عباس من منبر الدفاع عن غزة أمام العالم الى جلد ابناءه بخصومات مجحفة

تابعنا على:   02:19 2014-10-01

أمد/ غزة – خاص : قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعلى منبر الأمم المتحدة في خطابه الأخير ، وبعد العدوان الشرس على قطاع غزة والذي استمر واحد وخمسين يوماً :" لقد كانت الحرب الأخيرة على غزة سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان نفذت وببث مباشر على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة. فلا يعقل أن يدعي أحد الآن أنه لم يدرك حجم وهول الجريمة. ولا يعقل، أن يكتفي البعض بإعلان دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الاهتمام بمصير آلاف الضحايا من أبناء شعبنا متجاهلاً حقيقة بسيطة نذكره بها وهي أن حياة الفلسطيني غالية، تماما كحياة أي انسان آخر".

وأضاف في فقرة سابقة تفصيلاً للجريمة التي ارتكبت بحق قطاع غزة وأسمعها زعماء العالم بصفته رئيساً لكل الشعب الفلسطيني :" الفارق اليوم أن حجم جريمة الإبادة أكبر، وأن قائمة الشهداء وخاصة الأطفال منهم أطول، وكذلك قوائم الجرحى والمعاقين، وأن عشرات العائلات تمت إبادتها بالكامل، والفارق اليوم أن هناك نحو نصف مليون شخص شردوا من بيوتهم، وأن عدد البيوت والمدارس والمستشفيات والمباني العامة والعمارات السكنية والمساجد والمصانع وحتى المقابر المدمرة غير مسبوق لحقوا بشبابنا وأبنائنا لينتقموا منهم في المقابر، والفارق اليوم أن الدمار الذي تسبب به العدوان الأخير لا مثيل له في العصر الحديث كما أكد شاهد عيان هو السيد المفوض العام للأونروا".

وهذا الخطاب الذي وقفت زعامات العالم باستثناء اسرائيل وأمريكا وبعض المؤيدين لهما ، تصفيقاً للرئيس عباس ، لأن صعوده السلم الطويل من معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة الذي صمد وتحمل تبعيات الجريمة المنكرة المرتكبة بحقه من قبل الاحتلال ، اعطته قوة لا مثيل لها ، ليقف أمام العالم بكل شموخ وبراءة الضحية ، ليقول آن الأوان لإنهاء الاحتلال ، ووضع حداً للبطش والجريمة والاستيطان ونهب الاراضي وقتل الانسان ، وله الحق ، وكل الحق بأن يقول ذلك ، ويطالب بذلك ، وهذا ما حدى بالشعب الفلسطيني الخروج الى الشوارع في الشتات والضفة وقطاع غزة تأييداً له ، وتشجيعاً لخطابه ، فلماذا يعود من نيويورك الى مكتبه في المقاطعة ويصادق على قطع جزء من حقوق العسكريين في القطاع ، وصوته لازال يسمع صداه وهو يدافع عن قطاع غزة ؟!!!.

الكارثة أن يكافيء الرئيس ابناء شعبه على صمودهم ، وهم غارقون بالمعاناة بقطع جزء من رواتبهم، ويصادق على قرار سابق لرئيس حكومته رامي الحمدالله بخصم علاوة القيادة والريادة ، من رتبة الجندي الى رتبة اللواء ، هذا الخصم الذي يأتي "عيدية" منكرة وغليظة الدم ، وفي مرحلة صعبة وقاسية يعيشها ابناء قطاع غزة .

فلا تفسير لتصديق الرئيس عباس على قرار الحمدالله بخصم علاوة العسكريين ، إلا أنه يقول للعالم عن قطاع غزة ما يبقيه قائداً يستقبل بالتصفيق ، والابداع في الصعود على درجات مأساة ابناء شعبه ، في الوقت الذي يحكم قبضته على أرزاقهم ، ويزيدهم معاناة ، غير مكترث لما سيحدث لهم فيما بعد.

نجح الحمدالله والذي اشار عليه بفكرة الخصم بتنفيذ مرادهم والانتقام من عسكريي قطاع غزة ، وسلبهم حق لا يمكن أن يسلب إلا بتجاوز القانون ، وطمسه ، لتمريره وفقاً لأهواء خبيثة غرضها الانتقام من قطاع غزة الغارق بركامه!!!.

حالة الاستنكار والاستهجان الواسعة في صفوف العسكريين في قطاع غزة من قرار الحمدالله وتصديق الرئيس عباس عليه ، وصلت الى حد الاحتقان المسموم ، وأنزلت من شعبية عباس وحكومته الى أدنى مستوياتها ، خاصة من بعد قرار مجحف قرره الحمدالله وصادق عليه عباس وهو تجميد رتب العسكريين في قطاع غزة عن نشرة 7/1 ، ومنحها للعسكريين في الضفة الغربية وفق الأصول ، هذا التمييز اللاوطني ، جعل من الاحتقان بعد الخصومات الجديدة احتقان متراكماً لا يمكن أن يكون غير مؤشر سلبي على شعبية الرئيس عباس ، وحكومة رامي الحمدالله ، التي حملت السوط الغليظ لقطاع غزة ، منذ أن تولت زمام الأمور ، وكان قرارها الأول بحق ابناء قطاع غزة قد طبق على الموظفين المدنيين بخصم العلاوة الاشرافية والمخاطرة والمواصلات ، بداية العام الحالي ، ورغم كل المناشدات بتصويب الأمر ، بقيت الخصومات سارية حتى زادتها خصومات العسكريين في القطاع .

يقول الرئيس عباس عن جرائم الاحتلال بحق ابناء قطاع غزة في خطابه " الأممي"

" باسم فلسطين وشعبها أؤكد هنا اليوم: لن ننسى ولن نغفر، ولن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب".

ويقول موظفو قطاع غزة المدنيين والعسكريين بعد "سخط" رواتبهم بأنهم لن ينسوا ولن يغفروا ولن يسامحوا كل من تطاول على حقوقهم ومسها بالنقصان والنهب".

 

اخر الأخبار