جامعة الأزهر بغزة تمنح الباحث منذر أحمد شراب درجة الماجستير بالعلوم السياسية تخصص دراسات شرق أوسطية

تابعنا على:   15:11 2014-09-30

أمد / غزة : نال الباحث منذر أحمد شراب درجة الماجستير من جامعة الأزهر بغزة في العلوم السياسية تخصص دراسات شرق أوسطية ، عن رسالته الموسومة بـ " السياسة الخارجية القطرية في ظل التحولات السياسية العربية 2003 - 2012 " .

الدراسة تسلط الضوء على تعاظم وتنامي دور قطر في المنطقة، وما شاب هذا الدور من جدل واسع وتساؤلات حول طبيعته وأهدافه ، وخاصة دور قطر في مشروع الشرق الأوسط الكبير، في ظل أن هذا الدور لا يتناسب وما تملكه قطر من مقومات مؤثرة على السياسة الإقليمية والدولية، فلا تمتلك موقع جغرافي مؤثر أو كثافة سكانية عالية يمكن أن تكون نواة لقوة عسكرية قادرة على حماية الأمن القومي للدولة، ولا تمتلك نموذج اجتماعي مميز أو خلفية ثقافية ممكن أن تمثل قوة ناعمة للدول الأخرى.

قسم الباحث الدراسة في خمسة فصول خصص الأول منها لنبذة تاريخية عن نشأة دولة قطر ونظامها السياسي، الذي عرف عنه منذ لبناته الأولى التبعية لقوة إقليمية أو دولية خارجية لعدم قدرته على حماية نفسه، أما الفصل الثاني فقد تناول بالتفصيل طبيعة النظام الأميري في اتخاذ القرار من خلال شخص او اثنان ، كما بحث الفصل الثاني في فشل المنظومة الخليجية من حماية نفسها بدون استدعاء تدخل خارجي بعد الاجتياح العراقي للكويت عام 1990 . كما تناول تأثير الانقلاب الذي نفذه الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1995 في تغيير السياسة القطرية، وما تولد عن هذا الانقلاب من استحقاقات داخلية وخارجية ، من بينها إقامة علاقات مع إسرائيل وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة بوضع في قطر أكبر قاعدة في العالم خارج الولايات المتحدة والتي تم منها ضرب افغانستان والعراق، وإنشاء قناة الجزيرة والتي اعتبرها الباحث السيف المسلط على رقاب خصوم السياسة القطرية، بالإضافة لسياسة دفتر الشيكات التي انتهجتها قطر في تحقيق كثير من أهداف سياستها، بينما تناول القصل الثالث أدوات السياسة الخارجية القطرية متمثلة بالقوة الناعمة حيث أبرز الباحث حرص قطر على استضافت العديد من المؤتمرات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والاجتماعية، وأفتتاح أفرع لجامعات غربية بالدوحة ومراكز بحثية أبرزها مركز بروكينغز الأمريكي والذي يعد احد عرابي السياسة الخارجية القطرية، وثاني أدوات السياسة الخارجية القطرية قناة الجزيرة القضائية التي وصفها الباحث بالإداة الأكثر فاعلية وجرأة في تنفيذ السياسة القطرية؛ ومن بين مشاريع قطر الأكثر تأثيرًا في العام 1996، التي أصبحت الصوت الآخر، أو القناة الاضافية التي تستطيع من خلالها الدوحة انتقاد سياسات الدول الأخرى وخصوصًا المعارضة لسياسة قطر الخارجية، مما جر عليها مشاكل وأزمات عدة، بإلاضافة إلى الاستثمارات القطرية في دول أوروبية وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، ويشير إلى سياسة دفتر الشيكات التي تستخدمها قطر للتدخل في الوساطة في كثير من الأزمات، ومن ثم التحالف مع حركات المقاومة وقوى الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين بتفرعاتها الذي وفر لسياستها حاضنة شعبية لفترة ما من الزمن، ومن ثم مكنها من ترويضه لصالح مشروعها السياسي المرتبط بمشروع دولي، أما الفصل الرابع الذي تناول السياسة القطرية قبل الحِراكات العربية ، والتي عدها الباحث بمثابة توطئة لما بعد الحِراكات، من إقامة مؤتمرات وندوات حول الحريات والديمقرطية كان يحضرها أمريكان وغربيين وإسلاميين وقوى شبابية لعبت دور بارز بالحِراكات العربية، كما تناول الباحث بهذا الفصل الوساطات القطرية المختلفة في لبنان وفلسطين وليبيا والسودان واليمن وارتيريا والصحراء الغربية وغيرها من الأزمات، أما الفصل الخامس حدده الباحث للدور القطري في الحِراكات العربية التي انطلقت في أواخر 2010 ، والتي يرى الباحث كما انها كانت قمة الدور القطري ، فهي أيضًا بداية لتراجع دور قطر وخاصة مع تراجع بريق الجزيرة ، وتراجع قوة حلفاءها داخل دول الحِراك العربي.

ويرى الباحث أن السياسية القطرية اتسمت بالمبادرة والسرعة والمفاجاة التي تحوز دائماً على رضى قطاع كبير من الشارع العربي. ولعل هذه السياسية تتشكل في مواقف قطرية إنسانية أو سياسية في قضايا، مثل: حرب لبنان عام 2006، والعدوان الإسرائيلي على غزة عامي 2008 -2009، والحِراك العربي منذ أواخر العام 2010. ويرى أن هذه المرونة متسقة مع العواطف العربية، ترافقها زخم إعلامي عبر قناة الجزيرة يمكن قطر من امتلاك نفوذ داخل الشارع العربي.

وخلصت الدراسة لعدة نتائج منها ارتباط نجاح السياسة الخارجية القطرية بما توفر لها من حماية أمريكية، وما توفر لديها من أدوات إعلامية ومالية، وما تمتعت به القيادة السياسية القطرية من جرأة وطموح في أداء دور متميز بالمنطقة.، وامتازت السياسة القطرية بإقامة علاقات متناقضة، مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، ومع أعدائهم المعلنين: إيران وسوريا وحماس وحزب الله من جهة أخرى.

وأوصى الباحث بضرورة أن تبتعد قطر عن سياسة المحاور والاصطفاف السياسي والارتهان لقوى خارجية تضمر الشر للعرب والمنطقة، وأنه على قطر ان تكون أكثر وضوح في سياستها مع أشقائها العرب ، وأن تسخر إمكانياتها السياسية والاقتصادية والإعلامية لصالح القضايا العربية القومية، وأن تنسق تحركاتها مع الدول العربية تحقيقًا لسياسة عربية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما ضرورة النأي بالنفس عن التدخل بالشأن الداخلي للدول العربية وعليها بناء علاقاتها مع دول وليس أحزاب.

اخر الأخبار