مختصون يؤكدون أن الكشف المبكر لسرطان الثدي حجر الزاوية في علاجه

تابعنا على:   12:23 2014-10-21

أمد / غزة: أكد أطباء مختصون في مجال الأورام على أهمية رفع مستوى الوعي الصحي في فلسطين عن (سرطان الثدي) ،وأهمية الكشف المبكر في إنقاذ حياة المرضى ، بعد أن أثبتت الإحصائيات العالمية وكذلك الوطنية ن أن أمراض السرطان تعد السبب الثاني للوفاة في فلسطين، وسجلت (13.7%) من الأسباب المؤدية للوفاة في عام 2012، وان نسب سرطان الثدي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في قطاع غزة، حيث أن المرض يصيب الرجال والنساء ، مؤكدين ان سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً في القطاع حيث يمثل نسبة 30% من نسبة السرطانات في قطاع غزة.
وأوضح الأطباء خلال مؤتمر نظمه مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر تحت عنوان" الكشف المبكر ينقذ الحياة " بتمويل من القنصلية الفرنسية ومؤسسة مديكو الدولية ، فى فندق الجراند بلاس بغزة ، ان الإحصائيات تشير الى أن غالبية الحالات المكتشفة يتم اكتشافها في مراحل متأخرة مما يعقد مراحل العلاج للمصابات بالمرض حيث أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات في القطاع تصل إلى ( 33 ) مصابة لكل 100.000 أنثى و حسب بيانات وزارة الصحة فإن نسبة الإصابة بسرطان الثدي ترتفع كل عام بنسبة 4% وانه مقابل كل مائة امرأة مصابة يقابلها إصابة رجل واحد بالمرض.
وقالت الأستاذة صباح السراج أمين الصندوق بمجلس إدارة جمعية الثقافة والفكر الحر خلال كلمتها الافتتاحية :" أن المؤتمر يأتي في إطار الجهود التي تبذلها جمعية الثقافة والفكر الحر ومركزها صحة المرأة بهدف تعزيز الوعي العام بسرطان الثدي واطلاع النساء على أهمية الكشف المبكر وتشجيعهن على اجراء الاختبارات الدورية الضرورية.
وأشارت السراج الى أن مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر اخذ على عاتقه المبادرة والعمل منذ خمس سنوات ضمن مشروع متكامل" الوقاية من سرطان الثدي الممول من مؤسسة مديكو الدولية " ، قدم العديد من الخدمات للنساء المصابات شمل محاضرات وورشات ومؤتمرات علمية ،وحملات توعية على صعيد المدارس المؤسسات النسوية والاهلية والجامعات والعيادات ،إضافة إلى الإعلانات بالشوارع وعلى وسائل الإعلام المختلفة ،وذلك بهدف تشجيع النساء على الكشف المبكر والتوجه الى مركز صحة المرأة لإجراء الفحص ومن ثم تقديم الخدمات التشخصية وعمل الفحوصات اللازمة لهن من اجل الكشف المبكر الى جانب الدعم النفسي والاجتماعي والذي يعتبر احد أهم الوسائل التي تساعد بالعلاج .
.
واستعرضت الدكتورة سوسن حماد مديرة دائرة تنمية صحة المرأة بوزارة الصحة خلال ورقتها بالمؤتمر التعريف بالمرض والعوارض التي يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب بشأنها .. مشددة على ان الفحص المبكر لسرطان الثدي وعلاجه في مراحله الأولى يزيد من فرصة الشفاء منه ويمنح المراة خيارات اكثر للعلاج .

وشرحت الدكتورة حماد طرق الفحص الذاتي للثدي يدويا وكيفية الكشف المبكر عنه بواسطة الفحص الإشعاعي الذي يعتبر الضمانة الأهم للكشف المبكر مع إجراء الفحص بشكل دوري ولاسيما للنساء فوق سن الاربعين على مدى الحياة .. مشيرة الى أن أكثر الفئات تعرضا من غيرها للإصابة بسرطان الثدي هن النساء فوق سن الاربعين واللواتي لم ينجبن أو اللواتي تزوجن وأنجبن بعد سن الثلاثين إضافة إلى عامل الوراثة.
.
فيما خصص الدكتور عوض عيشان استشاري علاج الأورام فى مستشفى الشفاء وغزة الاوربى ورقته للحديث عن واقع سرطان الثدى خلال وبعد الحرب على غزة .
وتناولت ورقة الدكتور مازن السقا أستاذ مشارك في علم العقاقير الطبية واستشارى التغذية العلاجية ،التغذية العلاجية لمرضى السرطان وتأثيرها على تحسين حياة المرض ،والتى اكد خلالها ان الغذاء الصحى المتوازن من أهم أسباب الوقاية من مرض السرطان إضافة إلى الرياضة الخفيفة .
وعن دور الشبكات الاجتماعية والمؤسسات فى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى سرطان الثدي خصص الاخصائى الاجتماعي النفسي بمركز صحة المرأة احمد بكير ورقته التي أكد خلالها ان الدعم النفسي والاجتماعي يمثل خطوة مهمة على طريق شفاء المريض ،مشيرا الى أن الحالة النفسية لمريض السرطان من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه، وأن إرادة الشفاء بداخله هي العامل الأساسي الذي يحفز الجهاز المناعي بداخله لكي يتصدى ويقضي على هذا المرض ومن هنا تأتى أهمية الدعم الاجتماعي والنفسي من الأسرة والمؤسسات والتي لعبت دورا ايجابيا في كثير من الحالات .

وعن المواد المسرطنة الناتجة عن آلة الحرب الاسرائلية خلال الحروب السابقة التى شهدها القطاع وتأثيرها على انتشار سرطان الثدى تحدث الدكتور عبد المنعم لبد أستاذ مشارك علم الأمراض بكلية الطب بالجامعة الإسلامية في ورقته التي أكد خلالها ان الاحتلال استخدم ثلاث أنواع من الأسلحة خلال الحروب الثلاث التي شهدها القطاع خلال السنوات الست الماضية (ذخائر الدايم – والفسفور الابيض – واليورانيوم المنضب ) أثبتت الدراسات الى جانب مفعولها الفتاك بالبشر إلى أنها تصدر إشعاعات تؤثر على البيئة والتربة والمياه وتؤثر على الاجيال القادمة مما ساعد على انتشار الأمراض السرطانية .
واختتم المؤتمر فعالياته بكلمة لمنسقة مشروع سرطان الثدى سماح الهابيل والتي أجملت اهم النشاطات والفعاليات التى قام بها مركز صحة المرأة البريج خلال السنوات الخمس الماضية لمساعدة مرضى سرطان الثدي ودعمهم نفسيا واجتماعيا وعلاجيا .
كما قرأت الهابيل اهم التوصيات التى خرج بها المؤتمر بعد المناقشات التى دارت بين المشاركين والتي أجمعت على ضرورة أن تأخذ المنظمات الدولية دورها للكشف عن أثر استخدام الاحتلال أسلحة غير تقليدية ومحرمة دولياً في استهدافاته المتكررة للمناطق الزراعية و السكنية في قطاع غزة وربطها بنسب انتشار مرض السرطان في السنوات الاخيرة ، كما طالب المشاركين بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل إنشاء ودعم الرصد الوبائي وجمع البيانات عن أمراض السرطان وإعطائها الأولوية الضرورية لذلك لأنها تؤدي إلى توفر وتعزيز الأساس الدليلي لإستراتيجيات وتدخلات الوقاية والمكافحة ، والعمل على تكثيف حملات التوعية على مدار العام وليس فقط بشهر اكتوبر ..

اخر الأخبار