قطر تواجه 'حسابا عسيرا' في بريطانيا حول دعم الارهاب

تابعنا على:   00:20 2014-10-29

أمد/ لندن – وكالات : من المتوقع ان يواجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مزاعم بأن بلاده تمول مقاتلي الدولة الاسلامية أثناء زيارة دولة لبريطانيا بدأت الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام.

وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها الشيخ تميم لبريطانيا منذ ان أصبح أميرا لقطر عام 2013 وستشمل اجراء محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كما يجتمع مع الملكة اليزابيث.

وقطر من أغنى دول العالم واستثمرت أموالا طائلة في الشركات والعقارات البريطانية. ومن بين هذه الاستثمارات أعلى مبنى في لندن "ذا شارد" الذي مولته الاسرة الحاكمة في قطر، ومتجر هارودز الذي تملكه هيئة الاستثمار القطرية التي تمثل صندوق الثروة السيادية.

غير ان وسائل اعلام بريطانية ركزت في تقارير نشرت في الفترة التي سبقت الزيارة على مزاعم سابقة من دول عربية مجاورة بمنطقة الخليج بأن قطر تستخدم ثروتها الهائلة من النفط والغاز في دعم الاسلاميين في أرجاء منطقة الشرق الاوسط.

واتهم وزير بالحكومة الالمانية قطر في اغسطس/اب بتمويل مقاتلي الدولة الاسلامية وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل أفراد أو جمعيات خيرية في الدول العربية رغم ان قطر انضمت الى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وفي سبتمبر/ايلول، قال الشيخ تميم ان بلاده لا تساعد الدولة الاسلامية في العراق أو سوريا، وأبلغ المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بأن أمن بلاده ذاتها في خطر من المتشددين.

لكن أعضاء في البرلمان البريطاني دعوا كاميرون لإثارة القضية عندما يجتمع مع الشيخ تميم الاربعاء. وقال المتحدث الرسمي باسم كاميرون ان التعامل مع التطرف سيكون على الارجح ضمن جدول اعمال المباحثات.

والأحد، دعت صحيفة "صنداي تليغراف" إلى الضغط على رئيس الوزراء البريطاني لوضع قضية "تمويل الإرهاب" على قمة أجندة المحادثات مع أمير قطر.

وذكرت الصحيفة، التي افتتحت رأيها بعبارة "لا يمكن أن نقبل أن يكون ضمن أصدقائنا المقربين أطرافا تموّل الجهاديين المتعطشين للدمّ"، ويتعين على كاميرون أن يطلب من أمير قطر اتخاذ إجراء حاسم لضمان سد أي قنوات لجمع وتوفير الدعم المادي لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وأكدت الصحيفة أن أكبر ممولي تنظيم القاعدة الذين يمدونه بالدعم المادي موجودون في الكويت وقطر، على وجه الخصوص، التي وصفتها بالبيئة الخصبة لجمع الأموال والمساعدات التي توجّه إلى المسلحين المتشددين.

وشددت الصحيفة، التي أطلقت حملة "أوقفوا تمويل الإرهاب"، على أن بريطانيا يجب أن تكون أكثر وضوحا في رسائلها لأصدقائها في الخليج، وهو أنه لا يمكــن اعتبار أي دولة يشــتبه في تورطها في تمويــل الجمــاعـات المتعطشـة للدمــاء دولة صــديـقة.

 

وقال خبراء إن الاستثمارات القطرية القائمة، أو وعود الدوحة باستثمارات جديدة لا يمكن أن تجعل بريطانيا تتخلى عن قيمها وتقاليدها خاصة إذا تعلق الأمر بالأمن والاستقرار في العالم، أو معارضة شراء الذمم مثلما تكشف عنه شكوك الكثيرين بخصوص الطريقة التي حصلت بها قطر على أحقية تنظيم كأس العالم لكرة القدم في 2022.

ومن المرجح أيضا ان يواجه الشيخ تميم، الذي تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا عام 1998، أسئلة بشأن اساءة معاملة العمال المهاجرين الذين يساعدون قطر في الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022. وتقول قطر إنها اتخذت اجراءات لتحسين أحوال العمال وحقوقهم.

ورغم المصالح التي تجمع لندن بالدوحة، لفت الخبراء إلى أن المصلحة البريطانية المباشرة لا يمكن أن تبرر السكوت على التجاوزات، وبالتأكيد لن تمنع رئيس الوزراء من مصارحة ضيفه القطري بملاحظات لندن حول سياسة الدوحة والشكوك المثارة حولــها.

وفي هذا السياق، قال النائب ستيفن باركلي (من حزب المحافظين) إنه من "الضروري" أن يثير ديفيد كاميرون مع الشيخ تميم موضوع تمويل الإرهاب.

يشار إلى أن زيارة الشيخ تميم بن حمد إلى بريطانيا تأتي في ظل نقاشات كبيرة في بريطانيا حول قطر ودورها في ملف الإرهاب خاصة بعد أن أدرجت الحكومة البريطانية القطري، عبدالرحمن بن عمير النعيمي ضمن قائمة العقوبات، لاشتباهها في تمويله جماعات متشددة.

والنعيمي مستشار لدى الحكومة القطرية، وسبق أن وضعته الولايات المتحدة منذ أشهر على قائمة المطلوبين في قضايا تمويل الإرهاب، وهو ما يجعل الدوحة في موقف حرج أمام لندن وواشنطن.

وأطلقت بريطانيا مبادرة دبلوماسية تستهدف وقف تمويل المقاتلين المتطرفين في العراق وسوريا نالت تأييدا بالإجماع في مجلس الامن الدولي في اغسطس/اب. ويهدد القرار بفرض عقوبات على أي بلد يتضح انه يتعامل مباشرة أو بصفة غير مباشرة مع الدولة الاسلامية.

اخر الأخبار