فتح ما بين محاولة الاغتيال السياسى وقيادة العمل الوطنى

تابعنا على:   14:38 2014-10-21

د جهاد الحرازين

تعددت محاولات الاغتيال السياسى والوطنى للحركة الوطنية الفلسطينية حركة فتح، التى انطلقت بفكرها الوطنى الخالص، النابع من ارض فلسطين، مقدمة نموذجاً ثورياً وعالمياً فى تجربة النضال، والثورة ضد الاحتلال والاستعمار، الامر الذى لم يرق للكثيرين، الذين عملوا جاهدين بشتى الوسائل والسبل للسيطرة على هذه الحركة، او التخلص منها، فتجارب التاريخ كثيرة وكبيرة، و فى كل مرة تنهض اقوى من السابق، مرسلة رسالتها للجميع، بانها صامدة، وشامخة، لن تنال منها المؤامرات، والاعتداءات، والاغتيالات لقادتها، فقدمت قادتها ومؤسسيها شهداء على مذبح الحرية، لتتحطم دوما المؤامرة على صخرة الفتح ،تلك الحركة ذات البذور الوطنية، فمرت بأصعب المراحل، خلال سبعينيات، وثمانينات القرن الماضى، ولكن كما وصفها الكثير هى كطائر الفينيق الذى يخرج من بين الرماد، وكما قال الرئيس الشهيد ابو عمار الضربة التى لا تميتنا تزيدنا قوة، هى حركة فتح تنجو من كل محاولات الاغتيال، ولكن المحاولة الاخيرة وياليتها تكون الاخيرة ، الا وهى محاولة الاغتيال السياسى للحركة وانهاء دورها فى القضية الوطنية، الامر الذى خطط له فى اكبر العواصم العالمية، والاقليمية، بكيفية التخلص من الحركة الوطنية والثورية فتح، فى المنطقة ومن قادتها، لتبدا فصول المخطط من خلال مجموعة من الحقائق والتى نذكر منها القليل، حصار الشهيد الراحل ياسر عرفات فى المقاطعة تحت سمع وبصر العالم اجمع، دون ان يحرك ساكن، فى محاولة لشطب القيادة الفلسطينية، وقيادة الحركة، وموجة الاعتقالات التى رافقت عملية السور الواقى -كما اسمتها دولة الاحتلال- لقيادة الحركة ، تدمير مقرات السلطة الوطنية الامنية والمدنية كافة، وخلق حالة من الفوضى ، الدعم لبعض التنظيمات لخلق حالة من الشرخ والبلبة فى المجتمع الفلسطينى، الضغط على حركة حماس للنزول الى الانتخابات التشريعية عام 2006 ( علما انها كانت محرمة مسبقا) وهو ما اكد عليه امير قطر خلال لقائه بإحدى الصحف الامريكية، من ان الولايات المتحدة الامريكية طلبت من والده الضغط على حركة حماس للمشاركة بالانتخابات التشريعية، المراهنة على انتهاء دور الحركة فى خدمة القضية والشعب، من خلال ايجاد بديل قادر على التجاوب مع المقترحات الدولية لإعادة رسم منطقة الشرق الاوسط، والقبول بأية حلول تقترح أيا كانت، الضغط الامريكى على القيادة بالتهديد، والوعيد، والحصار، والابتزاز لإجراء الانتخابات، رغم رفض دولة الاحتلال مشاركة أهالي القدس، وموافقة البعض على هذا الامر، الذى رفضته فتح والرئيس ابو مازن فى تلك الفترة، احتضان العديد من الدول للبديل وتسويقه دوليا ومعاملتهم على انهم كل شئ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وممثلى الشعب ، حتى بدأت تلوح فى الافق الحلول المؤقتة، والطروحات التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، وتتساوق مع رؤية الاحتلال، فى ظل الرفض الفتحاوى ،ومجابهة الرئيس ابو مازن للإدارة الامريكية، برفض أي امر لا يصب فى المصلحة الوطنية، ولا يحافظ على الثوابت الفلسطينية، واشتدت فصول المؤامرة عندما بدأت تتلاقى المصالح العالمية، والاقليمية، والداخلية؛ لأجل عزل فتح عن المشهد الفلسطينى، والوطنى، فتلاقت تصريحات الاحتلال مع البعض فى الداخل، والتى دائما كانت تستهدف فتح وقيادتها، والرئيس ابو مازن، فى نفس التوقيت التى كانت الادارة الامريكية تشن هجوما على الرئيس الفلسطينى، مستغلة احداث ما سمى بالربيع العربى، وتغير الاوضاع بالمنطقة وصعود الاخوان الى سدة الحكم، الذين اكدوا للولايات المتحدة من خلال بعض العرابين قدرتهم على تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير، وانهاء القضية الفلسطينية بالتوطين، والحفاظ على العلاقة مع الاحتلال ، ولكن امام هذه الاحداث والمؤامرة، كما عودتنا فتح بان تبقى عصية على الانكسار، والتفسخ، رغم شدة المؤامرة الداخلية والاقليمية والدولية، واحكامها، الا ان قيادة الحركة بحنكة القائد، وبندقية الثائر، وهوية المناضل، استطاعت ان تتجاوز هذا النفق المظلم، وان تنجو من محاولة الاغتيال الجديدة، لتبقى قائدة للمشهد الفلسطينى، فاستطاع الرئيس وقيادة الحركة تجاوز تلك المحاولة، بالإصرار على الحق الفلسطينى، والثوابت الوطنية، التى لم ولن تتنازل عنها حركة فتح ، وبتجاوز حالة الانقسام، والنزول عند المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطينى، وحققوا الوحدة وانهاء سنوات الانقسام البغيض، والتواصل مع المجنمع الدولى، وتحقيق الانجازات الدبلوماسية المتتالية، سواء بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب، وبموجة الاعترافات العالمية بالدولة ، والتعامل بحنكة فى الملفات الاقليمية، والعربية ،وعدم التدخل بالشان الداخلى للدول العربىة، والتأكيد على حق الشعوب باختيار ما تريده، وعدم الانجرار لاى خلافات داخلية، بل المساعدة فى انهاء الكثير من الازمات، والاشكالات العربية -العربية ،ومحاولة التوفيق لصالح الشعوب مما منح الرئيس الفلسطينى مكانةً اساسية فى المنطقة، وصانعا للقرار فى الكثير من المواقف، واكدوا للعالم، وللجميع ان فتح هى الثورة، والرقم الصعب، الذى لا يمكن لاى كان تجاوزه ولا يمكن اغتياله سياسيا او وطنيا .

اخر الأخبار