فتح في غزة ما بين الانتظار والاحتضار

تابعنا على:   15:06 2014-10-22

سامي إبراهيم فودة

استقبلت غزة وعلى مدار سنوات طوال وتحديداً بعد انعقاد المؤتمر السادس لفتح العديد من الوفود الرسمية والشعبية ومن قيادة الحركة الفتحاوية والذين كلفوا من قبل القائد العام لحركة فتح أبو مازن مع تغيير بعض الأسماء من اجل دراسة الوضع التنظيمي القائم في قطاع غزة وملفاته الشائكة واستخلاص الدروس والعبر والنتائج والحلول والتوصيات وكعادتهم استمعوا مراراً وتكراراً لجميع مكونات الحركة في جلساتها وتم فيها رصد كافة القضايا وتشخيص الأزمات بعد أن تم إشباعها فحصاً وتمحيصاً ودرساَ وتقييماً وانتقلت إلى حالة التوصيات ووضع الحلول المثالية لتنفيذ الاستحقاقات الحركية والوطنية,اليوم تعاد الكرة مرة أخرى بتشكيل لجنة رباعية من اللجنة المركزية تأتي إلى غزة لتعيد معها اللجنة السداسية واللجنة الرباعية واللجنة الخماسية واللجنة السباعية ولا ضير أن تكون هذه المرة لجنة رباعية لنجتر الماضي ونعيد إنتاج ما تم من نقاشات وتفاعلات في الفنادق الفاخرة وبالغرف المكيفة وتقديم لهم أشهى المأكولات من أطباق الأرز والسمك الجمبري والدنيس والسلطة العربية والمشروبات الغازية من إنتاج صنع إسرائيل والفاتورة في النهاية تسجل على حساب دم الشعب الغلبان في غزة...

كأن غزة باتت مزار أو بزار لكل من هب ودب لنهبها وسرقتها ومضاجعتها وسمسرت أرواح أبنائها الشرفاء في الحروب بالمال السياسي لتنفيذ أجندات إقليمية مشبوهة وكأن الوضع في غزة لدنيا غير معلوم وغير معروف وتحتاج معجماً "طبقي" لتفسير الحالة وإن من المتوقع لهذه اللجنة الرباعية أن تجتمع مع الإطار المتآكل والغائب ما يسمى باللجنة القيادية العليا وبعد ذلك ستلتقي بالأقاليم والمكاتب الحركية والشبيبة والعمال وتستمع طحناً ولا نرى طحيناً وكل ما يراد لغزة أن تكون مجرد سلة أو صندوق لأصوات المرشحين للجنة المركزية والمجلس الثوري وسيجري الحديث عن إمكانية استكمال عمل لجان الإشراف بشأن عقد مؤتمرات المناطق والأقاليم تمهيداً للمؤتمر السابع .....

كما يبدو أن وضع غزة في عيون قيادة الحركة وردي للغاية وأن الحركة وأبنائها وشهدائها وجرحاها وأسراها وآلاف المهجرين من منازلهم جراء العدوان وبعد الإجراءات التعسفية القمعية التي اتخذت بحق أبنائها قد انتهت واستوفت الناس حقوقها والغريب والمستهجن أن البعض من أعضاء هذه اللجنة هو من أبناء قطاع غزة لم نراه ولم نسمع عنه منذ سبع سنوات ولا يعرف عن غزة أكثر مما يعرفه عنها أهل الصين الشعبية وجاء اليوم باسم غزة وباسم اللجنة الرباعية المركزية ليضع حلولاً لمشكلات غزة هو ومن معه كانوا طرفاً وسبباً مباشراً فيها وإنني اعتقد بما سمعت من العديد من قيادات وكوادر الحركة بأن البعض من أعضاء اللجنة هم طرفاً في ما يسمي بالصراعات الداخلية في التنظيم وهم شخصيات أثقلت بممارستها على كاهل غزة وكانت جزاء من معاناتها...

عليه فإننا نرحب بالقرارات العديدة التي صدرت في الدورة الرابعة عشر للمجلس الثوري والخاصة بغزة وعلى وجه التحديد والمتعلقة أيضاً بالوضع السياسي ودعم توجهات الأخ الرئيس أبو مازن للذهاب إلى مؤسسات الأمم المتحدة ولكنا نسجل ومن الآن ومعنا كل الشرفاء من غزة تحفظنا على الآلية المتبعة في النظر إلى غزة, فالأمر لا يحتمل إضاعة الوقت وتبديد الجهد ويتطلب إعادة صياغة الموقف من جديد لان غزة ونتائجه تزاحم العديد من الإشكاليات والتدخلات داخل الجسد التنظيمي والذي أشبه بالقنبلة الموقوتة والتي لا نريد لها أن تنفجر في وجه احد وكل ما نريده هو نزع فتيل الأزمات المختلفة ووضع حلول سريعة وجذرية للإشكاليات التي ترتقي إلى مستوى عظمة تضحيات غزة وما قدمت طوال فترة الصراع فنحن ننتظر من السيد الرئيس غير ذلك حتى لا يحتضر, فنحن مازلنا نأمل الكثير وننتظر...

والله من وراء القصد

اخر الأخبار