رفعت السعيد إلى الرئيس السيسى: لماذا عدة مرات؟

تابعنا على:   08:05 2014-10-25

د. رفعت السعيد

لعلك تعرف أن قدراً من المودة والإعجاب يتملكنى، خاصة أنك حققت لى حلماً خضت غماره لخمسة وثلاثين عاما كرستها لمواجهة التأسلم إرهابا وفكرا، وواجهنى معترضا ومنتقدا ولائما كثيرون أو الأكثرية ممن عرفت ولم أعرف. ولعلك تذكر يوم قلت لك وأنت لم تزل على عتبات الاتحادية «أنا لا أعرف امتداح الرؤساء» وأجبتنى بابتسامة صادقة ولعلك لاحظت أننى نأيت وبحزم عن أى تملق أو تعلق أو ادعاء بالقرب أو التقرب، لكننى آتى اليوم لأقول إن المودة مسلكى لتساؤلاتى المنتقدة. «فلماذا» الأولى تسأل لماذا التلكؤ المتعمد تجاه إنجاز القوانين والإجراءات الخاصة بالانتخابات؟ ولتأذن لى بمقارنة قد تبدو سخيفة، فإذ نرى السرعة النشطة فى مشروع قناة السويس ومئات الآليات تتحرك وعشرات الألوف تتصبب عرقا بثورية مذهلة، فإننا ندهش للتباطؤ المتعمد فى إنجاز آليات الانتخابات، والفارق هنا ليس بين حماس وتباطؤ وإنما قد- أقول قد- يوحى بمكون جوهرى أو حتى فلسفى بين إرادة ثورية وعملية فى مجال الاقتصاد وبين تراخى وتمهل فى مجال الديمقراطية. فلماذا؟

وكذلك سؤال آخر حول سوق الانتخابات الذى انسكبت فيه مبكرا مئات الملايين تتدفق علنا، وتنفق علنا، منذ عدة أشهر وستتضاعف باقتراب الموعد الموعود للانتخابات. ولعلى لا أخطئ إذا قلت إنك تعلم وأجهزتك تعلم مسالك التمويل المتدفق من قطر وإيران وتركيا وأوروبا وأمريكا بهدف إغراق البرلمان بخصوم لك ولمسيرتك من إخوان ومتأخونين وشظايا المتأسلمين والمرتزقة. فلماذا يكون السكوت؟ ولماذا لا نفضح المأجورين من الآن حتى نحمى الناخب من فخاخ الشراء والبيع. وسؤال ثالث لماذا تسكت على أداء الحكومة المتعجل فى مد يدها إلى جيوب الفقراء بزيادة أسعار الكهرباء والغاز والأسعار الملتهبة والتعليم الردىء والصحة المتردية؟ وبالمقابل السكوت الممل عن اتخاذ إجراءات حقيقية وفعلية وعاجلة لتحقيق ولو قدر ضئيل من العدل الاجتماعى وتقليص الفوارق الطبقية ولو بأقل قدر. الحكومة تعمل كثيرا، تتحرك، تنشط، تتكلم فى التليفزيون أكثر مما ينبغى وتسكت عن حقوق الفقراء وأصحاب المعاشات بأكثر مما ينبغى. وأسأل لماذا لا يصدر فوراً قانون للضرائب التصاعدية والضرائب على الثروة وهو أمر موجود فى كل بلد رأسمالى، وأتحدى أن يأتيك واحد من وزرائك باسم بلد واحد فقط لا يتخذ مثل هذه الإجراءات، وأنت تتعامل مع أصحاب المليارات بحنان غير مقبول. والفقراء أصحاب ثورتى يناير ويونيو يتألمون فى ملل وأخشى- دون تهديد- ألا يطول صبرهم. إن أصحاب المليارات يراوغونك فأموالهم أعز عليهم من وطنهم، وهم لا يمتلكون ضمائر حساسة يحركها تبرع امرأة عجوز بآخر ما تملك قرطا كان أو غويشة فضمائرهم تسخر منها ولا تقتدى بها. وقد يكون صياح الفضائيات التى يمتلكونها مفتعلا بتأييدك، فلعلها رسالة لك بأن لملياراتهم التى امتلكوا بها فضائيات، فائدة بمديح يعرف العقلاء أنه مصنوع.

وهناك عشرات أخرى من لماذا؟ ولعلى قد اكتفى بهذا الآن ولا حيلة لى سوى أن أنتظر قبل أن أواصل، وصدقنى أن حرصى على الثورة وعليك هو دافعى. وقبل كل شىء حرصى على مصر.. التى عشقتها.

فأقلق مضجعى ما بات فيها

وما باتت عليه فهل ألام

عن المصري اليوم

 

 

اخر الأخبار