حماس وقصة الخروج من المشهد السياسي

تابعنا على:   21:55 2014-10-22

حسام الدجني

هناك من ينطلق في تحليله السياسي لأي ظاهرة سياسية أو اجتماعية على رغباته الشخصية أو الحزبية، وبذلك يضلل نفسه ويضلل معه الرأي العام.

والحالة الفلسطينية حبلى بهذا النوع من النخب والمحللين الذين لا يرغبون برؤية حركة حماس ضمن المشهد السياسي، وبذلك يكيّفون كل قدراتهم التحليلية لتشكيل رأي عام مساند لأطروحاتهم بضرورة خروج حماس من حلبة الحكم والسياسة، وأن تتفرغ لدعوتها ولمقاومتها، وربما لو انصاعت حماس لمطالبهم سنكون على موعد آخر في قادم الأيام للضغط على الحركة الإسلامية للتخلي عن سلاحها ومقاومتها، وكل ذلك بذريعة مصالح الشعب الفلسطيني.

فأين تكمن مصالح الشعب الفلسطيني...؟ هل ببقاء حماس ضمن المشهد السياسي أم بخروجها منه...؟.

من أكثر الحركات العاملة بالساحة الفلسطينية تنظيماً وانضباطاً هي حركة حماس، فهي حركة مؤسساتية جماهيرية، تمتلك من القوة الناعمة والخشنة ما يؤهلها لقيادة مشروع المقاومة، فحماس لديها جيش أشبه بالجيوش النظامية، ومؤسسات إعلامية قوية، ومنظومة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تشكل رافعة للحركة، والتي باتت نواتها الشعبية الصلبة تتجاوز خط الـ 25% من الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وحماس تمتلك العديد من الشرعيات في الساحة الفلسطينية، تمتلك الشرعية الدستورية بفوزها في آخر انتخابات تشريعية عام 2006م، وتمتلك شرعية ثورية استمدتها من فوهة بندقيتها الشريفة ومن دماء شهدائها ومن إبداعات مقاتليها في الحروب السابقة، وعلى وجه التحديد الحرب الأخيرة عام 2014م.

فحركة حماس هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وبغض النظر عن اختلافنا أو اختلاف البعض معها سياسياً أو أيديولوجياً، فإن ذلك لا يعني أن نطالبها بالخروج من المشهد، بل على العكس تماماً، ينبغي من النخب السياسية والفكرية أن تضغط على حماس للبقاء داخل المشهد السياسي، لأن بقاءها تجسيد للمشاركة السياسية، وتعزيز لمفهوم التداول السلمي للسلطة، ولوقف احتكار السلطة والقوة عند طرف واحد، وهذا يمنح النظام السياسي الفلسطيني قوة وصلابة.

إن مصلحة الشعب الفلسطيني تتمثل في تجسيد وحدة وطنية حقيقية على الأرض، وتبني استراتيجية عمل لإنهاء الاحتلال، وتفعيل المؤسساتية السياسية بما يضمن الانتقال من مرحلة الفردانية –حكم الفرد- إلى مرحلة العمل الجماعي، ويتم ذلك عبر العمل المؤسسي الذي من خلاله يتخذ الشعب الفلسطيني قرار السلم وقرار الحرب، ويكون هو صاحب القرار عبر ممثليه المنتخبين.

وبكل موضوعية أختم بالقول: من المستحيل رؤية المشهد السياسي بدون حماس، وبنفس الدرجة من المستحيل رؤية المشهد السياسي بدون فتح أو أي حركة وطنية أخرى، فحاضنة الوطن كبيرة وتتسع للكل الوطني والإسلامي.

 

اخر الأخبار