"داعش ولبنان قراءة هادئة لأحداث ساخنة"

تابعنا على:   10:01 2014-09-30

د.عادل رضا

هل ادخال داعش الي الواقع اللبناني هو استمرار لمحاولات جر حزب الله الي مواجهة غير متوقعة من الشمال؟ أم لتحسين ولضمان خط تصدير النفط الجاري والحاصل والتي يتم التنسيق تصديره ودفع مستحقاته من

"حلف الناتو" تحت عيونه وبموافقته!؟ وهو نفس الحلف الذي يعلن حاليا انه يحارب داعش؟!

ما هو مثير وفي نفس الوقت خطير ما صرح به اللواء جميل السيد بلقائه الاخير علي قناة الجديد اللبنانية الخاصة من وجود ارتباط أجهزة أمنية لبنانية بجبهة النصرة وداعش مما يفتح التساؤلات؟ وخاصة ان الرجل أعلن في نفس المقابلة انه لديه معلومات مؤكدة بحكم موقعه السابق كرجل أمن كان يعرف كل صغيرة وكبيرة في لبنان.

من هذا التساؤل علينا ان ننطلق لنفهم أهمية موقع لبنان بالنسبة للدولة في سوريا، وهو كان على الرغم من صغر حجمه كان يتم أستخدامه كمعبر و جسر للتأمر على سوريا وهي الحقيقة التي استوعبها حزب البعث الجناح اليساري ، والذي سعي لا خراج سوريا من كونها ملعب للأخرين لتكون لاعب ومن هنا نفهم اهتمام سوريا المزمن بلبنان والدخول اليه والتحكم فيه والسيطرة عليه وهو اللقمة الصعبة الهضم على الجميع على الرغم من صغر حجمه الا ان هضمه صعب وابتلاعه قد يكون من المستحيل.

وعلى الرغم من سوء الهضم هذا كان مطلوب من الدولة السورية لتحقيق استقلالها "الحقيقي" ولوقف اللعب الاستخباراتي ضدها ولوقف التأمر عليها من دخول لبنان،واعتباره المجال الحيوي الطبيعي لها وهنا تظهر العقلية "السورية القومية الاجتماعية"

التي تنظر الي سوريا الكبرى الشاملة لبنان والأردن والعراق وفلسطين كدولة واحدة ضمن إقليم واحد ومجال حيوي واحد لذلك وجد القوميون العرب المنتمين الي حزب البعث العربي الجناح اليساري وجدوا انفسهم يتحركون ك " سوريين قوميين اجتماعيين" على المستوي الاستراتيجي، وهنا تحول الامر بنجاح من كون لبنان جسر للتأمر على سوريا الي مجال حيوي مرتبط بسوريا عضويا ومجال لحركة الدول وملعبها وازدادت أهميته الدولية استخباراتيا لأنه كان مكان الصراع السوري الصهيوني الأساسي بعد كامب ديفيد.

لقد تعاملت الدولة بسوريا مع لبنان من موقع " الهوية القومية السورية الاجتماعية" وليس كقوميين بعثيين ضمن الجناح اليساري.

وكذلك كان وجود الجيش السوري داخل لبنان ضروريا لمنع دخول الصهاينة العسكري الي دمشق عن طريق منطقة البقاع.

من كل هذا تم اعتبار لبنان مجال حيوي يتحرك به السوريين، وهذا ما حصل منذ 1975 الي العام 2005 حيث تم بعدها خروج الجيش العربي السوري وأجهزة الاستخبارات السورية العاملة داخل لبنان.

المفارقة المشتركة بين الدولة السورية وتنظيم داعش ان الاثنان تبنوا ما يقوله الاخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي من وحدة "سوريا الكبرى" وان كانت الدولة السورية تأخذ هذا التبني ضمن جبهتها المشرقية لفرض سلام علي الصهاينة لضمان انسحاب صهيوني من الجولان ضمن حالة صراع الدولة في سوريا مع الصهاينة المستمرة والممتدة من السبعينيات مع خروج السوريين من حالة الملعب الي كونهم لاعب بالمنطقة أي استقلال سياسي حقيقي.

الي فقدانهم لهذا الموقع و عودتهم الي ساحة وملعب لصراعات الدول كما كان لبنان اثناء الحرب الاهلية.

مع هذه الشرح المطلوب للتاريخ و الواقع يجب علينا التأكيد ان ما صرح به اللواء جميل السيد جدا خطير و علي الدولة اللبنانية فح تحقيق لفك حقيقة ما يجري و خاصة مع احداث الخطف المؤسفة التي خلقت واقع انساني مؤلم لأهالي المخطوفين و هو الم مضاف علي باقي مصائب لبنان التي لا تنتهي رغم جماله و روعته كبلد و شعب.

اخر الأخبار