماذا ستفعل إسرائيل؟؟؟

هل ستتصالح مع التاريخ أم تبقى معادية له و خارجة و معتدية على مساره الحتمي؟؟؟

ردود الأفعال الأولى من قبل نتنياهو و حكومته تشير إلى أن إسرائيل حتى هذه اللحظة عاجزة عن التصالح مع التاريخ، أي أنها عاجزة عن التصالح مع العالم، فقد وصف نتنياهو قرار الحكومة السويدية بأنه مؤسف، أما وزير خارجيته ليبرمان فقد احتار ماذا يفعل بسفيره، هل يجعله ينبح على السويد، هل نستدعيه، هل نبقيه؟؟؟ باختصار فإن إسرائيل مصابة بالصدمة و الدهشة كما لو أن القرار السويدي جاء مفاجئاً، أو جاء مقطوعاً عن سياق يتحدث العالم و يتحاور فيه منذ سنوات، و جرت من أجله مفاوضات استغرقت عقوداً من الزمن، و وقعت بخصوصه حروباً قامت بها إسرائيل و كان آخرها الحرب الأخيرة على قطاع غزة استغرقت واحد و خمسين يوماً و خلفت من آلاف الشهداء و الجرحى، و كان جذرها الأصلي هو الحق الفلسطيني و كيف أنه يتوجب على إسرائيل أن تعترف بهذا الحق الفلسطيني الذي أصبح جزءاً عضوياً من تفكير و اهتمام و قرار المجتمع الدولي و مصالح المجتمع الدولي.

ما هو خيار إسرائيل؟؟؟

هل هي جزء من التاريخ أم ضد التاريخ؟؟؟ هل هي جزء من العالم أم ضد العالم؟؟؟ هل هي عضواً إيجابي في هذه المنطقة أم جزء شاذ و تفجيري و استنفاري في المنطقة؟؟؟

هناك في إسرائيل قوى كثيرة مؤيدة لنتياهو و حكومة نتنياهو و ائتلاف نتنياهو، و لكن هناك قوى و عقول و أصوات ترى أن نتنياهو أصبح عبئاً، إنه يعيس بمعايير خارج الزمن الذي نعيش فيه، إنه يعربد بقوة و هيمية ليس هو مالكها الفعلي، بل هو يحصل عليها من آخرين في هذا العالم لهم مصالحهم و لا يجب عليه أن يتجاهل مصالحهم.

و لعل التفوق الفلسطيني الذي يرفض نتنياهو الاعتراف به أن القيادة الفلسطينية لا تحتكم إلا إلى التاريخ، و إلى العالم، و إلى المجتمع الدولي و قوانينه و قراراته و ألياته، و قد سمع العالم كله بما فيه إسرائيل الرئيس أبو مازن يؤكد المرة تلو الأخرى، أنه إذا حصل من مجلس الأمن الدولي على قرار بالاعتراف بدولة فلسطين، فإنه سيذهب بهذا القرار إلى المفاوضات، و لكنها حينئذ ستكون مفاوضات بمرجعية محددة، حدود الدولة، و تحديد زمن إنهاء الاحتلال، فماذا تختار إسرائيل؟؟؟ أن تكون مع التاريخ أم تكون ضد التاريخ؟؟؟

اخر الأخبار